الشريط الاخباري

صوريف.. جدران تروي تاريخ الأجيال وصمود الإنسان الفلسطيني

نشر بتاريخ: 09-02-2025 | برامجنا التلفزيونية , ثقافة وفنون , تقارير مصورة
News Main Image

الخليل / PNN/ تقرير دانيا نجاجرة - في شمال غرب مدينة الخليل، وعلى بعد نحو عشرين كيلومتراً، تقع بلدة صوريف، التي تعانق قمم الجبال وتخفي بين طياتها حكايات الأجيال التي مرت بها، الحجارة هنا ليست مجرد صخور صامتة؛ بل شواهد حية على تاريخ طويل من الصمود والارتباط العميق بالأرض.

صوريف، التي اشتق اسمها من "صور الريف" نظراً لتضاريسها المحاطة بالجبال، تحمل إرثاً حضارياً عريقاً، بدءاً من الحقبة الرومانية وحتى يومنا هذا.

و في مقابلة مع المؤرخ علي أبو فارة أكد أن صوريف ليست مجرد قرية، بل هي رمز للصمود الفلسطيني، واصفاً إياها بـ"الرئة التي نتنفس منها". وأضاف: “صوريف عشقٌ قديمٌ وحبٌ متجدد، جبلت بدماء أبنائها الذين ضحوا من أجل الحفاظ على هذه الأرض.”

الجدران الحجرية التي تميز صوريف ليست مجرد بناء عشوائي، بل تجسيد لتاريخ ممتد. بين أشجار الزيتون والتين، تقف الجدران كشاهد على الجهود التي بذلها أهالي البلدة عبر الأجيال.

"سلامٌ على من بنى وشيد، وحفر وحرث، ليبقى هذا التراث شاهداً على صمودنا"، بهذه الكلمات وصف أبو فارة عظمة ما صنعته أيادي أهل البلدة.

و في مقابلة مع بشار حميدات، أحد أبناء صوريف، تحدث عن أهمية تعليم الأجيال الجديدة قيمة الأرض والتراث. "تعلمنا من أجدادنا كيف عشقوا الأرض وعملوا عليها وكأنها كنزهم الثمين".

و قال حميدات أنهم اليوم يحملون هذه المسؤولية ويحاولون غرس هذا الحب في قلوب أبنائهم ليستمروا في الحفاظ على هذا التراث
صوريف ليست مجرد بلدة فلسطينية؛ بل حكاية ترويها الحجارة، من السماء تبدو الجدران كخيوط ذهبية تربط الأرض بالسماء، وكأنها تقول إن التراث يمتد بلا حدود. بين الماضي والحاضر، تظل صوريف رمزاً لصمود الإنسان الفلسطيني الذي لا يزال يعانق أرضه رغم كل التحديات.

كما يزرع الكبار شتلات الأمل، يسقيها الصغار بماء المستقبل، صوريف اليوم ليست فقط تاريخاً يتحدث عنه المؤرخون، بل حياةً نابضةً تستمر في قلب الأرض الفلسطينية، شاهدةً على حب الإنسان الفلسطيني لترابه وإصراره على حمايته.

شارك هذا الخبر!