غزة / PNN - أكدت منظمات دولية تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في شمالي قطاع غزة، مع استمرار العملية العسكرية البرية التي يشنها جيش الاحتلال، منذ السادس من الشهر الجاري، والتي تخللها فرض الاحتلال حصارا محكما على السكان المقدر عددهم بنحو 400 ألف مواطن، وحرمانهم من تلقي المساعدات الغذائية والصحية.
وقال أدريان زيمرمان، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، إنه “في خضم الأعمال العدائية الضارية المتواصلة وأوامر الإخلاء في شمال غزة، يعتري العائلات خوف لا يمكن تصوره وحالة من الارتباك والإنهاك، فضلًا عن فقدان أحبائها”.
وشدد في تصريح صحافي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، على ضرورة تمكين المدنيين من الخروج بصورة آمنة، دون تعريضهم لمزيد من المخاطر.
وأكد أنه ليس بوسع الكثيرين منهم النزوح ببساطة، لافتا إلى أن من بينهم من هم مرضى أو ذوي إعاقة، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص محميون بموجب القانون الدولي الإنساني.
وشدد على وجوب اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق أذى بهم، مؤكدا على حق كل شخص نازح “العودة إلى دياره بأمان”.
وتشن قوات الاحتلال منذ السادس من الشهر الجاري هجوما عنيفا على شمال قطاع غزة، حيث تفرض حصارا محكما على السكان الذين طالبتهم بالنزوح القسري.
وفي السياق، قال مهند هادي منسق الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، في بيان صحافي إن السلطات الإسرائيلية تعمل بصورة متزايدة منذ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024، “على حرمان شمال غزة وقطع سُبل وصوله إلى الإمدادات الأساسية”.
وأشار إلى أن معبري “”أيرز” و”إيرز الغربي” شمالي القطاع، لا يزالان مغلقين، فيما لا تسمح سلطات الاحتلال بدخول أي مواد أساسية من مناطق جنوب قطاع غزة إلى الشمال، رغم صدور ثلاثة أوامر جديدة توجّه الناس إلى النزوح.
وقال “بالتوازي مع ذلك، تتصاعد الأعمال القتالية باستمرار، مما أسفر عن استفحال معاناة المدنيين وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا”.
وأشار إلى أن أكثر من 50,000 شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من منطقة جباليا التي باتت معزولة، بينما يظل آخرون عالقين في منازلهم وسط تزايد عمليات القصف والقتال.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، قال معقبا على ما يجري “إن المدنيين في شمال غزة لم يُمنحوا أي خيار سوى مغادرة المنطقة أو الموت جوعا”.
وأكد كذلك أن النظام الصحي في شمال غزة أصبح “شبه منهار”، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تسمح للأمم المتحدة بتقديم أي مساعدات في المنطقة، بما في ذلك الغذاء، منذ 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.