رام الله/PNN/أصدرت عائلة الأسير أحمد مناصرة، بيانا أوضحت فيه فصول التعذيب والقهر التي تعرض لها نجلهم الأسير احمد مناصرة منذ لحظة اعتقاله حين كان طفلا، بعد ان اعدمت أبن عمه الشهيد حسن مناصرة.
وقالت العائلة في بيانها توضيحا لما اثير حول إصابة احمد بامراض عصبية داخل سجون الاحتلال، أن احمد وطيلة السنوات الماضية ومنذ اعتقاله كان رمزا لصمود وعنفوان أطفالنا الذين تعرضوا إلى أقسى أشكال القمع والترهيب.
وأعربت العائلة في البيان الذي وصل وطن نسخة عنه عن تحفظها الشديد لبعض المنشورات والأخبار التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام وبعض صفحات التواصل الاجتماعي عن الأسير أحمد، دون موافقة العائلة واحترام خصوصيتها، أو استشارتها أو الحصول على إذن منها، ودون توخي الدقة في مراعاة اختيار المصطلحات والمعلومات، مفترضة حسن النية في وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعت العائلة الى اعتماد العائلة أو من يمثلها، في نقل أي خبر أو معلومة تتعلق بالأسير أحمد مناصرة، واحترام معاناته وعطائه لوطنه.
وقالت العائلة أن ابنها أحمد الذي اعتقل في سن الطفولة قد تعرض لضرب مبرح بما في ذلك كسر لجمجمته، مما تسبب في ورم دموي داخل الجمجمة، كما وتعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل في هذا العمر، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني أحمد من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.
ولفتت العائلة ان الاحتلال قام بعزل الأسير أحمد في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم عائلته من زيارته بحجة العقاب، وفصله تماما عن باقي الأسرى وحرمه من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، مما أدى الى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن.
وتابعت العائلة انه بعد علمها بحالة ابنها حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد وقت طويل وجهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين حثيثة؛ تمت زيارته من قبل أخصائية في الطب النفسي، والتي قررت بعد زيارته أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف، منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى، وأشارت إلى أن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين، وأن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة .
وقالت العائلة انها حاولت والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة واليتيمة، ولكن دون أية استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة وتضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان.
واستنكرت العائلة ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير أحمد في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية، وفي هذا السياق تؤكد العائلة على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد سببه ومصدره الاحتلال والاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه! وتؤكد العائلة أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد.
وحملت عائلة مناصرة الاحتلال وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد، مؤكدة أن الظروف التي يعيشها ابنها هي ذاتها التي يعاني منها الأسرى المرضى في داخل معتقلات الاحتلال وأن هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الاسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية أن تضع استراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية والتصدي لانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى عموما والمرضى على وجه الخصوص .
وأكدت العائلة أن وسم "مش متذكر" سيبقى كلمة السر لصمود أطفالنا أمام وحشية الاحتلال وهمجيته وأمام كل محاولاته لاحتلالنا نفسيا وهدمنا من دواخلنا، وسيبقى أحمد رمزا للطفولة الفلسطينية الصامدة وسيتجاوز، بدعمكم ومؤازرتكم والتفافكم، هذه الأزمة بل سيردها إلى نحر الاحتلال.