بيت لحم – تقرير اخباري ل PNN / نجيب فراج - ينقسم الشارع الفلسطيني بشكل واضح حول دور ايران من القضية الفلسطينية وهذا الانقسام يمتد ايضا الى مختلف الفصائل والقوى العاملة في الساحة الفلسطينية ولكن هناك يكاد يكون اشبه اجماع على ضرورة عدم استعدائها اي خلق عدو منها على اعتبار ان العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني هو الاحتلال الاسرائيلي، ويخشى البعض من الدور الذي اسموه بالتخريبي وتعميق الانقسام ويقول البعض الاخر اننا بحاجة لكل دعم واسناد من اي جهة كانت ولكن بشريطة ان لا يتحول هذا الدعم طرف في اي قضية خلافية.
هناك من يرى ان ايران تستغل القضية الفلسطنية لتحقيق مصالحها
وبهذا الصدد يقول المحلل السياسي والصحفي المقدسي عطا القيمري "ان ايران دولة اسلامية لها اجندتها وايديولوجيتها ومن بين اجندتها موضوع القدس وما يمثل من قضية محورية في الصراع فهي تعلن انها معنية في تحريرها وهذا الطرح موجود بقوة على السطح ولكن من ينظر الى العمق فانه يرى بوضوح ان هناك مصالح ايرانية كبيرة وربما خطيرة وان تحرير القدس لا يتعدى كونه اكثر من شعار غير حقيقي.
واضاف" انا شخصيا اعتبر لايران مصالح خاصة ودورها غير ايجابي رغم وجود فصائل تحالفت معها وتتلقى دعما ماليا وعسكريا كبيرا والمقصود هنا حركتي الجهاد الاسلامي وحماس تحديدا ولكن السؤال الكبير هل هذا الدعم سيؤدي الى تحرير القدس وفلسطين فالجواب هنا لدي لا وليس هناك ضمانات مضمونه بهذا الاتجاه، وعلى الصعيد الاقليمي فان ايران تلعب دورا يهدف الى الهيمنة على المنطقة برمتها فمصلحة من ما يدور باليمن من صراع دموي خطير واستمرار الحرب العبثية بهذا الشكل هو لهدر مزيد من الطاقات العربية، وذلك ينسحب على العراق فالتدخل الايراني يمنع هذا البلد ان يكون مستقلا، وكذلك في سوريا حيث دعمت ايران النظام السوري لتحقيق اجندتها في الوقت الذي ترفض فيه اعمار سوريا ولربما يكون هذا محور خلاف مستتر مع النظام، وكذلك النفوذ الايراني في لبنان من خلال دعم حزب الله فايران بشكل عام تسعى بوضوح ان تكون قوى عظمى على حساب وحدة الاقطار العربية، ومع ذلك يستطرد القيمري يقول "انني ضد استعداء اي جهة نحن بحاجة الى كل الجهود للوقوف معنا حتى امريكا انا ضد ان نحولها الى عدوة لنا".
من جانبه قال نصر مبارك "ان لايران اهدافا خبيثة واهمها السيطرة على الوطن العربي واحياء اطماع كامنة منذ زمن بعيد وهي لا تعترف ان الحليج العربي عربيا وهي تريد ان تسيطر عليه وتحوله الى خليج فارسي، وهي معنية باستدامة الانقسام الفلسطيني وتدعم حماس على حساب منظمة التحرير وشرعيتها في تمثيل الشعب الفلسطيني، ولها مشروع شيعي خبيث بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، بحسب قوله.
نشطاء يثمنون مواقف ايران باعتبارها محور مقاومة
فيما يرى الناشط السياسي محمد بريجية عكس ذلك ويقول ان ايران قوة اسلامية عريقة تقف على راس محور المقاومة في مواجهة الكيان الاسرائيلي ، صحيح ان لها مصالح ولكن هذه المصالح تتقاطع مع مصالحنا فلماذا نختلق الذرائع كي نعاديها والذي لديه غموض في معرفة العدو من الصديق عليه ان يدخل عميقا في بحر التاريخ وليؤكد ان قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية هي المتربصة بنا كعرب وفلسطينيين بارضنا ومقدراتنا فبدلا من معادة ايران علينا ان نوثق العلاقات معها بشكل كبير وعلينا ان نقول دائما لها شكرا على هذا الدعم.
وقال بريجية لا يمكن ان ننسى ان الثورة الفلسطينية كانت تربطها دوما بعلاقات وثيقة مع الثورة الايرانية وهناك من يقول اننا كثورة دعمتها في تدريب عناصرها حينما كانت تواجه نظام الشاه واجهزته الاستخبارية المعادية لنا والمتحالفة مع الكيان الاسرائيلي، لا يمكن لنا ان ننسى ان هذه الثورة وعندما انتصرت قام انصارها باقتحام السفارة الامريكية في طهران وانزال العلم الامريكي ورفع العلم الفلسطيني مكانه، لا يمكن ان ننسى بان التورة الايرانية ترفع شعارا دائما ان الشيطان الاكبر هو الولايات المتحدة الداعمة والراعية للاحتلال الاسرائيلي/ ولذلك يجب ان نقيم معها علاقات استراتيجية لان وجودها يضعف اسرائيل كما قال.
الفصائل منها الرافض للدور الايراني ومنها المرحب
و ينسحب الانقسام بشأن الدور الايراني في الاراضي الفلسطينية بشكل كبير على موقف الفصائل والقوى والاحزاب الفلسطينية ، ففي الوقت الذي تقيم فيه حركة الجهاد الاسلامي علاقة عضوية مع ايران وتعتبرها جهات عديدة ومن بينها الكيان الاسرائيلي بانها احد الاجنحة التابعة لايران في المنطقة، وبينما تقيم حماس علاقة متوازنة اقل وضوحا في تبني الموقف الايراني من حركة الجهاد الاسلامي على الرغم من انها تتلقى دعما ماليا وعسكريا وازنا فان الحركة او على الاقل اجنحة منها لا تريد المضي عميقا بالتحالف مع ايران وتريد ان تقيم علاقات مع قوى تناهضها فهي لا تريد ان تغضب الطرفين بحسب الكثير من المراقبين،
بينما لدى السلطة الفلسطينية وحركة فتح موقفا غير معلن بالنسبة الى ايران على الرغم من انها او اطرافا فيها غاضبة على موقفها التي تسميه انه داعم للانقسام وتغذيه بل تذهب اطرافا في السلطة لتقول ان حماس برفضها لانهاء الانقسام انما تتبنى اجندة خارجية والقصد منها ايران من دون ان تسميها وهناك اطراف في حركة فتح تطالب دوما بضرورة توخي اصدار مواقف صارخة ضد ايران لان السلطة بحاجة لكل الاطراف بالوقوف الى جانبها، ولعل تصريحات سفيرة فلسطين في طهران سلام زاووي التي تشيد بعدم ايران للقضية الفلسطينية تصب بهذا الاتجاه.
ولعل اكثر المواقف عدائية بحق ايران هي المواقف الصادرة عن حزب التحرير ذو التوجهات الاسلامية حزب التحرير الذي سبق وان وجه انتقاد لحركة حماس متهما اياها بالتوقف عن تبييض وجه إيران "الملطخ بالدماء" والذي اعتبر أن "استمرار جسور التواصل السياسي مع إيران يشكل جريمة سياسية، خصوصا في ظل العدوان الإيراني المستمر على أهل سوريا"، ويشدد الحزب على أنه لا فرق بين إيران وبقية الأنظمة في خذلان قضية فلسطين. حسب مواقفه المتكررة.
وكان الحزب قد رفض أيضا ما وصفه محاولات الجهاد الإسلامي لتبرير الدعم الإيراني، ووصفه بالمال السياسي القذر، ووصف النظام الإيراني بأنه ينفذ دور شرطي المنطقة بتوكيل من أمريكا.
وفي مشهد اعتبر بالصارخ قام عدد من الاشخاص باحراق صور قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الجهوري الايراني والذي اغتالته الولايات المتحدة قبل نحو العامين وصورة اخرى لحسن نصر الله امين عام حزب الله وذلك خلال تظاهرة نظمتها "جمعية ابن باز الخيرية" في شهر شباط الماضي بمدينة رفه خلال تظاهره اطلق عليها نصر اهل السنة في سوريا والعراق واليمن، وقد اعتبرت خطوة الحرق موجهه ضد حماس التي تحكم قطاع غزة.