بيت لحم /PNN / حسن عبد الجواد - قال كتاب واخصائيون وصحفيون ان الحربالدفاعية التي تخوضها روسيا الاتحادية في أوكرانيا، هي حرب ضد هيمنة حلف الناتو والدول الاستعمارية وقوى النازية الجديدة في أوكرانيا، ورفضا لسياسة الكيل بمكيالين، وهيمنة القطب الواحد، وان ازدواجية المعايير ظهرت بشكل صارخ،في تعامل الاعلام الغربي، وكل مؤسساته الثقافية والفنية والرياضية والعلمية، اذ فرضوا مقاطعة وحصارا على الاعلام والفن والثقافة والرياضة الروسية، وفي المقابل كانوا وما زالوا يكافئون الاحتلال الإسرائيلي، ويتوددون له ويحمونه دبلوماسيا وعسكريا ويحاربون حملات المقاطعة ضده.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية، نظمتها للجنة الشعبية للصداقة والتضامن مع روسيا، تضامنا مع جمهورية روسيا الاتحادية في موقفها الدفاعي ضد هيمنة حلف الناتو والدول الاستعمارية.
وشارك في الندوة التي أقيمت في مسرح الرئيس بوتين، في بيت لحم، وادارها الصحفي جمال برغوث، كل من الدكتور عادل سمارة، والكاتب نصار إبراهيم، والصحفي زهير طميزة، وحضرها السفير الروسي لدى السلطة الوطنية الفلسطينيةغوتشا ليفانوفيتش بواتشيدزي، وعشرات الفعاليات السياسية والثقافية والمجتمعية، وممثلي العديد من القوى والمؤسسات الوطنية في المحافظة.
وتحت عنوان "الرغيف يواجه المدفع" قال الدكتور سمارة: "لم تعد حرب دفاع روسية بل حرب عالمية ينقصها إطلاق هذه التسمية"، مشيرا الى ان الشمولية : هي انجرار شعوب الغرب كالقطيع وراء راس المال بعكس ما يشاع عن روسيا.
وقال سمارة يتساءل المرء، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي: هل اعتقد الغرب ان روسيا لن تنهض؟ لذا ادخلها السوق العالمية ومنظمة التجارة العالمية، على ان تبقى رأسمالية من الدرجة الثانية، بمعني إبقاء روسيا مصدر او مخزنا للمواد الخام. وهل هدف الغرب تفكيك روسيا على شكل الوطن العربي؟ وأشار ان الغرب كلما لاحظ تطور روسيا كلما زاد عدوانية ضدها وصولا الى حدودها.
واعتبر ان الحرب بين روسيا وأوكرانيا، هي حرب جديدة متعددة الاشكال، وهي اول حرب ريعية في التاريخ، وتتجلى فيها المنافسة العملية بين روسيا وامريكا، وان العقوبات هي حصار اقتصادي معولم كانت ستكون قاتلة لو ان روسيا بلد لا يحتوي الريوع الضرورية عالميا وخاصة أوروبيا، موضحا ان الحرب بدأت عسكرية لكن ذخيرتها ريعية، وهي حرب منضبطة من جانب روسيا، التي اشترطت الدفع بالروبل، وتقليل وليس قطع كلي للنفظ والغاز، واحتجاز قمح أوكرانيا.
وأضاف سمارة: رغم ان الحرب عسكريا محصورة لكن هناك مشاركة من بعيد، فالصين والهند تفتح سوقها للنفط الروسي، وفنزويلا وايران ترفضان بيع النفط على حساب روسيا، فيما كوريا الشمالية جاهزة للمشاركة لصالح روسيا، وكوبا ونيكارغوا مع روسيا. فيما إسرائيل تصطف مع أوكرانيا، ودول نفطية تقف على المنتصف.
من جهته قال الكاتب نصار الذي تحدث حول المقدمات وافاق الصراع، ان القيادة الروسية تتعامل مع المواجهة في أوكرانيا باعتبارها مواجهة مع الأمريكيين، واعتبار الحرب حربا أمريكية روسية على ارض أوكرانيا، وان الاوربيين سيفهمون، ولو بعد حين، بان واشنطن التي لا تخوض الحرب مباشرة، قررت ان تقاتل حتى اخر اوكراني، واذا اقتضى الامر حتى اخر أوروبي.
ولفت الى ان كل يوم يمر من الحرب ستصبح المكاسب الغربية في الحرب الإعلامية والمالية كمية، بينما المكاسب الروسية في الحرب العسكرية والاجتماعية نوعية، وسيظهر ان القلعة على رقعة الشطرنج التي يمثلها الجيش والمجتمع قامت بحماية الملك، بينما يتحدث بوتين في إطلالاته المتعددة عن استراتيجيته التي تركز على عالم متعدد الأقطاب، وإعادة صياغة مفهوم الامن والسلم الدوليين، والتوازن الاستراتيجي بينالشرق والغرب، ونظام العقوبات كأداة فاشلة لتحقيق النصر.
وأشار الى ما تحدث به بوتين في مؤتمر بطرسبورغ، من ان نخب الغرب تتمسك بأشباح الماضي وتعيش على أنقاض امجاد زالت أسبابها، وتعيش وهما أيديولوجيا عنوانه ان هيمنة الغرب مصدر استقرار العالم، وان مشكلة الغرب هي النفاق في صياغة الخطاب السياسي بازدواجية المعايير التي تعبر عن عمق عنصري في التفكير، فالحرب على سوريا والعراق وليبيا مشروعة للغرب. بينما العقوبات ظهرت بوضوح سلاحا فاشلا أصاب أصحابه بالأذى قبل من يستهدفهم. فها هي روسيا تتجاوز التضخم ونطلق للنهوض، بينما الركود والكساد والتضخم امراض متفاقمة في الاقتصادات الغربية، ما يؤكد ان عهد الهيمنة قد انتهى الى غير رجعة.
وتحدث طميزة حول الحرب الإعلامية وتزوير الحقائق: وقال: "لا نبالغ اذا قلنا ان الحرب الاعلامية ضد روسيا الاتحادية اشد ضراوة واستعارا من المعارك الميدانية على ارض دونباس،واننا اليوم نشهد اكبر عملية تزوير وتضليل وفبركه مفضوحة على الهواء مباشرة. فقد اظهرت هذه الحرب الاعلامية الضروس مدى استعلاء الغرب واستخفافه بعقول البشر ظنا منه ان شعوب العالم مجرد قطعان يمكن للإعلام البريطاني والامريكي والالماني والفرنسي والاسرائيلي ان يقوده مغمضا، الى حيث يشاء. لكن الواضح انهم فشلوا في ذلك والامثلة كثيرة على نفاذ صبرهم وضيق افقهم وانفعال اعصابهم، حيث انهم يهاجمون روسيا وكل من يتحدث بموضوعية عن عمليتها العسكرية ويعملون على شيطنته بأساليب مكشوفة ومفضوحة وساذجة أحيانا".
وأضاف: "يعلم الجميع ان الحرب النفسية والحرب الاعلامية جزء اساسي من الحروب على مدى التاريخ. لكن الاعلام الغربي اليوم يبدو انه لم يغادر قاعدة غوبلز الشهيرة "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، متناسيين ان انسان القرن الواحد وعشرين ليس هو نفسه الذي كان قبل ثمانين عاما".
وقال لقد بدت ازدواجية المعايير صارخة في تعامل الاعلام الغربي وكل مؤسساته الرياضية والثقافية والفنية والعلمية، اذ فرضوا مقاطعة وحصارا على الاعلام والفن والثقافة والرياضة الروسية، وفي المقابل كانوا وما زالوا يكافئون الاحتلال الاسرائيلي ويتوددون له ويحمونه دبلوماسيا وعسكريا ويحاربون حملات المقاطعة ضده، فقد أعلن الغرب الحرب على حركة مقاطعة إسرائيل "بي. دي. اس" ووصفوها باللاسامية، لأنهاتناهض الاحتلال الاسرائيلي المخالف للقانون الدولي.
ولفت الى ان الاعلام الغربي، برر احتلال العراق وافغانستان وتدمير سوريا وليبيا وتغاضى عن قتل ملايين الضحايا بالسلاح الامريكي، وفي المقابل شنوا حربا مضللة ضد العملية الروسية منذ يومها الاول.
وشكر السفير الروسي بواتشيدزي منظمي الندوة والمحاضرين، وشكر الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن الذي رفض مبادلة الصداقة بالمال. واكد على أهمية اناء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني شعب مثقف وقادر على تطوير نفسه والنهوض باستمرار.