الشريط الاخباري

رحلة تصدي وصمود: مستوطن يستولي على كهف فلسطيني ويتركون عائلة العمور في العراء بخربة صارورة جنوب الخليل

نشر بتاريخ: 31-12-2025 | سياسة , تقارير مصورة , PNN مختارات , قصص "قريب"
News Main Image

الخليل / PNN - في قرية صارورة بمسافر يطا حيث التشبث بالأرض ومقاومة المحتل ومستوطنيه ،وحرب البقاء والصمود والتمسك بالأرض تظهر جلية في حياة المواطن الفلسطيني الذي يعاني من اعتداءات المستوطنين وغطرستهم وسرقة الأرض والمكان .

يجلس المواطن تلال العمور وعدد من أفراد عائلته في عريشة لاسقف لها وحيطانها مجموعة من إطارات السيارات التالفة ،تقيهم برد الشتاء، يلتفون حول موقد نار بالليل ، يحرسون أنفسهم من اعتداءات المستوطنين الذين يتلقون الحماية من جنود جيش الاحتلال ، وذلك بعد أن أقدم مستوطن على سرقة كهفهم الذي كانوا يسكنونه وتركهم بلا مأوي ، فقد استغل هذا المستوطن الغاصب عدم وجود أحد من العائلة بالكهف و التهائهم بحضور فرح للعائلة ،وقام باخضار زوجته واستولى عليه ومنعهم من البقاء والعيش .

تختصر بضع كلمات مأساة العائلة التي أصبحت تفترش الأرض وتلتحف السماء بلا مأوى بقوله “أنهم أخذوا البلاد والعباد ولم يبقوا شجر ولا حجر ، فالناس يسكنوا بالخارج تحت الشجر ، فهم ضربوا العجائز وكبار السن ولم يتركوا أحدا” .

يؤكد تلال العمور وهو صاحب الهكف المسلوب، أنه تفاجئ بعد عودته لكهفه قبل 14 يوما بوجود المستوطن الذي سرق منزله برفقة زوجته يمنعهم من الاقتراب أو الدخول الى منزلهم لأنه وفق قول المستوطن أصبح له ،ومنذ مايقارب الــ 16 يوما يسكن تلال العمور وعائلته في العراء بعد أن أحضر خيمة وحاجيات للعائلة قام جنود الاحتلال بهدمها وإخباره أنه لايمكنهم نصب خيام هنا أو التواجد بالمكان بحجج أمنية واهية .

يبقى أفراد عائلة العمور في الصباح وأثناء النهار في الخلاء ويجلسون تحت الشجر وفي المساء يبقون في عريشة جدرانها من إطار السيارات التالفة وبلاسقف يشعلون النار ليدفئوا أنفسهم ، يقسموا أنفسهم الى قسمين، قسم يناموا والأخرون يبقوا مستيقظين ليحموا أنفسهم وعائلتهم من هجمات واعتداءات المستوطنين .

يقارن تلال العمور بين حياة الكهف حيث كل شيئ كان متوفرا ، فقد كانوا يملكون بئر للمياه وكهرباء ،وأشجار متنوعة ، كل شيء في الكهف “ الطور” موجود،  نطبخ أكلنا على النار  نجلس هنا أنا وأبي وزوجته وزوجتي وأولادي . منهم طلاب في المدارس ومنهم طلاب في الجامعة ، الحال لايقارن فالآن نحن نسكن في العراء وجيش الاحتلال يمنعنا من نصب خيمة ، فبمجرد أن وضعنا خشبتين جاء الجيش الاسرائيلي وأزالها ومنعنا من نصب اخرى .

ويتسائل العمور كيف للجيش أن يمنعنا من إقامة خيمة وفي ذات الوقت يسمح لمستوطن لص أن يسرق كهفنا وبيتنا ويحتل كهفنا "الطور" الذي نملكه ومعنا الوثائق التي تثبت ملكيتنا له ؟

يذكر أن بلدة صارورة وباقي خرب وبلدات مسافر يطا جنوب الخليل تتعرض منذ ثمانينيات القرن الماضي لحملة شرسة يقودها المستوطنون بحماية حيش الاحتلال لاخلاءها وإجبار سكانها على الرحيل والنزوح، بهدف توسيع المستوطنات الاسرائيلية وإقامة بؤر استيطانية جديدة ، ففي العام 2022 قامت قوات الاحتلال بهدم منازل المواطنين الفلسطينين وطردتهم منها بحجج أمنية واهية ،وفي صيف العام 2025 أقدم جيش الاحتلال على تفريغ خلة الضبع المجاورة بعد هدم جميع منازلها وكهوفها وطرد سكانها منها لصالح المستوطنين ومصالهم الاستعمارية تحت ذرائع الاستيطان والأمن ،وتحويلها لمناطق عسكرية مغلقة ،كما حرم مئات المزارعين من الوصول للمناطق الرعوية ومزروعاتهم ،ونغص على الكثيريين منهم حياتهم وسلبهم حقوقهم بالعيش بحرية وكرامة وأمن وأمان .

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

شارك هذا الخبر!