النقب - PNN - اقتحمت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية قرية ترابين الصانع في منطقة النقب جنوبي البلاد، وأعلنت فرض "طوق كامل" عليها؛ وذلك غداة اعتقالات واعتداءات وقعت بحق مواطنين بالتزامن مع اقتحام وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، للبلدة.
وقال فتحي الصانع وهو من سكان القرية لـ"عرب 48"، إن "ما يجري في البلدة يُعدّ استهزاءً بعقول الناس وقمعا منظما، إذ أن قوات كبيرة جدا من الشرطة اقتحمت البلدة منذ ساعات الصباح الأولى، مستخدمة الخيالة والطائرات والمركبات الخاصة، وبمشاركة مئات العناصر، في مشهد يهدف إلى التخويف والترهيب وقمع المواطنين داخل بيوتهم".
وأضاف أن "أسلوب الشرطة قائم على استعراض القوة لا على تطبيق القانون، إذ أن الاقتحامات طاولت الأحياء والمنازل من دون مبرر، وأن أي شخص كان موجودا في المكان تعرّض للاعتقال أو التفتيش، في سلوك يعكس العقلية المتعالية والعنصرية لبن غفير وشرطته".
ولفت الصانع إلى أن "هذه الممارسات ليست جديدة، نحن هنا منذ آلاف السنين، وبقينا رغم تعاقب العثمانيين والبريطانيين، وسنبقى، وبن غفير جاء وسيرحل، ونحن سنبقى".
كما وجّه الصانع انتقادات للنواب العرب، قائلا إن "النواب العرب لا يقدمون أي دعم حقيقي للمجتمع، ولا يظهرون في أوقات الشدّة، ولا يقدمون مساعدة فعلية، باستثناء الخطابات والشعارات خلال فترات الانتخابات، قبل أن يختفوا مجددا".
وختم حديثه بالقول إن "قوات الشرطة اقتحمت المنازل والدواوين والمساجد، ومنعت المصلين من المغادرة، وداهمت تجمعات الشبان، واعتدت عليهم بالضرب، وأجبرتهم على الوقوف على الجدران، كما قامت بتفتيش البيوت بطريقة عنيفة، شملت تكسير الممتلكات وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل".
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إنها "تنفذ في هذه الأثناء نشاطا ميدانيا واسعا بمشاركة مئات من عناصر لواء الجنوب وحرس الحدود، يشمل فرض طوق كامل على القرية".
وادعت أن اقتحامها وتطويقها للبلدة يأتي "في أعقاب أعمال إجرامية نفذها مشتبهون من قرية الترابين".
وأعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في قواعده العسكرية جنوبي البلاد، خشية وقوع مواجهات مع قواته إثر الأحداث التي شهدتها قرية ترابين الصانع؛ بحسب ما أورد موقع "واللا".
وتدعي الشرطة الإسرائيلية أن مشتبهين من ترابين الصانع قاموا بتنفيذ اعتداءات وإحراق وتخريب لعشرات المركبات في بلدات يهودية قريبة من المنطقة بينها "مشمار هنيغف" و"غفعات بار"، وأنها تحقق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في مزاعم وقوعها على "خلفية انتقامية" على اقتحام البلدة وتنفيذ اعتقالات فيها؛ فيما وصفت تقارير إسرائيلية ما جرى بأنها "اعتداء على خلفية قومية".
وأعلنت الشرطة أمس الأحد اعتقال 10 أشخاص في قرية ترابين الصانع، عقب اقتحام بن غفير ووقوع مناوشات تخللها رشق الأخير بالحجارة.