إعداد: قرشي عبدون
الفخامة والرومانسية ونعيم الأجواء الاستوائية كلمات قليلة وغير كافية لجزر المالديف؛ وذلك لجمالها الفريد ورونقها وسحرها ومياهها الياقوتية الزرقاء؛ حيث توصف بأنها جنة الاسترخاء والمرح على حد سواء. إنها سلسلة جميلة من جزر مرجانية منخفضة في المحيط الهندي، كما تمتاز بشواطئ مثالية لمحبي الغطس والباحثين عن الاستجمام والراغبين في قضاء شهر العسل، إنها المالديف، فحتى اسمها له وقع خاص ولطيف على الأسماع.
تتباهى المالديف بـ26 جزيرة من جزرها المرجانية الطبيعية، وأكثر من ألف جزيرة متناسقة على سواحل مثالية ملفوفة ببحيرات ذات مياه فيروزية، كما تحيط الرمال البيضاء بمعظم جزرها، وهذا ما يفسر جزئياً لماذا يأتي أكثر من مليون شخص هنا كل عام.
بدأت السياحة في المالديف في السبعينات من القرن الماضي؛ إذ تعد أكثر قطاع حيوي في الوقت الراهن، فهذا القطاع يرتكز على سوق الرفاهية، مما يعنى أن المالديف موطن لأفضل الفنادق في العالم، فكل منتجع في الأغلب لديه جزيرته الخاصة به، وفنادق تقدم أفضل النوادل وغرف التدليك، إنها وجهة مثالية لقضاء شهر العسل، وكذلك جزرها التي تستهدف العوائل وهواة الغطس أيضاً.
رغم كل هذا الرفاه والسياحة، إلا أن هذه الجزر المرجانية ليست سخية كثيراً، فقد ناضل سكانها طويلاً في الماضي لكسب قوت يومهم؛ وذلك لقلة مواردها المحلية، ورغم أن المحيط يصيب السياح بالذهول، إلا أنه يعد تهديداً مستمراً للجزر.
في الآونة الأخيرة، بات من الضروري في جزر المالديف بالنسبة للمسافرين والرحالة المستقلين من ذوي الميزانيات المتواضعة تجنب الفنادق الفاخرة؛ إذ يتعين عليهم إيجاد أماكن إيواء وسط السكان المحليين، فعدد متزايد من دور الضيافة الخاصة أصبحت مكلفة مالياً؛ حيث أصبحت السياحة لها وجه مختلف، لكن في النهاية ماهية الرفاهية تتوقف على كل شخص.
لمحة تاريخية
يعتقد أن أول من استقر في جزر المالديف في الفترة 300 قبل الميلاد، هم البوذيون والهندوس، الذين أتوا من سواحل الهند وسريلانكا، أما بعد وصول التجار العرب؛ حيث تحولت إلى الإسلام في القرن الثاني عشر، وأصبحت مركزاً تجارياً لصناعة ألياف جوز الهند؛ حيث كان يتم تحويل الألياف القوية المستخرجة من قشر جوز الهند المجفف إلى حبال تستخدم في الشحنات المتجهة إلى مناطق بعيدة مثل: الصين واليمن. لقد ظلت جزر المالديف إسلامية، في وجه كل المحاولات التي كانت تهدف إلى تغييرها، حتى خلال فترة السيطرة البرتقالية التي استمرت على نحو متقطع للقرن السابع عشر. وفي 1887 وقع سلطان المالديف على اتفاقية أصبحت بموجبها جزر المالديف تحت الوصاية البريطانية، وتنازل عن حماية الجزر مقابل السياسات مع الإبقاء على الحكم الذاتي، حيث استمر الحكم البريطاني لحين الاستقلال عام 1965.
لقد تم عقد استفتاء شعبي في عام 1968 لتقرير ما إذا كانت الدولة المستقلة حديثاً ستستمر في دستورها الملكي أو ستصبح جمهورية رئاسية، وتشكل التاريخ الحديث للبلاد إلى حد كبير في عهد مأمون عبد القيوم، الذي كان رئيساً في الفترة ما بين 1978 - 2008، وفي 2009، أعلنت الحكومة المالديفية البلاد كأول دولة خالية من الكربون في العالم، استجابة لتوقعات تغير المناخ التي تظهر أن الجزر المنخفضة معرضة لخطر الاختفاء مع ارتفاع منسوب مياه البحر.
الأماكن السياحية: الغوص في فوشيفارو ثايلا
هواة الغوص وغير الهواة على حد سواء سوف يعجبهم هذا الأسلوب المختلف في الغوص إلى أعماق المياه ورؤية ما في باطنها في فوشيفارو ثايلا المرجانية وسط الحياة البحرية الغنية والمتنوعة، ويوجد هذا المكان في مسافة قريبة من العاصمة ماليه، إنه مكان للاسترخاء يتيح إمكانية رؤية الشعب المرجانية، كما أنه مكان مثالي وملهى للصغار والكبار أيضاً.
جزيرة أدو (سينو المرجانية)
إنه أجمل مكان تجد فيه الشعب المرجانية في جزر جنوب المالديف، إنه مكان يستحق الزيارة من قبل هواة الغطس، لأن شعبه المرجانية هي الأجمل، أما الطريق الجديد الذي يربط منتجع قرية غان إكواتور بسينو المدينة الثانية في جزر المالديف طريق غاية في الروعة للاستمتاع بقيادة الدراجات الهوائية.
شراء المصنوعات المحلية
كل المنتجعات توفر وسائل النقل يومياً إلى الجزر التي يمكن للسياح فيها زيارة ورش الحرفيين، وشراء بعض المشغولات اليدوية والفنية الجميلة، أما بالنسبة لأولئك الفئة من السياح الذين يعشقون الأطعمة الفاخرة فإن ماليه لديها أيضاً أسواق عدة لمنتجات الأطعمة الطازجة و الصحية.
رحلة الصيد
لهواة الصيد عليهم حمل أدوات الصيد والتوجه إلى همنغواي، للاستمتاع بصيد الأسماك من فوق الزورق البخاري السريع المزود بكل ما تتطلبه الرحلة، فهناك يمكن صيد أسماك التونة والاسكريويل والبراكودا؛ إذ يمكن إنهاء الرحلة بإعداد «البارباكيو» من الصيد الطازج.
غروب الشمس
يستطيع السياح الاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس، أثناء إبحار القارب في دوني، فالقارب الخشبي الوسيلة الأساسية في جزر المالديف، يا لها من طريقة رائعة لإنهاء اليوم؛ حيث يقوم السياح بالتنزه في الجزر غير الآهلة بالسكان، كما يمكن للسياح شراء الوجبات الخفيفة وسماع الموسيقى التي يعزفها الموسيقيون المحليون لاستدراج الدلافين.
أفضل أوقات الزيارة
تتميز جزر المالديف بالمناخ الاستوائي الحار طوال العام. وإن هناك نوعين من الرياح الموسمية، الجنوب الغربي من شهر مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول والشمال الشرقي من شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى إبريل/نيسان. عموماً الرياح الجنوبية الغربية تجلب المزيد من الرياح والأمطار في شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، فنادراً ما تكون درجة الحرارة ما دون 25 درجة مئوية، أي (77 درجة فهرنهايت). يوفر مناخ جزر المالديف الدفء والطقس الاستوائي على مدار السنة، فحتى خلال موسم الأمطار يكون متوسط درجة الحرارة فوق العشرينات وما دون الثلاثينات. ويمتد موسم الرياح الموسمية من مايو إلى نوفمبر، مما يؤدي إلى ارتفاع في معدلات هطول الأمطار، خاصة في الجزر الجنوبية. ليس هناك أي حاجة للحصول على تأشيرة دخول قبل الوصول لجزر المالديف؛ حيث يتم إصدار تأشيرة دخول لمدة 30 يوماً مجاناً لدى الوصول لجميع الجنسيات، ولابد من توافر الشروط التالية (أ) الحصول على جواز سفر ساري المفعول (الحد الأدنى 6 أشهر) و(ب) الحصول على تذاكر سارية.
أصغر دول العالم
تقع جزر المالديف على أهم المعابر المائية في المحيط الهندي، وتعد من أصغر دول العالم؛ حيث تتمتع بموقع حيوي واستراتيجي جعل منها حلماً يسعى إليه كل محب للسياحة، تتكون جزر المالديف من حوالي 1.190 جزيرة مرجانية، يعيش السكان على 185 جزيرة فقط منها، بينما تستخدم كل الجزر الباقية للصيد والسياحة؛ حيث تم تحويل العديد من الجزر إلى فنادق ومنتجعات. تتميز هذه الجزر بارتفاع سطحها عن الماء بمترين فقط، ما جعل منها مكاناً مثالياً لإقامة المنتجعات فيها، ولأهمية هذه الجزر قامت الحكومة المالديفية بإنشاء وزارة خاصة أسمتها وزارة الجزر المرجانية. عاصمتها ماليه، وهي جزيرة طولها كيلومترين وعرضها كم واحد، وعدد سكانها 65.000 نسمة. ورغم أنها جزيرة صغيرة إلا أنها تتميز بطابع حضاري منظم، كما تتميز بكثرة المساجد والأسواق.
