الشريط الاخباري

مساع روسية تركية لوقف إطلاق النار في ليبيا

نشر بتاريخ: 09-01-2020 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

موسكو/PNN- تسعى كل من روسيا وتركيا إلى تثبيت وقف لإطلاق النار في ليبيا اعتبارا من يوم الأحد المقبل، فيما تستمر المعار والاشتباكات، والغارات جوية في صراع يثير القلق ويستدرج المزيد من القوى الأجنبية إلى أتونه.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني بزعامة فائز السراج، والتي تتخذ من طرابلس مقرا، ولوّحت بإرسال مستشارين عسكريين وربما قوات لتعزيز دعمها للحكومة المعترف بها دوليًا، في حين تم نشر متعاقدين عسكريين روس إلى جانب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ولكن بعد محادثات بين الرئيسين التركي طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في إسطنبول، أصدرت تركيا وروسيا بيانا مشتركا يدعو إلى وقف القتال، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في طرابلس وغيرها من المدن وإجراء محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة.

وقال البيان، إن الصراع يقوض الأمن الإقليمي و"يؤدي إلى هجرة غير نظامية وزيادة انتشار الأسلحة والإرهاب وأنشطة إجرامية أخرى منها الاتجار بالبشر".

وسيكون من الصعب على الأرجح تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة بعد التصعيد الأخير في القتال حول طرابلس وسرت، وبالنظر إلى الطبيعة الفضفاضة للتحالفات العسكرية في ليبيا وما يشوبها من انقسامات.

وتقود الأمم المتحدة جهودا منذ أشهر لتمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة وإجراء مفاوضات سياسية في ليبيا، دون دلائل تذكر على إحراز تقدم.

وأبدت حكومة الوفاق الوطني، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، ترحيبا بأي دعوة جادة للعودة للمحادثات السياسية، دون أن تتطرق للدعوة لوقف إطلاق النار مباشرة.

وقالت الأمم المتحدة إنها ترحب بدعوات وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة، بما فيها تلك التي وجهتها تركيا وروسيا، وحثت الأطراف الليبية على إبداء رد فعل إيجابي.

وسيطرت قوات حفتر على مدينة سرت، ذات الأهمية الإستراتيجية بموقعها في منتصف الساحل الليبي على البحر المتوسط، في هجوم خاطف يوم الإثنين، ويسعى الآن لتعزيز مكاسبه.

وتشن القوات منذ نيسان/ أبريل الماضي، حملة للسيطرة على العاصمة طرابلس، التي تقع على مسافة نحو 370 كيلومترا شمال غربي سرت، حيث تقاتل قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني.

وقالت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، يوم الثلاثاء الماضي، إنها انسحبت من سرت حقنا للدماء، عبما بأن هذه القوات أغلبها من مصراتة، التي تقع على بعد نحو 190 كيلومترا شرقي طرابلس، وكانت تسيطر على سرت منذ طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها في أواخر عام 2016.

تعطل مسعى السلام

ليبيا مقسمة منذ عام 2014 بين معسكرين متنافسين، أحدهما مقره في طرابلس والآخر في شرق البلاد، وكل منهما له مؤسساته. وعرقل هجوم حفتر على طرابلس جهود الأمم المتحدة للوساطة في تسوية سياسية.

وزادت القوى الإقليمية القلقة من الأوضاع والتي تسعا لضمان مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، من تدخلها في الصراع، مع حصول قوات حفتر أيضا على دعم من الإمارات والأردن ومصر وروسيا.

وفي القاهرة، أكد وزراء خارجية فرنسا ومصر واليونان وقبرص، معارضتهم لقرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا ولاتفاق بحري أبرمته أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وترى اليونان وقبرص أنه يمثل تهديدا لحقوقهما في التنقيب عن الغاز الطبيعي.

وقام السراج بزيارة قصيرة لبروكسل، يوم أمس، الأربعاء، للاجتماع مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي، ووزير الخارجية الألماني، حيث تم إبلاغه بمغبة السماح بنشر قوات تركية على الأراضي الليبية أو المضي قدما في الاتفاق البحري مع تركيا.

وحث الاتحاد الأوروبي السراج على العمل من أجل وقف إطلاق النار، وذلك في إطار سعي الاتحاد لتجنب تهميشه في وقت تعمل فيه تركيا وروسيا على اقتناص نفوذ في ليبيا.

وقال وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، إن "ليبيا لا يمكن أن تصبح سورية أخرى، ولذا نحتاج على وجه السرعة الدخول في عملية سياسية والتوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعلي لإطلاق النار وحظر السلاح". وعبّر عن أمله في أن تشهد برلين خلال الأسابيع القادمة انعقاد قمة جرى التخطيط لها منذ وقت طويل بشأن ليبيا.

وأجرى رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، محادثات مع حفتر في روما يوم الأربعاء، وكان من المقرر أن يجتمع أيضا مع السراج في وقت لاحق، لكن الاجتماع تأجل على نحو مفاجئ، وقال مصدر حكومي إنه يبدو أن السراج قرر عدم حضور اللقاء بعد أن تم إبلاغه خطأ بأن الإيطاليين يريدون منه الاجتماع مع حفتر خلال الزيارة.

شارك هذا الخبر!