باريس/PNN- كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن "الحرب على أوكرانيا لم تكن في مستوى تطلعات الكرملين، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يطمح إلى أكثر من مجرد السيطرة على مدينة واحدة".
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها، إن "الرئيس الروسي كان يراهن على أن أوكرانيا ستنهار بالقوة العسكرية، والنظام سوف يستسلم، وأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سوف يفر من كييف، لكن حتى الآن يبدو ذلك رهانا خاسرا بشكل واضح".
وأضاف التقرير: "الدليل على ذلك الهجوم السريع على مطار هوستوميل، وهي منطقة استراتيجية للغاية على بعد بضعة كيلومترات شمال كييف".
ونقل التقرير عن المؤرخ سيدريك ماس قوله، إن "الاستيلاء على مطار بالقوة يتطلب استيفاء عدد معين من الشروط، هي: المفاجأة، والتفوق الجوي المطلق، وتشتت العدو"، لكن يبدو أن الروس لم يستفيدوا من أي من هذه الشروط الثلاثة“، وفق التقرير.
وتابع، "نتيجة لذلك، كان المطار مسرحا لاشتباكات طويلة وعنيفة بشكل خاص؛ ما جعل الموقع غير صالح للاستغلال عسكريا من جانب روسيا".
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن هناك خللا حقيقيا فيما يتعلق بالاستخبارات الاستراتيجية من الجانب الروسي، الذي ذهب في اعتقاده إلى أن أوكرانيا ستسقط مثل الفاكهة الناضجة، لكن بمرور الأيام ثبت أن كل تلك الاعتقادات كانت خاطئة، كما أن الجيش الروسي يعاني من نقص فادح في التنظيم بما أن القوات الروسية لم تتوقع مثل هذه المقاومة الشرسة من أوكرانيا.
وأردف: ”بعد سبعة أيام من الغزو تمت السيطرة على مدينة واحدة هي خيرسون، فيما لم يتم الاستيلاء على أبرز المدن الأوكرانية ومنها العاصمة كييف“.
وقالت ”لوفيغارو“ في تقرير تناول حصيلة الغزو الروسي على أوكرانيا بعد أسبوع، إن فلاديمير بوتين عندما أمر بتنفيذ عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا، فجر الأربعاء الماضي، لم يهتم أحد كثيرا بالدولة التي تعرضت للغزو، ذلك أن المعركة بدت على الورق غير متوازنة، إذ رجح الكثيرون أن تنهار أوكرانيا تقريبا في غضون أيام قليلة، لا سيما أنها كانت محاصرة برا، وبشكل خاص بحرا وجوا.
ويضيف التقرير أن ”رغبة ساكن قصر الكرملين، من خلال التخطيط المسبق لمرحلة الاستحواذ على المجال الجوي ومرحلة تقدم القوات البرية، تتمثل في إسقاط العاصمة كييف بسرعة، ومن ثم البلاد بأسرها“.
وتابع التقرير: ”..ولكن ها هو اليوم السابع من الغزو يمر ولم تحقق روسيا الكثير من المكاسب، إذ باستثناء خيرسون، لم يتم الاستيلاء على أي من المدن الأوكرانية الاستراتيجية (كييف، خاركيف، وأيضا أوديسا وماريوبول)، حتى وإن كان الضغط شديد الخطورة حول هذه المدن الكبرى“.
وبحسب المؤرخ العسكري سيدريك ماس: ”يبدو من الواضح أن الجيش الروسي ليس في مأزق، فقد استغرق الأمر ثلاثة أيام ليتجاوز انتشار قواتها في أوكرانيا، وفي الواقع، فإن العقيدة العسكرية السوفيتية تعني ضمنيا نشر قواتها تدريجيا، لكن حتى الآن، لا يزال الجيش الروسي مقيدًا نسبيا في ضرباته الدقيقة، حيث تم إطلاق حوالي 400 صاروخ في اليوم الأول لتحييد البنية التحتية الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية“.
ووفقًا لتقارير رسمية للبنتاغون، لم يتم نشر الدبابات الروسية الحديثة على نطاق واسع بعد، وهذا مؤشر على أن قوات فلاديمير بوتين تواجه مخاطر حقيقية في أي حملة عسكرية، وقبل كل شيء هي تواجه صعوبات هيكلية معقدة من شأنها أن تبعثر أوراق بوتين، بحسب التقرير.
وخلص تقرير ”لوفيغارو“ إلى أن الصورة التي تريد روسيا ترويجها حاليا تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لها، فهي تسعى إلى استعراض قواتها العسكرية، وإظهار تلك القوة على أنها مثيرة للإعجاب على الورق، لكن الأمور تبدو أكثر تعقيدا على أرض الواقع، بل إن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للروس في أول أسبوع من الحرب في أوكرانيا.