بيروت/PNN- يكافح متطوعون وعناصر من الدفاع المدني بمؤازرة مروحيات من الجيش، اليوم الأربعاء، لإخماد حريق في شمال لبنان، اندلع في أكبر غابة للصنوبر البري بالبلاد والمنطقة، فيما لا يستبعد مسؤولون أن يكون مفتعلًا.
وأعلنت قيادة الجيش في تغريدة على "ويتر" أن "طوافات تابعة للجيش اللبناني تؤازرها وحدات عسكرية تسهم في عمليات إخماد الحريق الذي اندلع الليلة الماضية، في غابات بطرماز- الضنية للحؤول دون تمدده".
ولم يستبعد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، الذي توجه صباح اليوم الأربعاء إلى موقع الحريق، أن يكون الحريق مفتعلًا، مشيرًا إلى تحقيقات تجريها القوى الأمنية بهذا الصدد.
وقال الوزير ياسين في تصريح صحفي، إن بلاده ستبلغ الحكومة القبرصية إمكانية طلب مساندتها في حال تطور الحريق.
وأظهرت صور نشرها ياسين وناشطون بيئيون على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد سحب الدخان بعد ظهر أمس الثلاثاء، من ثلاث نقاط داخل الغابة، قبل اندلاع النيران بكثافة.
وقال ياسين: ”من غير المستبعد أن يكون الحريق مفتعلًا كما يظهر في الصورة التي التقطت قبل غروب الشمس“، مطالبًا ”القوى الأمنية التحرك والقضاء بالتشدد بعقوبة من يفتعل الحرائق“.
وحال الضباب دون مشاركة مروحيات الجيش في إخماد الحريق، أمس الثلاثاء.
وعمل متطوعون من أبناء المنطقة على مكافحة النيران بالمعاول ووسائل بدائية بسبب وعورة الموقع المعروف بكثافة أشجاره.
وأعرب ناشطون عن خشيتهم من قضاء النيران على مساحات حرجية واسعة.
وكتب الناشط البيئي، بول أبي راشد، على "فيسبوك" أمس قائلًا: "أكبر غابة صنوبر بري في الشرق الأوسط تحترق الآن".
ويشهد لبنان سنويًا اندلاع حرائق في غاباته، ويكافح المعنيون لإخمادها مع تضاؤل الإمكانيات البشرية والتقنية.
وقضى فتى على الأقل قبل عام خلال مشاركته في مكافحة نيران اندلعت على أطراف قريته في شمال البلاد.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة، وحاصرت مدنيين في منازلهم، وسط عجز السلطات التي تلقت دعمًا من دول عدة لإخمادها، ما اعتبره اللبنانيون حينذاك، دليلًا إضافيًا على إهمال وعدم كفاءة السلطات.
وأثارت تلك الحرائق غضبًا واسعًا، حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية.