الشريط الاخباري

قرية النعمان.. مثال صارخ على ضمها وطرد سكانها

نشر بتاريخ: 01-10-2022 | سياسة , عينٌ على القدس , PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

نجيب فراج –تقع قرية التعمان على بعد ثلاثة كيلو مترات من الشرق الى مدينة بيت ساحور وتقلص عدد سكانها في السنوات الاخيرة الى نحو مائة وخمسون نسمة فقط وذلك جراء الاجراءات العسكرية الخطيرة بحقهم حيث ضاقت بهم سبل العيش بعد محاصرتهم من كل الجهات واصبحوا محاصرين ولا يمكن لهم الدخول الى القرية او الخروج منها الا باذن جنود الاحتلال المتمركزين على مدار الساعة على مدخلها الوحيد.


حكاية الجدار


قبل نحو عشرين عاما احاط جدار الفصل العنصري بالقرية المتاخمة لبلدتي صور باهر وام طوبا في القدس المحتلة وعزلها الجدار عن محيطها في بيت لحم ولم يتبقى متنفسا لهم سوى بوابة جدار حديدية الى محيطها في محافظة بيت لحم فقط واصبحت البوابة قبل عدة سنوات جزءا من معبر مزموريا العسكري وهو احد المعابر العسكرية التي تفصل مدينة القدس عن حدود محافظة بيت لحم ولا يمكن لاي مواطن من القرية ان يدخل الى القرية او يخرج منها الا باذن الجنود بعد ان يثبت الاهالي انهم من سكان القرية من خلال بطاقاتهم الشخصية واي شخص لا يتضمن انه من سكان القرية في هويته الشخصية وجميعها هويات تابعة للسلطة الفلسطينية فانه لن يتمكن من الدخول وعليه ان يبقى خارجها، اضف الى ذلك ان الصلات مع بلدتي صور باهر وام طوبة مغلقة وبالتالي اطبق الحصار على سكان القرية.


وضع خانق


وبهذا الصدد يقول جمال الدرعاوي رئيس المجلس القروي التابع لوزارة الحكم المحلي الفلسطينية ان وضع القرية الخانق بهذه الطريقة لا يمكن وصفه وان ما ينفذ على الارض لا يمكن مقاربته بالشرح والوصف وهذا ما اوصلناه لوزارة الحكم المحلي ولرئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية حيث ان هذه الاجراءات هي اجراءات ضم جذرية بدون السكان وعلى نار هادئة فهم يريدون القرية باراضيها التي تبلغ مساحتها نحو الف وخمسماية دونم وضمها لحدود بلدية القدس بدون السكان وهذا ما شرحته للدكتور اشتية اثناء لقاء جمعني يه قبل نحو عام وطالبته بالعمل على انقاذ القرية من براثن هذا الضم قبل فوات الاوان وقد اصدر نعليمات واضحة لكل الجهات والدوائر الرسمية المختصة ولكن لن يحصل اي نتائج ايجابية على الارض بل بالعكس قالمضايقة تزداد والقيود تحتق انفاس المواطنين الذين يذهبون الى اعمالهم ومصالحهم اليومية في محافظة بيت لحم ويرسلون ابنائهم الى مدارسها ضمن اجراءات تفتيش وتدقيق يومية وغالبا ما يتم اعاقة الطلبة للوصول الى مدارسهم في المواعيد المحددة واعاقتهم اثناء عودتهم الى بيوتهم وهذا ما يحصل لطبة الجامعات من كلا الجانبين اذ يضطر الطلبة الخروج مبكرا قبل ساعة من مواعيد محاضراتهم في الجامعات حتى يضمنوا الوصول في المواعيد كما ان هؤلاء الطلبة يعودون متأخرين بوقت طويل الى منازلهم بانتظار ان يحن الجنود عليهم بفتح البوابة التي يتحكمون بها على امزجتهم الخاص.


اعمال تطوعية


ويضيف درعاوي خلال حديثه على ان الاهالي وبكل قوتهم يحاولون مجابهة هذا الواقع الخطير فهم يبذلون جهودا بكل قوتهم في مواجهة هذا الواقع المرير سواءا بزراعة اراضيهم باستمرار او تنظيم اعمال تطوعية بالتعاون مع عدد من الجامعات وبمشاركة الطلبة في تنظيف القرية وتجميلها وغالبا ما يتعرضون لمضايقات عسكرية ونحن عندما نتحدث عن اعمال تطوعية فان ذلك لا يشمل ترميم المنازل المتهالكة التي يخظر على سكانها من ترميمها او بناء ابنية جديدة او حتى اضافة الواح من الزينكو ولذا اصبحت حياتهم شبه مستحيلة ولذلك فقد ارتاى عدد من العائلات النزوح باتجاه بيت لحم للبحث عن شروط حياة ممكنة وهذا بخد ذاته يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل القرية التي تتربص بها قوات الاحتلال وكل اذرعتها “بلدية القدس ووزارة الداهلية ودائرة الضريبة”، اذ ان هذه الدائرة تطالب كل مواطن ان يدفع ضريبة الارنونا بمبلغ 15 الف شيقل في السنة الواحدة وذلك لانهم يعيشون على ارض اسرائيلية بحسب زعمهم وهذا ما حصل قبل نحو عشرة ايام حينما داهم رجال الضريبة القرية تحت حماية قوات من الشرطة وحرس الحدود ووزعوا اخطارات بهذا الشان لتطالب كل مواطن 45 الف شيقل عن الثلاث سنوات الاخيرة وفي حالة عدم دفعهم بذلك فانه سيتم مصادر اثاث منازلهم المتحرك بحسب ما جاء في هذه الاخطارات التي اعطت الاهالي نحو عشرة ايام من المهلة وبذلك فقد اقترب الموعد كي يتم الانقضاض علينا وهو تصرف واضح بان القرية يريدون ضمها لحدود بلدية القدس بدون السكان وطردهم منها.


ضغوط استيطانية


في الاونة الاخيرة لوحظ ان عدد من المستوطنين قد نصبوا خيما في محيط معبر مزموريا ليس بعيدا عن القرية حيث اوقفوا مركباتهم ونصبوا الخيمة ومكثوا فيها لساعات طويلة على مدى عدة ايام وقد اعتبر العديد من المراقبين عن هذه الخطوة تأتي في سياق ضعوط استيطانية ولتذكير جنود الاحتلال بالاسراع غي اجراءاتهم بحق سكان القرية.

بيتسلم: حياة مشلولة


وكانت مؤسسة “بتسيلم” التي تابعت موضوع القرية وحصارها، أشارت الى أنه كان يوجد للسكان صلات متنوعة مع القدس، والقرى المحيطة بهم وبيت لحم والقرى المجاورة لها، وحافظوا على علاقات إجتماعية وإقتصادية واسعة مع سكان هذه المناطق، مشددة في تقرير لها على أن القيود المفروضة على حرية الحركة لسكان القرية منذ سنوات ألحقت الضرر البالغ بهذه العلاقات وبقدرة سكان القرية على ممارسة حياتهم بصورة معقولة.

ومن بين ذلك، فقد أدت هذه القيود إلى شل الحياة الإقتصادية في القرية، إذ يعتاش السكان بالدرجة الأولى من المزروعات الحقلية وتربية المواشي، حيث إن منع إدخال المواشي والطيور إلى القرية، إلى جانب القيود التعسفية على نقل العلف عبر الحاجز، بما في ذلك تفريغ أكياس العلف لغرض فحص محتوياتها، أدى إلى المس البالغ بهذه الفروع. كما تحظر إسرائيل إدخال المعدات الزراعية من القرى المجاورة لغرض تلقيح المساحات الزراعية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد فرضت “إسرائيل” القيود على إدخال المؤن الإستهلاكية الأساسية إلى القرية، مثل اللحم والطحين. في الكثير من الحالات يطلب رجال الشرطة في الحواجز من السكان تفريغ أكياس الطحين التي يصل وزنها إلى 50 كغم ونقل المحتويات إلى أكياس أصغر، وهذا لغرض التفتيش. إن هذا الإجراء يعطل كثيرا المرور عبر الحاجز ويؤدي إلى فقدان كمية ملحوظة من الطحين. وفي حالات أخرى يُقيّد عناصر حرس الحدود المتواجدين في الحاجز كمية اللحم التي يحق لكل مواطن إدخالها إلى القرية. إن هذا المنع غير مقنن في أمر أو منع رسمي.

علاوة على ذلك، نظرا لأن عددا محدودا من السكان يُسمح لهم بالمرور إلى القرية بواسطة السيارة، فإن معظم سكان القرية يُضطرون إلى نقل الأغراض التي اشتروها من الحاجز إلى القرية سيرا على الأقدام لمسافة حوالي كيلومتر ونصف. ويصير الأمر أكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بأحمال ثقيلة، مثل أكياس الطحين والعلف أو اسطوانات الغاز للاستهلاك البيتي.

كما شدد التقرير على أن القيود المفروضة على حرية الحركة تؤثر أيضا على قدرتهم على الاستفادة من الخدمات الطبية الأساسية، حيث لا تتوفر هذه الخدمات في القرية، ولغاية إقامة الجدار كانت تزور القرية كل أسبوع عيادة متنقلة مع أطباء مختصين من قبل الأونروا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تقدم الخدمات الطبية للسكان. منذ العام 2006، يمنع عناصر حرس الحدود المتواجدين في الحاجز مرور العيادة المتنقلة.

حاليا يُضطر المرضى من سكان القرية للوصول بقواهم الذاتية إلى الحاجز الذي يبعد حوالي كيلومتر ونصف عن بيوتهم والانتقال من هناك بواسطة سيارة أجرة إلى عيادة في قرية مجاورة، أو إلى المستشفى في بيت لحم.

شارك هذا الخبر!