الرباط/PNN- أوضح الخبير المناخي، علي شرود، أن "المغرب يشهد موسم جفاف غير مسبوق منذ 20 سنة"، لافتا إلى أن ما تشهده البلاد اليوم هو "غياب التساقطات".
وفي تصريحات لصحيفة "هسبريس"، أشار علي شرود إلى أن "ما يعرفه المغرب اليوم هو موسم جفاف"، موضحا أن "ما يحدث من تغييرات وغياب للتساقطات أمر لم تعشه المملكة منذ 20 سنة".
ولفت شرود إلى أن "ما وصلت إليه السدود المغربية من ندرة لم تشهده البلاد منذ ما يزيد عن 30 سنة"، مضيفا: "ما كان يحدث في السنوات الماضية فقط تأخر التساقطات..اليوم هناك غياب التساقطات، وهذا فرق كبير ودليل قاطع على أن هناك تغيرا تدريجيا في المناخ ..منذ أكثر من 20 سنة لم يشهد المغرب مثل هذا الموسم".
وتابع: "البلاد تشهد تغييرا في الطقس، والدليل هو ما حدث من تساقطات وجيزة خلال فترة محدودة همت المناطق الجنوبية على غير العادة، ناهيك عن تسجيل ارتفاع معدل درجات الحرارة بشكل غير متوقع"، مشيرا إلى أن "ما يزيد الوضع سوءا هو أن هذه هي السنة الوحيدة التي لم تنخفض فيها حقينة السدود إلى 30%، وهو أمر غير مسبوق منذ ما يفوق الثلاثين سنة".
وأضاف الخبير المناخي: "ما يحدث اليوم هو يخالف السنوات الماضية، كنا نعرف نقصا في منسوب المياه، لكن تبقى فرشة مائية كافية للسقي والزراعة"، لافتا إلى أنه "خلال السنوات الماضية، كان هناك اكتفاء ذاتي نظرا لتضاريس المغرب، وأن سلاسل جبال الريف والأطلس المتوسط والكبير هي المصدر الرئيسي للمياه المغذية للأحواض الجانبية..حوض الغرب وسايس وملوية وتادلة ودرعة وزيز".
وأكمل علي شرود: "في العادة هذه الأحواض تغذيها الثلوج التي تروي الفرشاة المائية بطريقة غير مباشرة، فيما الطريقة المباشرة هي التساقطات المطرية، وهما معا غائبان خلال هذا الموسم وبالتالي قل منسوب المياه في الفرشاة".
واستطرد: "خلال السنوات الماضية كانت الفلاحة تتضرر، لكن كان هناك اكتفاء ذاتي، فيما اليوم لا نستبشر بموسم فلاحي متوسط أو جيد..الجفاف كارثة طبيعية صعب أن تقوم بالتدابير الاحترازية لمواجهتها"، داعيا إلى "ضرورة التقليل من المخاطر بالحفاظ على الثروة المائية، لأن تدبير ندرة المياه مهمة يجب أن تتحمل مسؤوليتها كل من الحكومة والمواطن"، مشددا على ضرورة "الالتزام بالتدبير الجيد للموارد المائية".
المصدر: "هسبريس"