الخليل / PNN/ تقرير للصحفي نزار حرباوي - تتسابق الأفكار في عالم الأعمال في مجالات العمل التي تستهوي الأفراد من مختلف المشارب والقدرات والإمكانات، ولكنها تمثل للبعض حاجة اقتصادية، ولبعض الأشخاص حالة من سد الحاجة، ولغير هؤلاء وهؤلاء حاجة تتصل بالإشباع الروحي لطبيعة التلاقي بين الإنسان وما يحبه، فترتقي بذلك من كونها مجرد مهنة ، إلى كونها حالة من العشق بين الإنسان وما يعمله، وبذلك يتحقق العمل الريادي والإبداعي نتيجة هذا الترابط بين الإنسان ومهنته التي يعتبرها جزءاً من ذاته وكيانه .
الحاج حامد الجدع القواسمي، واحد من الذين امتهنوا العمل في المجال الاقتصادي مبكراً، ولكنه اختار أن يتفاعل مع مهنته في مجال إصلاح الآلات والمعدات الصناعية باكراً، فشق طريقه من خلال دراسته الأكاديمية من خلال معهد بوليتكنك فلسطين، ثم انتقل إلى عدد من دول العالم الأوروبية لتلقي الخبرات الحديثة في مجاله، فغادر أرضه ووطنه وأهله لينال المعرفة والخبرة في مجال التقنيات الصناعية الحديثة ، وليقف على أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال في الدول الصناعية الكبرى على مستوى العالم . " العلم متعة " هكذا يصف الحاج حامد الجدع القواسمي رحلته في تحصيل الجانب العلمي من معرفته بالعمل الاقتصادي الذي باشره، وبهذه القناعة انطلق ليصنع بصمته الخاصة في عالم المعدات الصناعية، وليؤسس لأبنائه من بعده طريقاً ممهداً بالتجارب والخبرات والمعرفة التطبيقية، ليراكم خلال سنوات عمله البنية التحتية التي باتت ترقى اليوم لتكون كلية عصرية في عالم الصناعة وتكنولوجيا المستقبل .
في معرض شركته الذي يتوسط الخليل – قلب فلسطين الاقتصادي – قابله فريق التحرير، وبعد جولة في معرض المعدات الصناعية والطاقة الشمسية جذبت اهتمامنا بما فيها من حداثة وتنوع ، انطلق بنا الحاج حامد إلى المنطقة الصناعية في شركته التي تعتبر من عمالقة الشركات الصناعية الوطنية على مستوى فلسطين، وبدأ يشرح لنا عن المجالات التي يعمل بها، من قطاع الهيدروليك إلى الطاقة المتجددة، ومن ماركات المولدات الكهربائية العملاقة التي حصل على وكالتها الحصرية إلى قطاع الكهرباء الذي يمثل عصب العمل في الشركة.
وعن التكنولوجيا العصرية يقول الحاج حامد الجدع القواسمي : (( كل يوم تفرز لنا التكنولوجيا الجديد، فإذا لم نلحق بركب التكنولوجيا العصرية فقد فاتنا القطار، العالم اليوم يقدم لنا الجديد كل يوم في مجال المولدات والطاقة المتجددة، وتكنولوجيات الطاقة، وعلينا أن نساير هذه الثورة التكنولوجية، ولذلك فنحن نعتمد المشاركة الفاعلة في معظم المؤتمرات والمعارض الدولية، وكان لتخصصات أبنائي المتنوعة إسهام في تنوع مجالات عمل الشركة ومتابعتها لتطور التكنولوجيا حول العالم، وهذا ما لفت انتباه العديد من المؤسسات الدولية والعالمية التي تشرفنا بزيارتها لنا في مقر الشركة على مدار عقود )) .
وما بين حديثه معنا وعيونه التي تنساق للورش الصناعية في شركته ، لمسنا هذا الشوق والحنين الجارف الذي يتملكه رغبة منه في المشاركة الفعلية في خدمات التصليح والتركيب، وما بين فريق عمله الذي يعمل بصمت كل في ميدان تخصصه وبين فريقه الإداري تتوزع مهام العمل ما بين البيع والتصليح وخدمات التنسيق والصيانة والاستشارات التي يتم تقديمها للجهات التي يهمها التعامل مع الشركة المتجددة .
وقد لفت نظرنا أثناء إجراء الحوارات وجود جيل الشباب في صدارة المشهد، فأبناء الحاج حامد الجدع الذين ورثوا منه حب العمل والجدية ناهيك عن اسم الشركة التي تسمت باسمهم، يمثلون حالة من الريادة الفعلية، فقد قابلنا جيل المهندسين الشباب لديه، معاذ وبراء وضياء وفاروق، الذين اختار كل منهم ما يهواه في هذا الفضاء الرحب من العمل الصناعي، فانطلقوا بهمة الشباب ما بين مهتم بالطاقة المتجددة ، إلى مهتم بالمولدات الكهربائية، إلى مبادر في الإدارة والمتابعات الخاصة بالعاملين والمسوقين وفرق الصيانة، ليشكلوا بمجموعهم فريق عمل متكامل يرقى باسم الشركة وسمعتها إلى المكان الذي تستحقه .
صحيح أن المبادرة مطلوبة، ولكن الإخلاص في العمل والجدية والمصداقية والتفاعل مع الخيارات العصرية صناعة وإنتاجاً وتسويقاً لها دور مهم في التأثير على مسار الشركات في عالمنا الذي يضج بالمنافسة والمجالات الاقتصادية المتداخلة، ولذلك؛ كان التميز الفعلي في رحلة النجاح للباحثين عنها يجمع بين ابتسامة الواثق وخبرة الخبير وتوجيه ذوي الرؤية العملية، في تفاعل شامل يجمع بين الإنتاج والخبرة والتجربة والمسار العلمي فيزيد العطاء جاذبية وإنتاجية وصورة نمطية إيجابية .