الشريط الاخباري

خاص لـPNN:مسحراتي رمضان ... بكلماته واهازيجه يجوب العالم

نشر بتاريخ: 16-06-2016 | PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم/خاص PNN/ معتصم محسن- يعتبر شهر رمضان المبارك من الاشهر التي لها طابعا مميزا عند المسلمين وتتنوع صور ومظاهر الاحتفال بهذا لاشهر ابتداء من الاجواء و الشعائر الدينية الخاصة ومرورا بزينة ومدفع رمضان ووصولا الى الاطعمه والحلويات الخاصة ، وبين هذه الاجواء جميعها ياخذ مسحراتي رمضان نصيبا خاصا اذ لا تكتمل اجواء رمضان وبهجته الا بحضوره ، بزيه المميز وصوته العذب الذي يصدح باغانيه واهازيجه المختلفة وبرفقة طبله او مزماره يجول بين الازقة والشوارع ليوقظ النائمين للسحور . وبالرغم من تشابه الهدف الا انه قد يختلف اسلوب مناداة المسحراتي وكلماته من بلد لاخر ، اذ ينتقي واحيانا يؤلف الكلمات والاهازيج الخاصة به والتي تحمل طابعا دينيا في اغلب الاوقات بالاضافة الى الكلمات الداعية للافاقة من النوم ، ينادي بها ويرددها في جولته .

في الاردن يسير المسحراتي حاملا طبله مرددا : " يا نايم وحد الدايم ..يا عباد الله و حدوا الله ..أفلح من قال لا آله إلا الله… يا نايم وحد ربك خلي العالم تحبك .. يـا غافي وحّـد الله وحّد مولاك الي خلقك وما بنساك.. قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم ". " صلوا ع الّلي كان صايم وربه هداه ، مليان تقوى ومن حوضه سقاه ، آمنه ولدته، وجبريل نزله من سماه " و ينشد أيضاُ : " ياغافل وحّد الله ولا إله إلا الله ، دستوري لمن حضر ، دستوري لمن غاب ، دستوري لمن بنى ، في أرض طيبة باب ، والحاضرين إخواني ، والغائبين أحباب " .

اما في مصر فان المسحراتي قديما كان ينشد القصائد التي يذكر بها النائم على أربع مرات ، في الأولى يقول "أيها النوام قوموا للفلاح واذكروا الله الذي أجرى الرياح.. إن جيش الليل قد ولى وراح وتدانى عسكر الصبح ولاح.. اشربوا عجلى فقد جاء الصباح". وفي التذكير الثاني يقول "تسحروا رضي الله عنكم.. كلوا غفر الله لكم.. كلوا من الطيبات واعملوا الصالحات ". أما في التذكير الثالث فيقول: "يا مدبر الليالي والأيام يا خالق النور والظلام.. يا ملجأ الأنام ذا الجود والإكرام"، وفي المرة الرابعة ينادي " كلوا واشربوا وعجلوا فقد قرب الصباح واذكروا الله في القعود والقيام وارغبوا إليه تعالى بالدعاء والثناء " . واليوم فيكتفي المسحراتي بدق الطبلة قائلا: "يا عباد الله وحدوا الله " ، "اصحى يا نايم وحد الدايم ..السحور يا عباد الله ، يا نايم وحد الله.. الرجل تدب مطرح متحب رمضان كريم ".

و في السعودية وخاصة في مكة المكرمة وجدة، كان المسحراتي، يلف الأحياء والشوارع القديمة، ويردد عبارة "اصحى يا نايم وحد الدايم، ربي قدرنا على الصيام، وأحفظ إيماننا بين القوة " . ولكن الأمر يختلف في منطقة الإحساء حيث يردد المسحراتي عبارة "أقعد أقعد يا نايم، أقعد أقعد يا نايم، وأذكر ربك الدايم، أصحى يا نايم قوم وحد الدايم، سحور ياعباد الله"، وأشهر مسحراتي في منطقة الإحساء، كان يطلق عليه «أبو طبيلة» أو «المسحر» وتبدأ انطلاقته من منتصف الليل حتى قبيل موعد الإمساك. اما اليوم فقد بدات ظاهرة المسحراتي بالتلاشي في السعودية اذ باتت مقتصرة على القلة القليلة من بعض الاحياء والمناطق السعودية .

في سوريا ينطلق المسحرون ويجوبون الحارات ويمرون بأبواب المنازل يقرعونها بعصيهم الصغيرة ويرددون بأصواتهم المتفاوتة عبارات رمضان التقليدية والتي تشكل حتى اليوم جزءا لا يتجزأ من شخصية أولئك المسحرين ، ومنهم من ينادي " اصحى يا نايم وحد الدايم ، السعى للصوم خير من النوم ، دى ليالى سمحه نجومها سبحه ،اصحى يا نايم ، يانايم اصحى وحد الرزاق ،رمضان كريم ، يا نايم وحد الدايم ، يا نايم وحد الله ، ياناس قوموا على سحوركم اجا رمضان يزوركم " وحتى الآن مازالت بعض العائلات تعطي المسحراتي خلال جولته بعضاً من طعام سحورها، أما أغلب الناس فقد استبدلوا الطعام بالمال. وفي آخر الشهر الكريم وبحلول اليوم الأول للعيد، يعود المسحراتي مع طبلته في جولته الأخيرة ليجمع العيدية من أهالي الحي.

أما في لبنان فقد تراجعت ظاهرة المسحراتي بشكل كبير فقد اصبحت تقتصر على عدد قليل من القرى والبلدات وبعض أحياء المدن القديمة في الأطراف ، ففي بعض قرى الجنوب والبقاع يجوب المسحراتي منازل المواطنين يقرع أبوابهم بعصاه و ينادي عليهم بالإسم وقت السحر للقيام والتهيؤ للصوم وهو يقرع على طبلة صغيرة بقضيب من الخيزران، وإنشاده بعض الأشعار والأناشيد والرديّات، ومنها " يا نايم وحّد الدايم"، "يا ناس قوموا على سحوركم.. جاي رمضان ليزوركم". وايضا " لما توفي النبي قالوا الدوام لله، حزنت ملوك السما والعرش يوم اللي مات، قامت ستنا فاطمة وقالت آه يا بيان والصالحين يا بني نشروا لك الرايات.."، و" امدح نبيك كل من صلى عليه زاده، تقوى وإيمان فرق على يد زادوا.." . ولا ينسى أيضا مناداة أصدقائه مستخدما بعض العبارات المشهورة، مثل " يا فلان وحد الله، أو سبح الله.. ويا نايمين اذكروا الله " .

المسحراتي في تونس أو " ابو طبيلة " كما يطلق عليه التونسيون ، لا تزال الجهود ابقاء عادة المسحراتي قائمة بالرغم من اقتصار حضورها على بعض المناطق التونسية ، الا ان " ابو طبيلة " مستمر في مناداته ودعواته الى النهوض للسحور مرددا " إِصْحَى يَا نَايمْ ، وَحِّدْ الرَّزَّاقْ وِقُوْلْ نَوِيْتْ بُكْرَه انْ حِيْيْتْ ، الشَّهْرْ صَايَمْ ، الفَجْرْ قَايمْ ، إِصْحَى يَا نَايَمْ ، وَحِّدْ الرَّزَّاقْ ، رَمَضَانْ كَرِيْمْ ، سَحَّرْ يَامْسَحَّرَاتِى ، نَقَّرْ يَا مْنَقَّرَاتِى " .

مسحراتي ليبيا كان يردد وهو يجوب البلاد مُمسكًا طبلته الصغيرة وعصاه " سهر الليل يا سهر الليل، عادة حلوة وفعل جميل، اصحى يا نايم، وحِّد الدايم " ، وكغيرها من البلاد العربية فقد أصبح "المسحراتي" مع السهَر الممتدِّ للصباح أمام شاشات التليفاز ، من التاريخ الذي يحكيه الأجداد للأحفاد في ليالي رمضان .

هذا وقد اصبحت مهنة المسحراتي في كثير من البلدان اخذة بالتلاشي وخصوصا بعد ان باتت التكنولوجيا تلعب دور " المسحراتي " في ايقاظ المواطنين عدا عن تقاعس الاجيال في الخروج لممارسة هذه المهنة اضافة الى الاجواء غير المشجعة للخروج ليلا ومنها سوء الاوضاع الامنية في العديد من الدول .

شارك هذا الخبر!