النقب/PNN/تواجه قرى النقب المحتل لليوم الثالث على التوالي حربًا وجوديًا إثر محاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي طرد السكان الأصليين والسيطرة على الأرض وإحلال مكانها بؤر استيطانية ومعسكرات للجيش، في حين، يواصل أهالي القرى التصدي بكل عزيمة وإصرار لتلك الاعتداءات المتصاعدة المدعومة من حكومة نفتالي بينت وحزب اليمين المتطرف.
قوات الاحتلال والمستوطنين، صعدوا، من انتهاكاتهم ضد أهالي النقب، إذ نفذت الآليات العسكرية عمليات تجريف ضد أراضي المواطنين ومنازلهم، بالإضافة إلى اعتقال عشرات الشبان والاعتداء بوحشية ضد الأطفال والنساء، فيما أكد الأهالي، الأبقاء في أراضيهم والتصدي لتلك الجرائم الممنهجة، رغم كل محاولات القمع.
وأكد عضو لجنة التوجيه للنقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، أسامة العقبة، أن سكان قرى النقب يواجهون معركة واسعة مع قوات الاحتلال والمستوطنين تستهدف وجودهم، إذ يحاول العدو تهجيرهم قسرًا إلى مناطق أخرى تحت ذرائع وحجج واهية.
وقال العقبة، في تصريح له، إن "الجرافات العسكرية معززة بعناصر من قوات الاحتلال المدججة بكافة أنواع الأسلحة، جاءت الأسبوع الماضي إلى قرى النقب، منها: (الأطرش وأرض النقع)، وباشرت في أعمال تجريف للأراضي، فيما تصدى الأهالي لعمليات التجريف رغم قمع الاسرائيلي لمحاولات التصدي".
وأضاف أن اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد النقب تأتي في سياق الاستيلاء على الأرض وتهجير سكانها، وإحلال مكانهم بؤر استيطانية ومعسكرات للجيش، مشيرًا إلى أن تلك المحاولات "الإسرائيلية" هي عقيدة راسخة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تتلخصت فكرتها بـ"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وذكر العقبة، أن أهالي القرى تصّدوا بصدورهم العارية لاعتداءات الاحتلال المتصاعدة بشتى سبل الدفاع والمقاومة، وتابع بالقول:" نملك الحق في قلوبنا ونترجم هذا الحق على ارضنا بصمودهم".
ولفت إلى أن قوات الاحتلال استخدمت الكلاب الشرسة والخيول والضرب المبرح والعنيف ضد المواطنين الرافضين للجرائم "الإسرائيلية" بحق أراضيهم وقراهم.
وبيّن أن الفلسطينيين في النقب يقطنون على أقل من 3 بالمئة من أرضاهم فهناك 45 ألف دونم يسكن عليها ما يقارب 30 ألف نسمة وهم موزعون على قرى عدة، لكن حكومة الاحتلال تسعى إلى استكمل عملية تهجيرهم بالقوة.
وبخصوص خطوات التصدي لسياسات الاحتلال، أفاد العقبة، أن اللجنة أقرت عدة فعاليات الأولى منها ستبدأ غدًا في تمام الثالثة عصرًا عند مدخل قرية الأطرش في قرية سعوة، رفضًا للوجود "الإسرائيلي".
وطالب العقبة، من الفلسطينيين في كافة أمكان تواجدهم بتنظيم هاشتاق على تويتر، لتوصيل معاناة أهالي النقب إلى العالم، ولإنقاذهم من براثن العدو.
واقتحمت آليات التجريف "الإسرائيلية"، فجر اليوم، منطقة أراضي عائلة الأطرش قرب قرية سعوة في النقب، بحماية قوات أمنية معززة، لاستئناف عمليات التجريف، وسط ترقب لتصعيد أكبر محتمل إثر الاعتداءات وحملة الاعتقالات التي طاولت نحو 20 شخصا، أمس، الثلاثاء.
ومنعت القوات الأمنية، الأهالي، من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت الجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف، لليوم الثالث على التوالي.
وتجددت أعمال العنف في منطقة الأطرش بالنقب قرب قرية مولدا، احتجاجًا على استمرار تجريف الأراضي وغرس الأشجار، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال تسعة مواطنين فلسطينيين في النقب، بشبهة إلقاء الحجارة والقيام بأعمال شغب.
عملية إجرامية
من جانبه، قال مُركّز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، جمعة الزبارقة، إن "ما تشهده أراضي الأطرش خصوصا ومنطقة النقب عملية إجرامية من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان".
وأكد أن "الأوضاع في منطقة نقع بئر السبع سيئة للغاية، والاعتقالات (الثلاثاء) طاولت قاصرين ونساء وأطفال بعد أن هدمت جرافات السلطات خيمة الاعتصام المقامة على أراضي الأطرش".
وأشار الزبارقة إلى أن "الشرطة تتعامل مع المحتجين بعدائية وهمجية وتستفز الشبان وتعتدي عليهم وتستخدم كل الوسائل لقمع المتظاهرين السلميين، وتستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك التراكتورونات وسيارات رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين".
وناشد مُركّز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، "كافة أبناء النقب خصوصا، والمجتمع العربي بقياداته وناشطيه السياسيين، بالتوجه إلى قرية الأطرش والوقوف إلى جانب الأهالي ونضالهم المشروع". ودعا إلى مشاركة واسعة في المظاهرة الاحتجاجية المقررة يوم غد، الخميس، الساعة 15:00 على مفرق سعوة - الأطرش.