بيت لحم/PNN- كشفت دراسة جديدة أن القارات السبع على الأرض قد تكونت نتيجة ارتطام نيزك ضخم بالكوكب الأزرق، وذلك خلال قيام مجموعة من الباحثين بفحص وتحليل مجموعات من التشكيلات الصخرية المكتشفة في أستراليا.
وقد أوضح تيم جونسون، أحد المؤلفين الأساسيين بالدراسة، أنه على مدار عقود أوضح الباحثون أن القارات قد تكونت نتيجة تأثيرات عميقة تعرضت لها الأرض، ولكن الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تقدم أدلة تثبت صحة تلك النظريات.
أشارت الدراسة إلى تشكيل قارات العالم بشكلها الحالي يرجع في الأساس إلى اصطدام نيزك عملاق بالأرض، وهو أقرب ما يكون إلى النظرية التي تقف وراء انقراض الديناصورات، إلا أن تلك الواقعة حدثت قبل تقسيم العالم لقارات بمليارات السنين، وذلك بحسب ما أوضحه ”جونسون“، الباحث بجامعة كورتين والذي عمل مع زملائه بجامعة الصين للعلوم الجغرافية خلال الدراسة الجديدة والتي نشرت في مجلة "ناتشر".
قام الفريق بجمع ومتابعة وتحليل كريستالات الزيكرون في منطقة بلايبارا كارتون غربي أستراليا، فتلك المنطقة تعتبر من أبرز المناطق على الأرض التي تظهر خلالها طبقات القشرة الأرضية القديمة، والكريستالات قد أظهرت العلامات الجيولوجية للتكوين الناجم عن اصطدام النيزك بالأرض.
ويأمل ”جونسون“ بإمكانية تطبيق أسلوب الدراسة والاستراتيجية التي اتبعتها لتحليل العينات الأرضية والجيولوجية التي جمعها الفريق البحثي، في أجزاء مختلفة من الكوكب، مقترحا أن إدراك أصل وطريقة تكوين قارات العالم سيسهم بشكل كبير في تحقيق إمكانية التحول بالعالم نحو مستقبل أكثر حفاظا على البيئة، واحتراما واستغلالا للموارد الطبيعية، بشكل يضمن للبشر مستقبل أفضل لحياتهم.
الفريق البحثي يرى أن انتشار معادن مهمة وحيوية مثل الليثيوم والنيكل في تكوينات قارات العالم يؤكد صدق نظريتهم، وبالتالي فإن العمل على تطوير المنهجيات المتبعة خلال دراستهم خلال الفترة المقبلة، سيساعد على فهم وإدراك طبيعة التكوين الجيولوجي للقشرة الأرضية في القارات السبع، مما سيساعد على معرفة أهم الثروات المعدنية المتوفرة، وذلك سيكون أمرا حيويا لتطوير التقنيات النظيفة بشكل كبير من خلال الاعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة الطبيعية، مما سينعكس بالضرورة على مواجهة العواقب السلبية للتغير المناخي.