بيت لحم /PNN / نجيب فراج – هرع المواطنون الى منزل عائلة الشهيد معتصم عطا الله في قرية حرملة شرق بيت لحم وكذلك لمنزل الشهيدة حنان الخضور في قرية فقوعه بجنين والشهيد كامل علاونة في قرية جبع القريبة منها صباح اليوم بعد اعلان نتائج التوجيهي ، ليس لتقديم التهاني باعلان النتائج وانما للتضامن مع هذه العائلات اللواتي فقدن اعزائهن برصاص الاحتلال الاسرائيلي وهم يستعدون لتقديم الامتحانات الثانوية لهذا العام فكانت رصاصات الاحتلال هي الاسبق لتضع حدا لطموحهم وطموح عائلاتهم، وكان لسان حال المواطنين الذبن لم ينسوا هذه العائلات رغم اجواء الفرح التي عمت محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس لقد نال الشهداء الثلاثة الشهادة الاكبر عند ربهم وسيظلون في الذاكرة والوجدان لدى شعبهم الذي لم ينساهم".
اجواء الحزن
بلا شك فان الاجواء في منازل هؤلاء الشهداء هي اجواء خزن والم شديدين ورغم ذلك فيها اجواء الامل الشديد بالتحرر من الاحتلال البغيض وستكون حينها الفرحة الاكبر، فلم توزع الحلوى في المنازل وانما وزعت القهوة السادة ، فمنذ استشهادهم ظلت الاجواء حزينة ولكل شهيد قصة.
ويقول محمد وهو زميل الشهيد معتصم وفضل ذكر اسمه الاول والذي تمكن من النجاح في الثانوية العامة هذا العام انه لم ينسى معتصم منذ استشهاده وعندما سمع نتيجة علاماته فضل ان يكون في منزل عائلته ليتضامن معها وهو لا ينسى صديقه الشهيد ولا يمكن ان يمر هذا اليوم من دون ان يكون الى جانب افراد عائلته "لقد نال معتصم الشهادة الاعظم"
الشهداء خالدون
وقال الناشط محمد بريجية "انه في يوم اعلان التوجيهي بلا شك لا يمكن لاحد ان ينسى هؤلاء الشهداء الذين قدموا دمائهم على مذبح القضية الوطنية الفلسطينية وها نحن نحنفل باعلان نتائج التوجيهي لا يمكن ان ننسى هؤلاء الشهداء حيث حرص المواطنين من الاقارب والمعارف والجيران ان يتواجدوا في منازل هؤلاء الشهداء هذا اليوم وهي سمة متأصلة بابناء شعبنا في التعاضد والتضامن الشعبي العارم".
وقال " من وسط المعاناة وحكايات الالم التي لا تنتهي تنبلج الفرحة المستمدة من وسط هذه المعاناة، ففي يوم الاعلان عن التوجيهي شيع ابناء شعبنا الشهيد امجد ابو عليا في قرية المغير وهو الابن الوحيد لاسرته من الذكور وكان يستعد لمشاركة اصدقائه الناجحين فقاموا بالاحتفاء به شهيدا وسط تشييع دامع فهو حصل على الشهادة الاكبر بامتياز.
من قلب المعاناة
ولم تنسى الشابة اية بعلوشة التي حصلت على المرتبة الثانية في قطاع غزة بحصولها على 99,4% ان تذكر الشهيد امجد ابو عليا خلال حديثها عن نجاحها وشعورها بهذا الانجاز ولم تنسى الشهداء الثلاثة وقالت "ان من قلب المعاناة تنبلج الفرحة وكل شهيد يرتقي دفاعا عن الارض والشعب والقضية سيطونون دوما نجوما متلآلئة في سماء الوطن".
الشهيدة حنان الخضور
يشار الى ان الشهيدة حنان الخضور كانت قي استشهدت في التاسع عشر من شهر نيسان هذا العام حينما كانت في مدينة جنين تستقل مركبة عمومية وعائدة لمنزلها في فقوعة بعدما حصلت على درس خصوصي بإحدى مواد الثانوية العامة، حيث كانت قوات الاحتلال في تلك الأثناء تقتحم مدينة ومخيم جنين، فاستهدفت تلك القوات المركبة بالرصاص، ويبدو أنه من النوع المتفجر فأصيبت حنان وتضررت أعضاؤها الداخلية وكانت بين 13 إصابة أخرى خلال اقتحام الاحتلال لمدينة ومخيم جنين، فيما استشهد الشاب أحمد السعدي كذلك.
الشهيد معتصم عطا الله
اما الشهيد معتصم عطا الله من سكان قرية حرملة الى الشرق من بيت لحم واستشهد في الثامن من ايار الماضي برصاص الاحتلال الاسرائيلي قرب مستوطنة تكواع المقامة على اراضي المواطنين وكان يستعد للتقدم لامتحانات التوجيهي ولا زال جثمانه محتجزا لدى قوات الاحتلال الاسرائيلي لتتضاعف معاناة العائلة التي تنتظر جثمان نجلها لدفنه حسب العادات والتقاليد وتعليم الدين الحنيف.
الشهيد كامل علاونة
فيما استشهد الشهيد كامل علاونة في الرايع من شهر تموز الماضية وهو من قرية جبع قرب جنين وذلك بعد 19 عاما استشهاد شقيقه الذي حمل اسمه في حادثة مأسوية مر يها شعبنا طيلة رزوجه تحت نير الاحتلال منذ اكثر من 74 عاما وعندما استشهد كامل "الاول" كان قد اجتاز امتحان الثانوية، اما حينما اشتهد كامل الثاني فكان في ايامه الاخيرة من تقدم الامتحانات وقيل الكثير عن حادثة الاستشهاد من اوصاف تعبر عن مدى الحزن حيث قال العديد من المتابعين "كامل علاونة ..ولد مرتين واستشهد مرتين"، وقد سرقت منه طموح الحصول على شهادة التوجيهي فنال الشهادة الكبرى كما الشهيدين معتصم وحنان وكل الشهداء.