بيت لحم/PNN- اكتشف فريق بحثي من قسم علوم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعتي ”فلندرز“ الأسترالية، و"ويسترن أستراليا"، أكبر عشبة في العالم، يعود عمرها إلى عصر بناء أهرامات الجيزة في مصر، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وحسب الصحيفة، وجد الباحثون، مرجا من الأعشاب البحرية الأسترالية يسمى "بوسيدونيا"، يمتد لحوالي 77 ميلا مربعا أو 200 كيلومتر مربع في خليج القرش بولاية أستراليا الغربية، حيث كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنه مجموعة متنوعة من النباتات، لكن الاختبارات كشفت أنه من الناحية الجينية نوع نباتي واحد.
وبدأت الحياة النباتية الضخمة لنبات "بوسيدونيا" في خليج القرش، منذ حوالي 4500 عام عندما كان المصريون القدماء يبنون الأهرامات في منطقة الجيزة بمصر، وأخذ الفريق البحثي خلال الاختبارات عينات من براعم الأعشاب البحرية من مختلف البيئات المتغيرة في منطقة خليج القرش، وأنتجوا "بصمة" باستخدام 18000 علامة وراثية، وتفاجئوا باكتشاف أن الامتداد الضخم كان مجرد نبات واحد، وهو أكبر امتداد نبات معروف على وجه الأرض.
وأجرى الفريق البحثي سلسلة من التجارب في خليج القرش لفهم كيفية بقاء النبات وازدهاره في ظل هذه الظروف المتغيرة، وقال الباحثون إنه "يوجد أعشاب بحرية ونباتات أرضية أقدم في أماكن أخرى من العالم، ولكن لا يُعتقد أن أيا منها بمثل ضخامة هذا الحجم".
وأوضح الدكتور مارتن برييد، المؤلف المشارك في الدراسة، أن "سبب طول العمر الاستثنائي لهذا الشريط العشبي؛ يعود لأنه ينمو من خلال الجذور، ثم تظهر البراعم الخضراء"، مبينا أن "ما لاحظناه في خليج القرش هو عشبة قديمة جدا، نمت عبر مساحة كبيرة جدا، وهناك أجزاء منها ماتت ولكن الكثير من الأجزاء لا تزال على قيد الحياة".
بدورها قالت إليزابيث سينكلير، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن "الشريط العشبي المكتشف، متعدد الصبغات؛ مما يعني أنه يحتوي على ضعف عدد الكروموسومات في الأعشاب البحرية الأخرى المجاورة، وأن هذا يمكن أن يفسر سبب متانته وبقائه على قيد الحياة لسنوات طويلة"، مضيفة أنه "غالبا ما تعيش النباتات متعددة الصيغ الصبغية في أماكن ذات ظروف بيئية قاسية، ويمكن أن تستمر في النمو إذا تركت دون تدخل بشري، حيث تواجه نطاقا واسعا من درجات الحرارة والملوحة بالإضافة إلى ظروف الإضاءة الشديدة للغاية، والتي قد تكون في العادة مرهقة بالنسبة لمعظم النباتات“.
وتهدد الأحداث المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ الأعشاب البحرية، ووفق جامعة ويسترن أستراليا، شهدت ولاية أستراليا الغربية، خلال فترة "2010- 2011"، موجة حر بحرية أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بما يصل إلى 41 درجة فهرنهايت (5 درجات مئوية) في بعض المياه الساحلية.
وتضرر في منطقة خليج القرش، حوالي 36% من الأعشاب البحرية بسبب هذه الموجة الحارة، ولا يزال النظام البيئي يتعافى حتى اليوم، ويعمل فريق البحث التابع لجامعة ويسترن أستراليا، لمعرفة أفضل السبل لاستعادة الأعشاب البحرية الأكثر تضررا في منطقة خليج القرش.