تل بيب - PNN - أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إحباط عملية تهريب أسلحة وُصفت بـ“الكبيرة” على الحدود مع مصر، بعد اعتراض طائرة مسيّرة كانت تحمل نحو 20 بندقية من طراز M-16 ووسائل قتالية إضافية، بحسب بيان رسمي.
وذكر الجيش أن الحدود مع مصر شهدت خلال الأسبوعين الأخيرين أكثر من 20 عملية إحباط لتهريب أسلحة، بينها عمليتان نُفذتا بواسطة مروحيات قتالية، فيما أُحبطت باقي المحاولات باستخدام وسائل تكنولوجية مختلفة.
غير أن معطيات جديدة كشف عنها رئيس شعبة الاستخبارات في الشرطة الإسرائيلية، العميد أُشري أبوكسيس، خلال جلسة في الكنيست صباح اليوم، أظهرت تناقضًا مع رواية الجيش. وقال أبوكسيس، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن طائرة مسيّرة واحدة أُحبطت الليلة الماضية في الجنوب بعد أن نفذت ثلاث رحلات تهريب، وتم ضبطها في المحاولة الثالثة وعلى متنها 22 بندقية من طراز M-16، إضافة إلى متفجرات.
وبحسب هذه الإفادة، فإن الطائرة المسيّرة نجحت في تمرير شحنتين من الأسلحة قبل إسقاطها، في حين اكتفى بيان الجيش بالإشارة إلى عملية الإحباط الأخيرة فقط، دون التطرق إلى عمليتي التهريب السابقتين.
واعتبر مراقبون إسرائيليون أن الجيش يواصل حملة علاقات عامة للترويج لما وصفوه بـ“نجاحات عملياتية”، في وقت لا يعرض فيه الصورة الكاملة للجمهور، مشيرين إلى أن شهادة مسؤول أمني رفيع تمسّ بثقة الجمهور بالمؤسسة العسكرية.
من جهتها، علّقت منظمة “ريغافيم” اليمينية على قضية تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية، معتبرة أن “كميات من السلاح تعادل تجهيز كتائب كاملة في الجيش تُهرّب بواسطة طائرات مسيّرة”، محذرة من أن عمليات الضبط الحالية “لا تشكل سوى قطرة في بحر أمام تسونامي السلاح”، على حد تعبيرها.
ويأتي ذلك في سياق إعلانات متكررة للجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة عن إحباط محاولات تهريب عبر طائرات مسيّرة على الحدود مع مصر، حيث زعم أنه أحبط خلال الشهر الماضي وحده نحو 130 محاولة تهريب، مستخدمًا أنظمة تشويش وغرف قيادة تابعة لسلاح الجو.
في المقابل، كشفت تقارير صحافية إسرائيلية عن فجوة بين الخطاب السياسي والتطبيق الميداني، لا سيما بعد توجيهات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإعلان الشريط الحدودي مع مصر “منطقة عسكرية مغلقة” وتعديل أوامر إطلاق النار. ونقلت وسائل إعلام عن ضباط كبار في الجيش قولهم إن هذه التوجيهات “غير قابلة للتنفيذ” في المرحلة الحالية، بسبب طبيعة المنطقة واتساعها ووجود بلدات وقواعد عسكرية ومناطق مدنية بمحاذاة الحدود.
وأشارت تقديرات عسكرية إلى أن الطائرات المسيّرة المستخدمة في التهريب تُطلق أحيانًا من عمق الأراضي المصرية لمسافات تصل إلى 20 كيلومترًا، وتحمل أوزانًا كبيرة، ما يجعل تعقّبها مهمة معقدة. كما أفادت معطيات بأن عددًا من هذه المسيّرات جرى شراؤه من داخل إسرائيل في ظل غياب رقابة فعّالة على بيعها.
وتقدّر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن عدد عمليات التهريب “الناجحة المعروفة” انخفض مؤخرًا إلى عملية واحدة يوميًا، بعد أن كان يتراوح بين أربع وخمس عمليات خلال الأشهر الماضية.