بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – باستشهاد الطفل ريان ياسر العمور"7 سنوات" من سكان بلدة تقوع الى الشرق من بيت لحم ظهر امس الخميس على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين لا حقوا عددا من اطفال مدارس البلدة حتى محيط منزله الكائن في حي خربة الدير التابع للبلدة واقتحام منزله ليتوقف قلبه عن الخفقان خوفا ورعبا من هؤلاء الجنود الذين صوبوا بنادقهم باتجاه الاطفال بل استمروا بتصويب هذه البنادق القاتلة حتى باتجاه والده الذي استقل سيارته لينقل طفله وهو مصاب بحاله خطيرة على وجه السرعة فاخروه بمزيد من الوقت لبتأكد ان الدراسة في تقوع هي على خط النار وبمزيد من الحراب المصوبة باتجاه اكثر من 1000 طالب وطالبة.
موقع المدارس الخطر
تقع مدارس البلدة الثلاث وهي مدرسة الخنساء الاساسية المختلطة ومدرسة الجرمق الاساسية للاناث ومدرسة تقوع الثانوية للبنين بمحاذاة الشارع الملتف حول البلدة التي يمر به المستوطنين وتحول الشارع على طول امتداده الى ثكنة عسكرية مكثفة حيث الابراج والنقاط العسكرية والحواجز الطيارة ليس فقط في محيط مجمع المدارس وحسب بل في الكثير من المحاور، ولم تكتف قوات الاحتلال بهذه الاجراءات بل يضطر هؤلاء الطلبة من كلا الجنسين من الولوج في ممر ضيق للغاية لا يتسع الا لفرد واحد اثناء المرور ، الامر الذي يجعل الاكتظاظ خطير وغالبا ما يصطدم الطلبة بعضهم ببعض او بالاسلاك الشائكة التي اقامتها قوات الاحتلال في محيط هذه المدارس بدعوى توفير الامن لقطعان المستوطنين الامر الذي حولها الى ما يشبه بشكلها لسجن وليس لمدرسة، وقد خضعت العديد من التلميذات للعلاج في اياديهن من جرائها حيث يؤدي الازدحام لوقوع الطلبة على الارض.
عذاب بلا حدود
وبهذا الصدد يقول تيسير ابو مفرح مدير بلدية تقوع ان عذاب التلاميذ لم يقتصر عند هذا الحد بل ان جنود الاحتلال يتعمدون من التمركز في محيط هذه المدارس في الصباح لدى توجه الطلبة الى مقاعدهم الدراسية وفي ساعات الظهر لدى عودتهم الى مدارسهم ويخضعون لاجراءات الجيش وبشكل متعمد اذ يقوم الجنود بتوقيف التلاميذ وبمختلف الاعمار في الصباح ليفتشوا حقائبهم المليئة بالكتب والقرطاسية وفي المساء ايضا وكانهم يبحثون عن دبابات في داخل هذه الحقائب وهم يعرفون جيدا محتواها وغالبا ما يتعمد الجنود تأخير الطلبة من الوصول الى مدارسهم او العودة الى بيوتهم ويلاحقونهم باستمرار وما حادثة استهاد الطفل ريان سليمان الا دليل اخر على مدى الخطورة التي يشكلها الجنود والمستوطنين على حد سواء حيث يتعمد المستوطنين من مداهمة محيط المدارس ايضا وهم مسلحين بدعوى انهم تعرضوا للرشق بالحجارة متسلحين ببنادقهم وبنادق الجنود ايضا.
مكان غير امن
هذا عدا عن قيام الجنود باقتحام حرم هذه المدارس مرارا ويتعرضون لمدرائها واساتذتها ايضا اضافة الى قيام الجنود وباستمرار باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الصفوف الدراسية اكثر من مرة الامر الذي يحول المدارس الى مكان غير امن ويجعل الاهالي دوما قلقون على ابنائهم وحياتهم ولعل استشهاد الفتى قصي العمور "17 سنة" وهو طالب في التوجيهي برصاص الاحتلال في شهر كانون اول من عام 2017 حادثة تؤكد على مدى الخطورة لمدارس تتعرض لاطلاق النار والاعتداءات الاسرائيلية باستمرار، وقبل ذلك استشهاد الفتى وليد محمد البدن "17 سنة" واصابة عشرة تلاميذ اخرين بجراح في حادثة وقعت في العام 2000، الى جانب اصابة عدد كبير من الطلبة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال السنوات الثلاث الماضية، وقبل عدة اشهر اصيب المدرس عيد صبيح بجروح في راسه عقب اقتحام الحرم الدراسي واعتداء الجنود عليه بالضرب المبرح.
نار المستوطنين
وفي شهر اذار الماضي ترجل مستوطن من مركبته وقام باطلاق النار من رشاشه الخاص باتجاه مدرستي الخنساء والجرمق ما اثار الرعب الشديد في صفوف التلاميذ الاطفال وحتى حضانة للاطفال لم تسلم من اقدام الجنود على اقتحامها قبل عدة اشهر.
الى جانب كل هذه الممارسات يضاف اليها قيام جيش الاحتلال باعتقال الطلبة على تخوم هذه المدارس والاعتداء عليهم بالضرب وهناك العديد من الحوادث التي يتعرض لها الاهالي اثناء قيامهم للدفاع عن ابنائهم ومحاولة تخليصهم من قبضة الجنود والمستوطنين ايضا فقبل نحو عام اقدم جنود الاحتلال على اعتقال الفتى مصعب ماهر صبح"17 عاما اثناء خروجه من المدرسة وقبل ذلك بشهر قام الجنود باعتقال الفتى بهاء جمال تعامرة"17 عام" بعد خروجه من المدرسة اضافة الى اعتقال الفتى محمود عزات الصباح "15 سنة" من امام مدرسته وذلك قبل اربعة اشهر كما جرى اعتقال الفتى محمد سليم البدن، وقبل ذلك اعتقل الجنود اربعة تلاميذ بعد الاعتداء عليهم بالضرب وهم عيسى جبريل وعطية محمد العمور والشقيقان وسام وحسام مراد العمور والذين تبلغ اعمارهم ما بين 14 و16 عاما، كما اعتدى الجنود على عدد من المعلمين والمعلمات والاهالي الذين حاولوا تخليص ثلاثة تلاميذ من المدرسة الاساسية عقب اعتقالهم وقام الجنود برش الاهالي والمعلمين بالغاز المدمع.
ولا زال عدد من طلبة المدارس قيد الاعتقال منذ اشهر عديدة ويقدر عددهم بنحو عشرة على الاقل بعضهم حكم بالسجن والغرامة والبعض الاخر لازال ينتظر محاكمته.
قلق لا ينتهي
وزارة التربية والتعليم عبرت مرارا عن قلقها من المخاطر التي يتعرض لها الطلبة والمعلمين على حد سواء وقال المربي بسام جبر نائب مدية التربية والتعليم في بيت لحم ان مدارس تقوع تتعرض للاستهداف المتواصل من قبل جيش الاحتلال وقطعان الاستعمار الاستيطاني، مؤكد أن هذه الانتهاكات لن تثني عزيمة الأسرة التربوية عن ديمومة مسيرة تعليم الطلبة، وضمان حقهم في التعليم الحر والآمن.
وجددت وزارة التربية دعوتها لكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية والإعلامية؛ لتحمل مسؤولياتها إزاء انتهاكات الاحتلال بحق التعليم، والعمل على فضحها، وتوفير الحماية والمناصرة لطلبتنا؛ خاصة في ظل العنف والإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال وقطعان الاستعمار.