أريحا/PNN- تم توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع تاهيل موقع تل السلطان (أريحا القديمة) الأثري وتطويره وإدارته بين فلسطين وايطاليا واليونسكو، من قبل القنصل العام لإيطاليا في القدس جوسيبي فيديل، وممثلة اليونسكو ومديرة مكتبها في فلسطين نهى باوزير،ومدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في القدس جوجليلمو جوردانو، ووزارة السياحة والآثار ممثلةً بوكيل الوزارة صالح طوافشة والدكتور أحمد الرجوب مدير عام التراث العالمي.
وتأتي هذه الاتفاقية كجزء من الشراكة المتعددة لتنفيذ هذا المشروع والتي تضم وزارة السياحة والآثار واليونسكو وجامعة روما – لاسبينزا، والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
وبين وكيل السياحة والاثار ان المشروع يهدف إلى الحفاظ على موقع تل السلطان وقيمه الثقافية وتعزيز التنمية السياحية المستدامة، من خلال اعداد خطة إدارية-حفاظية شاملة تتضمن برامج للترميم ولتطوير الموقع وتنفيذها، وسوف تركز بالتحديد على ابراز واظهار القيم العالمية الاستثنائية للموقع وقيمه الثقافية الأخرى وشواهدها الفيزيائية خاصة تحصينات العصر الحجري الحديث وتحصينات العصور البرونزية وغيرها من المعالم الأثرية. وسوف وقال ان المشروع يتضمن أيضا إقامة مركز عرض وتفسير للموقع وتغطية للمعالم الرئيسية والتنظيف وحفريات أثرية محدودة تهدف الى ابراز وإظهار معالمه الأساسية والمميزة.
وأكد طوافشة ان هذا المشروع من أهم المشاريع التطويرية والتنموية التي تستهدف تطوير موقع تل السلطان وإعادة تأهيله كأحد أهم المقاصد السياحية في فلسطين، الأمر الذي سوف يساهم في ابراز الهوية الثقافية الفلسطينية وتحسين الوضع الاقتصادي للمجتمع المحلي والصناعة السياحية في فلسطين.
وتجدر الإشارة الى أن تل السلطان (أريحا القديمة) من أهم المواقع الأثرية في فلسطين والعالم، كونه يحتوي على آثار أقدم مدينة محصنة في العالم تعود الى العصر الحجري الحديث قبل أكثر من عشرة آلاف عام. ففي تلك الفترة كانت المدينة محصنة بسور دفاعي ضخم وبرج دائري وخندق مقطوع في الصخر، وتمثل هذه المنشآت إنجازا معماريا فريدا لا يوجد لها مثيل في العالم خلال تلك الفترة.
وتُعد أريحا القديمة أيضا من أهم مواقع العصر الحجري الحديث في العالم التي تمثل مرحلة الاستقرار البشري وبداية الزراعة وتدجين الحيوان وتصنيع الفخار، وتطور مواد البناء وخاصة استخدام الطوب والجص والفنون، وتطور نمط البناء. ويبدو ان أريحا القديمة كانت مركزا دينيا رئيسا في العالم القديم لعبادة الأسلاف، تم الاستدلال عليها من خلال مجموعة من الجماجم المغطاة بالجص وأحيانا ملونة بالطلاء عثر عليها مدفونة تحت أرضيات المنازل.
وبعد الألفية الثالثة قبل الميلاد، أصبحت أريحا مرة أخرى واحدة من أقوى المدن الكنعانية المحصنة، تميزت بتحصيناتها الدفاعية القوية والمبنية على مراحل متتالية، استمرت خلال العصور البرونزية.
وبسبب هذه الأهمية العالمية الاستثنائية لموقع تل السلطان (أريحا القديمة)، تسعى حاليا وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية الفلسطينية ومندوبية فلسطين الدائمة في اليونسكو لتسجيل الموقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.