واشنطن/PNN- رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن إسرائيل تواجه "حقل ألغام دبلوماسيا" في الأزمة الأوكرانية الحالية، مؤكدة أن عليها أن "توازن بحذر" أي خطوات تتخذها.
ووصفت المجلة في تقرير نشرته الأحد، الموقف الإسرائيلي إزاء الأزمة الأوكرانية، بأنه "فريد من نوعه، نظرا لأنها تتمتع بعلاقة عميقة ومعقدة مع كل من روسيا وأوكرانيا".
وأوضح التقرير، أنه "بالنظر إلى الأزمة الحالية بشأن أوكرانيا، فمن غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بأي إجراءات سريعة، ناهيك عن الأفعال الدراماتيكية.. والشيء الأكثر احتمالا هو أن يراقب الإسرائيليون التطورات وينتظرون".
ونقلت المجلة عن مراقبين إسرائيليين قولهم، إن تل أبيب "ليس لديها الكثير لتكسبه من التورط (في الأزمة الأوكرانية)، وإنه من وجهة نظر إسرائيل فإن حدود أوروبا هي أمور يجب أن تقررها القوى الكبرى".
وتبين "ناشيونال إنترست"، أن هذا الموقف الإسرائيلي، "يرجع إلى تعقيد القضية، والتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا، وأهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا نظرا لتورطها في صراعات في الشرق الأوسط".
وأوضحت المجلة أنه "على الرغم من أن إسرائيل حليف وثيق للولايات المتحدة ولديها علاقات ودية مع أوكرانيا، يؤكد الإسرائيليون أيضًا أنهم يحترمون وجهات نظر روسيا".
وقالت: "في الواقع ما يثير هذه النقطة هو أن الجيش الروسي موجود على حدود إسرائيل في سوريا وقد طور نظامًا للتواصل والتنسيق مع الإسرائيليين، بل إنه يتسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتفرقة على الأراضي السورية".
وأضافت المجلة:"علاوة على ذلك فإن لإسرائيل مصلحة في إبقاء موسكو قريبة بسبب علاقاتها بإيران، وهي عدو إقليمي آخر للحكومة الإسرائيلية، وقد طورت روسيا وإيران علاقة تعاونية، كما أن موسكو طرف مهم في المفاوضات المعقدة حول البرنامج النووي الإيراني والذي تعتبره إسرائيل تهديدا أمنيا خطيرا".
وتابعت أنه "بالنظر إلى هذا السياق فإن إسرائيل تخطو بخفة عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا"، لافتة إلى أن تل أبيب "حذرت دول البلطيق بشكل استباقي من إعادة بيع أنظمتها المضادة للدبابات الإسرائيلية الصنع إلى أوكرانيا".
ولفتت "ناشيونال إنترست“ في تقريرها، إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعربت عن استيائها من انتقادات السفير الأوكراني لتصريحات تل أبيب التي قللت من احتمال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضافت المجلة أنه "تم استدعاء السفير إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد أن ذكر أن مسؤولين إسرائيليين يكررون خطاب الدعاية الروسية، ويتجاهلون الرسائل المزعجة من أقوى حلفائهم وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باحتمال كبير لغزو عسكري روسي واسع النطاق لأوكرانيا".
وأشارت في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل لديها أيضا "علاقات كبيرة مع أوكرانيا ومن غير المرجح أن تتخلى عنها تماما".
وختمت المجلة تقريرها بالقول: "بينما تسعى جاهدة للحفاظ على حيادها، يجب على إسرائيل السير في حقل ألغام دبلوماسي للحفاظ على علاقاتها العملياتية مع القوات الروسية في سوريا، وتلبية التوقعات الغربية لا سيما تلك الخاصة بالولايات المتحدة والاستجابة لدعوات مجتمعها الذي يراقب عن كثب تطورات الأزمة الأوكرانية".