رام الله/PNN- افتتح "جاليري وان" ومقره رام الله يوم أمس الثلاثاء معرضًا للفنان الفلسطيني العالمي ابن مدينة الناصرة شريف واكد بعنوان "علامات قطع" وسط اقبال جماهيري واسع، والذي يستمر حتى يوم الأحد ٢٠ تشرين الثاني\ نوفمبر ٢٠١٦.

ويضم المعرض مجموعة من الاعمال الفنية باحجام وتقنيات مختلفة والتي تتطرق الى موضوع تحطيم الأيقونات من خلال تفكيك الصورة أو النص. قسّمت الاعمال الفنية الى ثلاثة مجموعات اساسية وهي كالتالي: أرابيسك ولحظة فقط و dot.txt والمساهمة في ترجمة أفضل إضافةً إلى قطعتين هما طغراء وجمل المحامل. كما ويخلق الفنان واكد من خلال معرضه "علامات قطع" أحاديث ما بين عوالم وممارسات وأحداث متنوعة.

من بين الاعمال المعروضة ضمن مجموعة أرابيسك عملاً يحمل اسم "أرابيسك رقم 6" والذي يركز على الرقم 1948. أما العمل "لحظة فقط" فهو عبارة عن عرض لفيلم لحظة تشييد ولحظة إسقاط تمثال صدام حسين، الذي وصل طوله إلى 12 متراً، في ميدان الفردوس في بغداد. بُني هذا التمثال في البداية لإحياء ذكرى عيد ميلاد صدام حسين الخامس والستين في أبريل 2002، ليسقط التمثال ويلقى نهايته على أيدي القوات الأمريكية بعد عام واحد من تشييده.

ومن بين القطع الفنية، قطعة تحمل اسم "جمل المحامل" يناقش فيها الفنان واكد علم الرموز الفلسطيني الحديث، اذ يتحدث عن اللوحة الفنية الشهيرة جمل المحامل للفنان سليمان منصور والتي تعود الى العام 1973 ولكن بتغييب الرجل عاري القدمين الذي يحمل ثقل القدس على ظهره، كما وتظهر الصورة وهي تمحي المدينة من الوجود بنقاط ذهبية. هذا الى جانب القطعة بعنوان "الطغراء" والتي تمثّل في اختيار جملتين بصيغة الأمر، وهما من الجمل الأكثر استخداما من قبل الجنود الإسرائيليين بلغة عربية مكسّرة، وهما "جيب هوية" و "يلا روخ من هون". وتم كتابتهما على شكل الطغراء. والطغراء هو الرسم الذي كان يحمل الحرف الأول من اسم السلطان سليمان القانوني ويستخدم كختم ملكي على جميع وثائق الدولة والمراسيم والعملات الصادرة من الديوان الملكي حيث قام الفنان بإعادة شكل اللغة والرسم.

اما العمل بعنوان "المساهمة في ترجمة أفضل" رقم 1، يتطرق الى مجموعة من الشعارات السياسية من فهرس المقاومة الفلسطينية وترجمتها من خلال الترجمة الآلية لجوجل. في حين يتناول العمل الفني (أراب ايدول) الإعجاب المبالغ فيه وعبادة المحبوب في إشارة إلى برنامج تلفزيوني معروف على مستوى الوطن العربي وإلى الصناعة الترفيهية. وفي "غرام واحد من المسحوق" يستذكر واكد الفنان الروسي الطلائعي كازيمير ماليفتش، اذ يعود الى العام 1919، حين خشيت الحكومة السوفيتية من أن اختلال النظام الذي خلّفته الثورة قد يؤدي إلى تدمير المتاحف والمجموعات الفنية. حينها، قدّم ماليفتش مقترحاً قلّ ما نقول أنه متطرفاً، حيث تمحور هذا الاقتراح حول النظرية القائلة انه إذا نتج عن جثة واحدة "غرام واحد من المسحوق"، فيجب حرق جميع الحقب الفنية السابقة وستتسع جميعها في صيدلية واحدة، هذا الى جانب العديد الاعمال الفنية المتنوعة والمتوفرة في معرض "علامات قطع".

ولد الفنان التشكيلي شريف عام ١٩٦٤ في مدينة الناصرة لعائلة فلسطينية من قرية المجدل المهجّرة عام 1948. عُرِضت اعماله في معارض عالمية هامة كثيرة في الشرق الأوسط وأوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية، من بينها مركز ماتوكانا الثقافي 100 في تشيلي، متحف الفنون التطبيقية - أنغيفاندته كونست في فرانكفورت، متحف الفن موري في طوكيو، متحف جوجنهايم في نيويورك، متحف كوينز في نيويورك، رويال أكاديمي في لندن، متحف تيت في لندن، فوتو باريس في متحف اللوفر، بينالي الشارقة في الإمارات العربيّة المتحدة، جاليري الفنون المعاصرة في أستراليا، متحف الفنون المعاصرة في الجزائر، معهد العالم العربي في باريس.

كما وتتوفر اعماله في مجموعات خاصّة وعامّة مهمّة في كل من متحف جوجنهايم في نيويورك، متحف هامبورچ بانهوف للفن الحديث والمعاصر في برلين، متحف كوينزلاند في أستراليا، مؤسسة الشّارقة للفنون ومجموعة برجيل للفنون في الإمارات العربية المتحدة، ومجموعة لويس فيتون للفنون في باريس، معرض الفنون كوينزلاند في بريسبان في استراليا، مؤسسة بارجيل للفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة، متحف همبرغر بانهوف في برلين وغيرها.

يذكر أن "جاليري وان " تأسس مطلع العام 2014 كأول جاليري تجاري فلسطيني، وأسسته مديرة الجاليري القيّمة سمر مرثا والتي شغلت قبل ذلك مناصب عدة هامة في المجال الفني. وخلال فترة زمنية قصيرة ،منذ تأسيسه، نجح الجاليري في تنظيم العديد من الفعاليات الفنية المتنوعة واستضافة العديد من الفنانين الفلسطينين الشباب والمخضرمين من خلال معارض فردية وجماعية. حيث نظم الجاليري خلال هذه الفترة نحو 26 معرضًا يشمل 14 معرضًا فرديًا ل 42 فنانًا وفنانة فلسطينيين، من فلسطين والخارج. هذا بالاضافة الى مشاركة جاليري 1 في عدد من المعارض الدولية الهامة في عدة عواصم مثل دبي وبيروت والمنامة واسطنبول."