بيت لحم -نجيب فراج -لم يلتقط الشاب اليافع مصطفى عطية الحسنات البالغ من العمر 23 سنة انفاسه بعد اعتقالاته السابقة قلاق مرات ليعتقل في المرة الرابعة فجر القالق من شهر شباط الماضي فاعتقل اول مرة عندما كان عمره لم يتجاوز 17 عاما ليعود الى السجن بعد شهرين ليحول الى الاعتقال الاداري لمدة عامين و عاد الاحتلال لاعتقاله في المرة الثالثة في شهر اذار من عام 2020حينما غارت قوات الاحتلال بحمولة ثماني اليات عسكرية على مخيم الدهيشة وازالت حواجز وساتر وضعتها السلطة الفلسطينية لمواجهة انتشار وياء الكورونا في بيت لحم غير ابهة باي من الاعتبارات الانسانية فحطمت محتويات المنزل واعتقلته واعتقلت شابين اخرين، وقد امضى نحو 1 شهر بالاداري وبعد ثلاثة اشهر من الافراج الاخير عنه قامت قوات الاحتلال باعتقاله مرة رابعة.
ويقول والده عطية ان قوات الاحتلال وحينما قامت باقتحام المنزل فجر الثاني من الشهر الماضي وكان الاقتحام عنيفا بمشاركة عشرات الجنود الذين فجروا المدخل الرئيس للمنزل ودخلوه قبل ان نستفيق من النوم واعتدوا على مصطفى بالضرب بشكل مبرح كما اعتدوا علي اذ طلبوا مني بعدم التحرك وابقاء مسافة ما بين وبينهم وطلبوا مني خلع الملابس الفوقية بقوة السلاح وهم مشهرينه باتجاهي كما ارعبوا بقية افراد الاسرة ومنذ ذلك الحين لا زال مصطفى يخضع للتحقيق بين مركز التوقيف في المسكوبية وزنازين سجن عوفر فمرة ينقلونه الى عوفر ومن ثم يعيدونه الى المسكوبية بحسب ما يقوله محاميه من مؤسسة الضمير المحظور عليه زيارته الا مرة واحده ولا زلنا نجهل وضعه بدقة.
وكان الشاب الحسنات وهو من سكان مخيم الدهيشة قد اعتقل في العام 2016 لمدة عامين وبعد شهرين من اطلاق سراحه بالتمام والكمال عادت قوات الاحتلال لتعتقله في حزيران من العام 2018 لتزج به في اتون الاعتقال الاداري مستندة الى ما يسمى بالملف السري الذي يحظر على الاسير ومحاميه الاطلاع على بنوده بدعوى الحفاظ على مصادر المعلومات الواردة فيه.
وبعد التمديد الثالث قرر الاسير الحسنات خوض اضراب عن الطعام ضد اعتقاله الاداري لمدة اربعين يوما حيث خضع جهاز الامن الداخلي لارادته وخلال جرى تحديد اعتقاله الاداري لينتهي في التاسع عشر من شباط الماضي بالضبط ليتم اعتقاله من جديد بعد شهر بالتمام الكمال.
ويؤكد والد مصطفى ان نجله عاد ليكمل دراسته الجامعية في جامعة فلسطين الاهلية ولم يستمر بها الا عدة اسابيع وهو امر تكرر ما بعد الاعتقال الاول اذ ان قوات الاحتلال لم تعطه فرصة حقيقية لاستكمال دراسته الجامعية فالاعتقالات المتكررة بشكل متلاحق لم تؤدي الى عدم استقرار حياته وحسب بل ايضا ادت الى معاناته من امراض حقيقية من بينها اوجاع في الظهر والتي برزت خلال خضوعه للتحقيق في الاعتقال الاول بظروف مشددة للغاية ولمدة50 يوما على الاقل، وفي الاعتقال الثاني برز مشاكل في امعائه جراء الاضراب اذ خسر من وزنه نحو عشرين كيلو غرام ، اضافة الى امتناعه عن شرب الطعام في بعض الاحيان وامتناعه عن اخذ أي نوع من انوع المدعمات .
تبدو قصة مصطفى عادية في المجتمع الفلسطيني لا سيما وان معاناة الاسرى ومسيرة نضالهم الطويل على مر العقود الماضية مليئة بمثل هذه القصص من التحدي والارادة ونكران للذات وهو نضال جمعي وفردي، ولكن ليست بالعادية على الاطلاق في المجتمعات الاجنبية وحتى المجاورة بحسب ما يقوله الناشط في مناهضة الاحتلال ومساندة الاسرى ابراهيم مسلم.
ويضيف ” ان هذه القصة تحمل الكثير من علامات الاستغراب والاستهجان في ذات الوقت ومزيدا من الاعجاب ببطولات مغمورة في مواجهة هذا الاحتلال البغيض فمثلا ليس من العادي ان يكون فتى يستعد لامتحان الثانوية الذي يؤهله ان يدخل به الجامعة ليشق طريقه نحو المستقبل ليقوم الجنود باعتقاله وزجه بالسجن لعامين ويحرمونه من مواصلة تعليمه اذ كان شابا مجتهدا ولكنه اصر ان يحصل على الثانوية العامة بعد شهرين من الافراج عنه ويزجونه في اتون الاعتقال الاداري لستة اشهر وتجديدها للمرة الثالثة، وفوق كل ذلك يقرر بشكل لا لبس فيه ان يدخل هذا الاضراب الذي يمتنع به عن تناول الطعام وحتى الماء وهو في سن العشرين وجسده اليافع بحاجة ماسة للطعام، أي قصة بطولية يمكن ان نتحدث عنها واي صمت وذهول للعالم المتحضر ان يتمتع به، فهذا الاحتلال المتواصل منذ اكثر من 71 عاما يحتل الارض ويتدخل حتى في الهواء الذي نتنفسه، نحن ينقصنا الكثير من الاشياء واهمها الكتاب البارعين كي نستطيع ان نروج بشكل ماهر لهذه البطولات التي تضاهي بطولات كبار الثائرين الامميين حول العالم”.