غزة /PNN/ يعاني مربوا النحل بقطاع غزة كسائر القطاعات الحياتية الأخرى خسائر هائلة تفوق الــ 90 % منذ بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة حيث جرف الاحتلال الأراضي الزراعية والاشجار والخضار والنباتات التي تُشكل المرعى للنحل حيث لم يتبقى لها مراعي وموارد طبيعية تعتمد عليها في انتاج العسل بالاضافة لفقدان المزارعين ومربي النحل للكثير من خلايا النحل التي تُشكل مصدر رزقهم ودخلهم الذي يعتاشون عليه نتيجة القصف الاسرائيلي وتحريف الاراضي.
يقول الحاج نايف سليمان المصدر صاحب مزارعة ومربي نحل في المنطقة الوسطى بقطاع غزة أنه مع اندلاع الحرب جرف الجيش الإسرائيلي كل المناطق التي تتواجد بها مناحلهم في المنطقة الشرقية التي يعتمدون عليها طول السنة موضحا ان المنطقة دمرت بشكل كامل ما تسبب لهم بخسارة مادية لاتقل عن 90 % ، فقد كان يمتلك نحو 400 خلية نحل والان أصبح يمتلك نحو 100 خلية
وعند زيارة مزرعته ترى الكثير من الصناديق الفارغة بسبب موت خلايا النحل الذي تسبب به الاحتلال فقد قصفت طائرات الـ أف 16 خلايا النحل كما الشجر والأرض ، وعانى المزارعون من فقدان النحل للمرعى وللموارد الطبيعية التي يعتمد عليها في انتاجه للعسل هذا الى جانب نقص السكر الذي كانوا يعتمدون عليه في توفير الغذاء للنحل من خلال مزجه بالماء في محاولة لجعل النحل يحصل على مايحتاجه من غذاء في محاولة للحفاظ عليه وابقاء الخلايا على قيد الحياة.
ويوضح الحاج نايف أن موسم الربيع للنحل مهم وأساسي، وأن أكثر ما يتغذا عليه النحل هو زهر البرتقال والحمضيات وتعرف بالموالح ، وبالنسبة لأشهر 9 و 10 يتم نقل خلايا النحل للمنطقة الشرقية المحاذية للمناطق الاسرائيلية اذا يكثر تواجد مزارع نبات الكينية كثيرة ،ما يوفر للنحل ما يكفيه من غذاء ، وفي حال لم يكفي نفسه بتخزين غذائه بنفسه يقوم المزارعين بدعمه بقليل من الماء والسكر ، حتى تبقى الخلية حية ولا تموت ،
ويؤكد المزارع سامي المصدر الذي يربي النحل منذ سنوات طويلة ويعيش في المنطقة الوسطى بقطاع غزة أن سياسة الاحتلال و تجريفه وتضيقه على الاراضي الزراعية ، حرم المزارعين ومربي النحل في قطاع غزة من أيجاد المرعى المناسب للنحل ومن ايجاد المورد والعالم طبيعي للنحل حتى يرعى النحل و يبقى انتاج العسل طبيعي 100% ، مشيرا ازى انه تم تدمير هذا القطاع بسبب الحروب ، ومؤكدا أنه حاله كباقي المزارعين ومربي النحل في قطاع غزة يحاول ترميم واعادة ترميم ما تبقى من النحل لكنهم يواجهون صعوبات عديدة.
و يقول المزارع سامي بصوت يملئه الألم أنه كان قبل الحرب يمتلك 150 خلية ولا يمتلك منها سوا 14 خلية بسبب الاحتلال الذي جرف الأراضي الزراعية والشجر والحمضيات وأصبحت جميع الحقول مدمرة ، ويأمل ان يتسطيع أن يبني ويرمم خلايا النحل الخاصة به من أول وجديد حتى يبدأ مرحلة مرة الثانية من مزرعته بعد الخسارة التي تسبب بها الاحتلال الاسرائيلي للمزارعين وله .
طموح وامل باعادة ترميم القطاع
ويطمح الحاج نايف مصدر باعادة بناء مزرعته وبناء صناديق النحل رغم الخسارة الكبيرة التي تسببت بها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وجعله الأرضي الزراعية قاحلة لا يستفيد منها الانسان ولا الحيوان ولا النحل مع با عن ثقته بالله بتعويضه عن كل هذه الخسائر .
يوجه الحاج نايف المصدر رسالته للجهات الرسمية المعنية بالزراعة بضرورة العمل على اعادة توفير ما يلزم وما يحتاجونه من نحل ومستلزمات وأدوية لأمراض النحل كدواء الفارو ،ودواء الأكارين ، الغير متوفرة والتي تشكل عائق في الحفاظ على خلايا نحل سليمة وخالية من الأمراض وكذلك يطالب بتوفير السكر والماء ليستطيعوا تغذية النحل وتعويضه عن الموارد الطبيعية والمراعي التي فقدوها.
واكد جاهزيته لشراءها بأمواله حال توفيرها من قبل الجهات الرسمية والمعنية .قائلا أنه لدى مربي النحل خسارة كبيرة تفوق الـ 90 % و 95% .
ويبين الحاج نايف أن المزارع ومربي النحل على استعداد لأن يمتلك 100 خلية ويجعلها تصبح 400 خلية من خلال العمل على تقسيمها واطعمها ،فاذا كان السكر موجود لانخاف نجعل الخلية تصبح أربعة ،لكن الآن لا يوجد سكر ولا يوجد دواء وهذه الأشياء تقضي على النحل وتجعل الخلايا تموت او ترحل .
بدوره وجه سامي يوسف رسالته للعالم بان ينظروا لأهل غزة فالاحتلال دمر كل شيء في قطاع غزة ، لايوجد شيء لا أشجار ولا طبيعة، ولا موارد طبيعية لكنه وغيره من مربي النحل مصممون ان يعيدوا ترميم ما تبقى لديهم .
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.