بيت لحم / PNN / نجيب فراج – عادت ظاهرة المسحراتي في شهر رمضان الحالي هذا العام بقوة رغم خفوت الظاهرة بشكل عام بحكم ادوات التكنلوجيا المختلفة التي اضحت الشعوب الاسلامية كلها تعتمد عليها فلم تعد ظاهرة التسحير تلك الوسيلة التي يعتمد عليها للاستيقاظ من اجل تناول وجبة السحور الرمضانية كما في الماضي.
اطلاق الصيحات الوطنية
واظهرت اشرطة فيديو مختلفة وبشكل ملحوظ اشتراك شبان عديدون في الخروج للشوارع على وقع الطبول وهم يطلقون صيحاتهم لايقاظ المواطنين في اكثر من موقع ومحافظة مع تصاعد الاوضاع الامنية في الاراضي الفلسطينبية خلال فترة شهر رمضان الحالي، وقد خرج الشبان على شكل فرق وهم يلبسون الزي التراثي الفلسطيني كالحطة والعقال والكبر والى ما شابه ذلك وغلب طابع الصيحات هتافات وطنية تحاكي الواقع الحالي وتضع قضايا هامة لتكون محور هذه الصحيات.
من الفوار تحية الى جنين الابية
في مخيم الفوار اشتهر الشاب احمد العناتي بلمساته اثناء قيامه بمهمة “التسحير” وسبق له في سنوات ماضية ان تواظب على ذلك، وقد اظهرت اشرطة الفيديو المنقول من شوارع وازقة مخيم الفوار قضاء الخليل وهو يردد على وقع ضربات الطبول “من الفوار تحية الى جنين الابية”، و “يابو الرعد طل وشوف احنا رجالك بالالوف ” في اشارة الى والد الشهيد رعد حاتم الذي نفذ عملية تل ابيب مؤخرا ووالده تلاحقه قوات الاحتلال الاسرائيلي للاعتقال كما اظهرت الاشرطة بترديد العناتي وصديق له كان بجانبه هتافات عن الشهيد حسين عطية الطيطي وكانت والدته تنتظر امام منزلها ليهتف ويقول ” دم الشهيد بنادي حب الوطن عبادة”، ويرحم روحك يا حسين واحنا عن دربك ما بنلين”، ومن ثم قام بتقبيل رأسها في مشهد مؤثر للغاية، كما اثر بالهتاف للاسير محمود ابو وردة المحكوم بالسجن المؤبد منذ عشرين عاما امام منزل عائلته متمنيا الشفاء له حيث يعاني من اوضاع صحية صعبة.
الصوت الجميل
ويبلغ احمد العناتي 25 عاما ويمتلك صوتا جميلا ويجيب شوارع ازقة الفوار وما ان يصدح صوته عاليا الا ويتحلق الاطفال من حوله ويسيرون معه حيث يؤكد ان ما يمارسه من طقوس تهدف اولا الحفاظ على ظاهرة التسحير كي لا تندثر لانها من العادات القديمة الجميلة التي يجب ان نتمسك بها منذ خمس سنوات او اكثر واصبحت مدمنا عليها اضافة الى اننا نمزج ذلك بقضايا الساعة في بلدنا الذي يعاني من اعتداءات اسرائيلية لا تتوقف ففي رمضان الماضي كانت معركة سيف القدس والاعتداءات على الشيخ جراح والاقصى محور القضايا التي تناولتها في اثناء “تسحير المواطنين” وهذا العام كما نشاهد جميعا فان احداث جنين واستهدافها والاعتداء على سكانها وكذلك الاقصى وقضية الاسرى التي لا تنتهي محور مواضيعنا كما قال ، فنحن نحفز الناس ونجعل كافة هذه القضايا حية كما هي على ارض الواقع.
مخيم جنين حاضرا
وفي مخيم جنين الذي يواجه وضعا انسانيا صعبا من جراء غارات الاحتلال المستمرة عليه وسقوط الشهداء والجرحى اصر عدد من الشبان من تشكيل فرقة شعبية ترتدي الملابس التراثية وتخرج لايقاظ المواطنين في وقت السحور وهي تهتف للشهداء والاسرى والاقصى ولتقول “جنين لن تستسلم” وتضم هذه الفرقة ستة شبان يجوبون شوارع المخيم وازقته بالكامل قبل ان يعودوا الى منازلهم لتناول وجبة السحور.
وبهذا الصدد يقول المسحراتي يزن مؤيد السعدي “لقد ترعرعنا في مخيم جنين على الحس الوطني والحس الديني ولهذا نحن نمزج بين القضايا الوطنية والدينية عندما نخرج وقت السحور ونعمل على مقابلة امهات الشهداء والجرحى والاسرى وكم يشكل ذلك وقعا ايجابيا عليهن ونشعر اننا ندخل الفرحة الى قلوبهن رغم حجم الالم والحزن لديهن.
ويستذكر يزن الشهيد امجد العزمي الذي استشهد برصاص الاحتلال الاسرائيلي في شهر اب من العام الماضي اثناء اقتحام عنيف للمخيم واستشهد بمعية ثلاثة اخرين من الشهداء ولا زالت جثامينهم محتجزة لدى قوات الاحتلال حيث كان الشهيد يخرج معهم في اوقات السهور من اشهر رمضان الماضية “وكان عنصرا ايجابيا بكل معنى الكلمة وكان دائما يحضر معه التمر والمياه لنا، جزاه الله كل خير وانشاء الله مثواه الجنة”، واضاف “اننا نخرج في كل ليلة الساعة الثانية فجرا ونمكث في شوارع المخيم مدة ساعة ودائما نشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة ازاء ما نقوم به نظرا للاحترام الذي يقابلنا به الاهالي.
وفي شوارع البلدة القديمة ونابلس ايضا يجسد المسحرون قضايا وطنية بشكل دائم ولا شك ان جنين كانت حاضرة في برنامجهم هذا العام اضافة الى الاقصى والدعوة للوحدة الوطنية واستمرار مقاومة الاحتلال، واطلق المسحراتي هناك صيحة ملحنة على الطبل” يا حصري السعدي اجاك.. يا اسود الاشتباك”.
ملاحقة المسحراتي في القدس
وفي القدس يطلق المسحرون الهتافات الوطنية الداعية الى حماية الاقصى والدفاع عن القدس وعروبتها رغم تحسب هؤلاء من ملاحقة قوات الاحتلال، اذ لم يسلم المسحراتي عرين الزعانين من عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتضييقاته المتواصلة في كافة جوانب الحياة في القدس المحتلة.
وسبق ان منعت قوات الاحتلال بالقوة مسحراتي حي وادي الجوز في القدس المحتلة الزعانين من القيام بعمله وإيقاظ الصائمين للسحوروذلك قبل عامين
وقال مركز معلومات وادي حلوة إن قوات الاحتلال منعت المسحراتي الزعانين من الخروج إلى أزقة حي وادي الجوز بمدينة القدس، وهددته بالاعتقال وبدفع غرامة مالية عالية في حال خروجه لإيقاظ السكان للسحور.
وفي مخيم الدهيشة قرب بيت لحم ينادي اربعة من الشبان على الناس للصحو وتناول طعام السحور وعندما مر هؤلاء بجانب منزل عائلة الشهيد الطفل اركان مزهر هتفوا “يا ام الشهيد نيالك يا ريت امي بدالك” ايضا في مشهد مؤثر قالت الشابة اليس انها ذرفت الدموع حينما سمعت بالهتاف”.