بيت لحم/PNN- قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الهجوم الحوثي ضد دولة الإمارات، الاثنين الفائت، "يمثل نقطة تحول خطيرة، وضربة للجهود الرامية لإنهاء النزاعات وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
ورأت الشبكة في تقرير نشرته، الثلاثاء، أن "الهجوم من قبل الجماعة المدعومة من إيران، يمكن أن يؤثر أيضًا على المفاوضات النووية بين طهران والدول الكبرى في فيينا".
وأضافت "دفع هجوم بطائرة مسيّرة في قلب العاصمة الإماراتية، منطقة الشرق الأوسط إلى المجهول، في وقت يسعى فيه زعماء المنطقة لرأب الصدع وإنهاء النزاعات المستمرة منذ عقود".
وتابعت الشبكة "بصرف النظر عن العنف المتصاعد في منطقة سعت لطي صفحة عقد من الحروب بالوكالة، فإن الهجوم قد يلقي بظلاله على سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى بين الخصوم الإقليميين والدوليين".
واعتبرت الشبكة أن "الاعتداء جاء في وقت برزت فيه مؤشرات على أن المحادثات التاريخية بين السعودية وإيران بدأت تؤتي ثمارها".
واستطردت "لكن هجمات الحوثيين غير المسبوقة في أبوظبي قد تلقي بظلالها على تلك المحادثات".
مبادرات الإمارات
ولفتت شبكة "سي إن إن" إلى أنه ”في الفترة الأخيرة كانت هناك جهود دبلوماسية لرأب الصدع بالمنطقة، إذ قدمت الإمارات عددًا من المبادرات لإيران، بما فيها إرسال وفد رفيع المستوى في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ثم مرة أخرى في أواخر 2021“.
وأشارت إلى أن "أبوظبي قامت أيضًا برأب الصدع في العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذ زار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، العاصمة السورية دمشق، والتقى الأسد العام الماضي".
وأوضحت الشبكة ”لكن الهجوم الأخير سلط الضوء على نقطة أثارها العديد من المراقبين، وهي أن طي صفحة سنين من الحروب بالوكالة ملطخة بالدماء لن يكون سلسًا ولا فوريًّا.. وسيكون لجميع دول المنطقة، وليس الإمارات فقط، مصلحة راسخة في خفض التصعيد السريع للعنف بعد هجوم الاثنين“.
تورط إيران
وأوضحت الشبكة أنه "حتى الآن، من غير المعروف ما اذا كانت إيران متورطة في ذلك الهجوم".
لكنها لفتت إلى أن "الطائرات دون طيار التي نفذت الهجوم كانت على الأرجح مقدمة من طهران، الداعم الرئيس للحوثيين في حربهم على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا".
وتابعت "ومِن غير الواضح ما إذا كان مؤيدو الحوثيين في طهران أمروا بالضربة، أو ما إذا كانت الجماعة المتمردة فجأة أصبحت جماعة مارقة".
وأشارت إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يبدو فيها أن الجماعات المتحالفة مع إيران تسير في طريقها الخاص".
وأضافت أنه "في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، زار قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بعد وقت قصير من محاولة اغتيال الكاظمي، على يد الميليشيات المدعومة من إيران".
وأكدت الشبكة أن "بعض المراقبين رأوا في الزيارة محاولة لإبعاد إيران عن تصرفات حلفائهم المتشددين".
وقالت "سي إن إن": "سبب آخر للشك في أن الحوثيين تصرفوا من تلقاء أنفسهم هو أن إيران قالت مرارًا وتكرارًا إنها ترغب في إحياء العلاقات مع خصومها الإقليميين، فيما تلقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، دعوتين على الأقل لزيارة الإمارات".
وحذرت الشبكة في ختام تقريرها "إذا كان يُعتقد أن إيران كانت وراء هجوم أبوظبي- بالطريقة ذاتها التي اتهموا بها على نطاق واسع بالمسؤولية عن هجمات 2019 على مصافي النفط في أرامكو، عندها يمكن أن تنهار إجراءات بناء الثقة".
وأضافت "سيكون من الصعب رؤية كيف يمكن أن تستمر المفاوضات بين الطرفين.. وفي حال قامت إيران بكبح جماح الحوثيين كبادرة حسن نية، فقد يتم تلافي مضاعفات الهجوم وتعود المفاوضات بين الجانبين لمسارها".