اسطنبول / PNN - حذر علماء وباحثون مشاركون في مؤتمر العهد للقدس (إرادة) من أن المسجد الأقصى يمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخه الحديث، وأكدوا أن الهجمة الإسرائيلية على هويته ومكانته الدينية تتزايد بشكل غير مسبوق، مما يستوجب على الأمة الإسلامية أن تنخرط بشكل فوري في الدفاع عنه.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الأقصى: إرادة في مواجهة التهويد"، حيث قدم المتحدثون عرضًا شاملاً للتحولات الجارية في القدس، وأكدوا أن الاحتلال يسعى لإعادة تشكيل الواقع الديني والسياسي في المسجد الأقصى من خلال سياسات ممنهجة تعتمد على نفوذ تيار الصهيونية الدينية في مؤسسات الحكم.
أوضح مدير مركز دراسات القدس بجامعة 29 مايو في إسطنبول، عبد الله معروف، أن صعود الصهيونية الدينية إلى مراكز صنع القرار منح جماعات المعبد المتطرفة غطاءً سياسيًا واسعًا، مما جعل الاقتحامات والاعتداءات تتخذ شكلاً أكثر عدوانية ووضوحًا. وأشار إلى أن الفترات الزمنية بين جولات التصعيد في الأقصى أصبحت أقصر من أي وقت مضى، لتتحول إلى مواجهة مستمرة تحرك الشارع الفلسطيني وتفجر موجات المقاومة وصولًا إلى "طوفان الأقصى".
وأشار معروف إلى أن الهجمة الشرسة التي يدفع ثمنها سكان غزة جاءت نتيجة للدفاع عن الأقصى، مؤكدًا أن حماية المسجد لم تعد مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي واجب على الأمة الإسلامية بأكملها.
من جانبه، أكد الدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين، أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بحقوقه في القدس مهما كانت التضحيات، موضحًا أن مشروع الاحتلال يتجاوز فلسطين ليستهدف المنطقة بأكملها، مما يستدعي من الأمة أن تكون واعية بخطورة هذا المشروع وأن تتحرك لإفشاله.
واستعرض رئيس مركز تكوين العلماء، محمد الحسن ولد الددو، القيمة الدينية للمسجد الأقصى منذ عهد إبراهيم عليه السلام، مؤكدًا أن تعظيم المسجد وحمايته واجب شرعي، وأن الاعتداءات عليه تمثل إهانة للأمة الإسلامية لا يجوز السكوت عنها. وأضاف أن تحرير الأقصى وتطهيره من الاحتلال هو فرض عين على كل قادر.
واختتمت الجلسة بتلاوة الشيخ عبد الحي يوسف لوثيقة موقعة من العلماء المشاركين، أكدت على ضرورة دعم أهل القدس وتثبيت المرابطين، ووصفت التطبيع مع الاحتلال بأنه "خيانة لله ورسوله". ودعت الوثيقة الشعوب الإسلامية إلى تفعيل سبل المقاومة الشعبية، وخاصة المقاطعة الاقتصادية، ودعم القوافل البحرية لإغاثة غزة، وحثّت المقاومين على مواصلة رباطهم حتى التحرير.