نابلس / PNN - تزايدة اعتداءات المستوطنين على المواطنين والبيوت والممتلكات في الضفة الغربية بعد السابع من أُكتوبر 2023، وبدأت تظهر ممارسات ممنهجة للمستوطنين وما يسمى بمجموعات شبان التلال وشابات التلال ومجموعات تدفيع الثمن التي يدعمها الوزيران المتطرفان بن غفير و سموتيريتش، وطفت للعلن مخططات ضم الضفة الغربية والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية فيما يسمى المناطق المصنفة “ج” وفق اتفاق اسلو 1993.
الحاجة عائشة شتية وعائلتها في بلدة بيت دجن قرب نابلس شمال الضفة الغربية حكاية توثق اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على الأرض والمال والمواشي والشجار ، تتعرض العائلة بحسب محمد شتية لسلسلة ممنهجة من اعتداءات المستوطنين الذين مارسوا سياسة مممنهجة يومية بحق الأم والاب والابن والأحفاد والشجر والمواشي والحجر منذ السابع من أكتوبر 2023 .
تروي الحاجة عائشة بصوت مثقل بالألم يوم أجبر المستوطنون العائلة على مغادرة منزلها الذي كلفها بنائه 35 الف دينار وعمرا مليئا بالذكريات والأحلام وحياة بعز وجُهد وكد وتعب ،وسرقوا الاجهزة الكهربائية التي تملكها العائلة ،واقتلعوا أشجار الزيتون والليمون والبرتقال من حول البيت ، وأجبروا العائلة على العيش داخل بركس من الصفيح أرضيته مفروشة بالكركار وبعض من قطع الأثاث يحيط به الاسلاك الشائكة ويفتقر لمقومات الحياة.. .

أما محمد شتيه فيروي تفاصيل الأيام الثلاثة الأخيرة في المنزل حيث تجمع المستوطنون بين 15 أكتوبر وحتى 18 أكتوبر وبدأوا يشنون هجوما منظما هددوا العائلة وهجموا على البيت وكسروا ألواح الطاقة الشمسية التي تملكها العائلة، وخلعوا أبواب الغرف الداخلية بالمنزل ،وخربوا أثاث المنزل وثقبوا خزانات المياه وعجلاث التركتور الزراعي، وحرقوا المنزل وهم بداخله وكان أهم شيء في هذه الاثناء أن يخرجوا الأطفال من المنزل ويبعدوهم عن الخطر .
جاء جيش الاحتلال وأفراد الشرطة ليس لحماية العائلة من هجمات المستوطنين بل ليأمروا العائلة بالمغادرة بحجة الحفاظ على سلامتهم وليبقوا على قيد الحياة ، وعندما أٌبعد الأطفال عادت العائلة لبيتها لكن الجيش منعها ، أراد محمد أن يلتقط بعض الصور ليجمع ذكرياته ببيته حتى هاتفه الخلوي كسروه وصادروه . حال عائلة الحاجة عائشة شتيه حال المئات من العائلات الفلسطينية التي تتعرض لأبادة ممنهجة من خلال فرض واقع جديد وتهجير قسري متعمد من المستوطنين وجيش الاحتلال

تقول هيئة مقاومة الجدار ان الاحتلال صادر مئات الدونمات من أراضي المواطنين بالمناطق المصنفة “ج ” بحج أمنية وعسكرية لصالح اقامة بؤر استيطانية جديدة بالضفة الغربية وان وتيرة اعتداءات المستوطنين بلغت في شهر اكتوبر الماضي 97 حالة و 2350 اعتداء خلال العامين الماضيين ، كما أعلنت سلطات الاحتلال طرح عطاءات لبناء 5300 وحدة سكنية في الضفة الغربية بيوليو الماضي .
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

