الشريط الاخباري

نجاح زراعة فاكهة التنين في جنين… من تجربة بسيطة إلى مشروع زراعي-سياحي رائد

نشر بتاريخ: 30-11-2025 | محليات , أقتصاد , منوعات , قصص "قريب"
News Main Image

جنين – PNN - شهدت منطقة جنين قصة نجاح زراعية لافتة تمثّلت في مشروع المزارع أوس العمري، الذي تمكّن خلال ثماني سنوات من تحويل زراعة فاكهة التنين من تجربة محدودة إلى واحد من أكبر المشاريع المتخصصة في هذا النوع داخل فلسطين.

وأوضح العمري أن فاكهة التنين، وهي فاكهة استوائية يعود أصلها إلى أمريكا الوسطى قبل انتقالها إلى فيتنام وانتشارها في العالم العربي، أثبتت قدرتها على النمو في الأراضي الفلسطينية، خاصة في جنين التي وفّرت الظروف الملائمة لنجاح التجربة.

وأشار إلى أنّ بداية المشروع كانت بالبحث عن محصول يتحمّل شحّ المياه ويحتاج إلى ريّ محدود وقادر في الوقت نفسه على تحقيق عائد اقتصادي جيد. وبعد دراسة عدة خيارات، وجد أنّ فاكهة التنين من الفواكه التي تتلاءم مع طبيعة المناخ المحلي وتُعد من المنتجات ذات القيمة العالية في السوق.

بدأ العمري بزراعة عدد قليل من الشتلات في مساحة لا تتجاوز دونمين اثنين، قبل أن تتوسع المزرعة تدريجياً لتصل اليوم إلى نحو 10 دونمات، لتصبح من أبرز المزارع الفلسطينية المنتجة لهذه الفاكهة.

وبيّن أنّ فاكهة التنين تمتاز بقلة حاجتها للريّ والأسمدة، وهو ما ساعده على تطوير المشروع رغم محدودية الموارد. وقد تحسّن الإنتاج عاماً بعد عام، ليصل اليوم إلى مستويات تُتيح التوسع والاستدامة.

وعن طبيعة الإنتاج، قال العمري إن نضوج الفاكهة يكون على شكل أفواج، حيث تتوزع المزروعات بين مراحل الإزهار والنمو والنضج، ما يجعل القطاف متقطعاً بفوارق زمنية تتراوح بين أسبوع وأسبوعين. أما موسم الإنتاج فيمتد من حزيران حتى كانون الأول، وقد يستمر أحياناً حتى كانون الثاني تبعاً للظروف الجوية.

ولم يتوقف المشروع عند حدود الزراعة، إذ تطوّر ليصبح وجهة سياحية وتعليمية تستقبل الزوار وطلبة المدارس والجامعات والهندسة الزراعية للتعرّف على أنواع الفاكهة وطرق زراعتها. كما يتيح للزائرين التجوّل في المزرعة وقطف الثمار مباشرة وتذوقها طازجة، إلى جانب دورات تدريبية لنشر المعرفة وتشجيع المزارعين على تبني محاصيل جديدة ذات جدوى اقتصادية.

ويطمح العمري حالياً إلى تطوير أصناف تجارية من فاكهة التنين تكون أكثر تكيفاً مع المناخ الفلسطيني وأكثر إنتاجية.

وفي الجانب التسويقي، أوضح العمري أن إدخال الفاكهة إلى الأسواق تطلّب جهداً كبيراً بسبب الحاجة إلى التنقل بين المدن والحصول على التصاريح اللازمة، إلا أنّ الإقبال ازداد مع ارتفاع الوعي الصحي وتزايد الاهتمام بالفواكه الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة.

واختتم العمري حديثه بالتأكيد على أن مشروع فاكهة التنين في جنين أصبح نموذجاً رائداً للزراعة البديلة في فلسطين، ودليلاً على إمكانية بناء مشاريع زراعية مستدامة تجمع بين الإنتاج والتسويق والتعليم والسياحة، رغم التحديات المعيشية والبيئية التي يواجهها المزارع الفلسطيني.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

شارك هذا الخبر!