بقلم: سري القدوة
معا وسويا ليعلو الصوت الفلسطيني تضامنا مع ابطال اﻻضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية فهذا التاريخ يصنعه الابطال وقلة من الرجال وعبر التاريخ الفلسطيني المعاصر والذي يمتد الينا تجربة وحياه وفهما لمعني النضال يكون اسرانا في سجون الاحتلال هم الاسطورة الصلبة القوية والإرادة والقوة والإصرار والعزيمة هؤلاء الاسري الابطال الذي تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنهم وعن مواقفهم وصمودهم داخل الاسر، ومع نشر هذا المقال نشعر بالخجل امام حقيقة انهم مضربون عن الطعام ويواجهون وحدهم هذا الجلاد والطاغوت الاسرائيلي الذي يتنكر لكل القيم والأعراف الدولية ويمارس الخرق الفاضح لكل الاتفاقيات الدولية ويعبر صراحة عن استمراره بقمع الاسرى في سجون الاحتلال.
بات صمت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء ما يتعرض له الاسرى الابطال من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا معني له ولا يوجد اي مبرر لهذا الصمت فأين هي منظمات حقوق الانسان الدولية الاسري الابطال الذين يواجهون الموت البطيء كل يوم دون ان يتحرك احد لإنقاذ حياتهم وبات المطلوب من هذه المنظمات الدولية وكافة الأطراف المعنية بتحمل مسئولياتها، واتخاذ موقف حازم إزاء ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة.
اليوم يخوض اسرانا في سجون الاحتلال الاضراب عن الطعام مجددا ويواجهون بجوعهم القمع الاسرائيلي وفي ظل واقع التضحيات والصمود البطولي لأسرانا وما حققته سياسة الإضراب عن الطعام من نتائج ملموسة يسجل الاسرى اعظم انتصار واكبر ملحمة في التاريخ لتكون عنوان للتحدي وخوض معركة الحرية من سجون الاحتلال فتحية لأسرانا على صمودهم ومقاومتهم للمحتل، ولنستمر في مواجهة المحتل حتى تحقيق الحرية والانتصار الكبير .
هي تلك البطولة الفلسطينية التي تفوق كل الكلمات، هؤلاء هم الاسري الابطال شهداء مع وقف التنفيذ، صامدون ولن يركعون وسينتصرون حقا انها بطولة نقف عاجزين عن وصفها ولا يكون لكلماتنا أي معني امام هذه الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين، ومواصلة الاحتلال سياسته القمعية بحقهم برغم اضرابهم عن الطعام لهو دليل واضح بان ادارة السجون الاسرائيلية تمعن في ممارساتها بحقهم وتمارس سياسة ممنهجة تهدف الي تصفيتهم والنيل من ارادتهم.
الاسري الابطال في سجون الاحتلال وهم يخوضون فعاليات الاضراب عن يحاكمون الاحتلال على جرائمه وممارساته وتنكيله بحقهم وان الجرائم التي تستهدف الاسري في سجون الاحتلال مستمرة حيث أدت لاستشهاد أكثر من 207 مناضلاً، فيما يمارس الاحتلال أقسى أنواع التعذيب والإرهاب بحق أسرى الحرية في 17 معتقلا ومركز توقيف.
تشكل حرب الكرامة التي يخوضها الاسرى الابطال محطة مهمة لمقاضاة الاحتلال على سياسات التعذيب والقهر والإهمال الطبي والعزل، والتفتيش العاري، والتنكيل بأسرانا وأسيراتنا، واعتقالهم الإداري دون محاكمة أو لائحة اتهام وانتهاكاته الفاضحة لمواثيق الأمم المتحدة المتصلة بحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية الخاصة بأسرى الحرب.
اننا نتطلع الي ضرورة وأهمية التضامن العربي والدولي دعم لأسرانا في سجونهم والمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الذي يستخدمهم كرهائن حرب ودروع بشرية لمشروعات الاستيطان والتهويد الاسرائيلي لأرضنا، ونتوجه برسالة واضحة للعالم ولكل المنظمات الحقوقية الدولية والي ابناء الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية من اجل مساندة اسري الحرية في سجون الاحتلال الذين يواجه خطر الموت من جراء سياسة الاهمال الاسرائيلية وعدم الاستجابة الي مطالبه العادلة.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية