بيت لحم /PNN/ تعتبر مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل المستشفى الاقدر والاكثر تطورا والاعلى في نسب نجاح عمليات زراعة القوقعات للاطفال في فلسطين من ذوي الاعاقات السمعية حيث شكلت عمليات زراعة القوقعة ابرز انجازات الطواقم الطبية.
ساهم مشروع زراعة القوقعات والذي وقعت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل اتفاقا مع مؤسسة التعاون بالتخفيف من معاناة نحو ١٥٠ عائلة فلسطينية يعاني اطفالها من مشاكل السمع والنطق حيث انجزت الجمعية غالبية العمليات المطلوبة لزراعة القوقعات حتى اللحظة الى جانب عمليات تأهيل السمع والنطق لمن اجريت لهم العمليات من الاطفال.
شحادة : الجمعية العربية سعت لتطوير العلاج الطبي ولتعزيز التاهيل في مجالات عديدة
يقول ادمون شحادة مدير عام جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ان الجمعية العربية والمستشفى التابع لها استطاعت التمييز في مجالات عديدة بالخدمات الطبية واهمها زراعة القوقعة وعمليات التاهيل مما جعلها وجهة لمؤسسة التعاون و وزراة الصحة ومؤسسات محلية ودولية عديدة تعمل على مساعدة الاطفال من اجل اجراء عمليات زراعة قوقعة لهم.
وقال شحادة ان الجمعية ادركت حاجة المجتمع منذ سنوات طويلة لمعالجة الاطفال من ذوي الاعاقات السمعية ولذلك بادرت منذ سنوات طويلة على تطوير اداءها في هذا المجال حيث سعت لتطوير المعدات والكوادر الطبية واطلقت برامج متخصصة للتاهيل في هذا المجال مما ساهم باعادة السمع والنطق للمئات من الاطفال وها نحن نعايش اليوم اعادة السمع والنطق للاطفال من خلال الاتفاقية مثمنا ثقة وزارة الصحة ومؤسسة التعاون وكل الجهات المحلية والدولية التي تضع ثقتها في الجمعية في هذا المجال وغيره.
وبحسب شحادة فقد سجلت الجمعية العربية تطورا كبيرا في تقنيات زراعة القوقعات حيث تعتمد الجمعية افضل الشركات المصنعة للقوقعات و التي تضع افضل ما لديها من جهود في التصنيع الى جانب اعتماد افضل الجراحين والمختصين الذين يعتمدون اساليب جراحية مطورة تسهل على المرضى حيث تتلقى الطواقم الطبية التدريبات اللازمة .
واكد شحادة ان مستشفى جمعية بيت لحم لها فلسفة وبروتوكولات متميزة في العلاج والتاهيل مما جعلها المستشفى التاهيلي الاول في فلسطين لا بمجال القوقعات وزراعتها وتاهيل المرضى فقط؛ بل بمجالات تاهيل اخرى مشددا على ان الجمعية ستواصل تميزها.
الدكتور محمد عادل : نتميز بطواقم ومعدات متطورة ونتابع كل جديد بعالم القوقعات
يقول الدكتور محمد عادل مدير دائرة الانف والاذن والحنجرة في مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ان الجمعية استطاعت اجراء كافة العمليات المطلوبة من خلال هذه الاتفاقية مع مؤسسة التعاون مشيرا الى ان الجمعية لديها خبرات طويلة في مجال زراعة القوقعات ولذلك تم اختيارها لتنفيذ هذه الاتفاقية.
واشار الدكتور محمد عادل اخصائي الانف والاذن والحنجرة والمتخصص في زراعة القوقعات ان مستشفى الجمعية يتميز بوجود اطباء متخصصون في هذا المجال الى جانب اخصائي تأهيل سمع ونطق يتابعون الحالات التي يزرع لها قوقعات قبل وبعد العمليات.
كما اشار الدكتور محمد عادل الى ان الجمعية تعتبر مركز لزراعة القوقعة على المستوى الفلسطيني كونها تمتلك غرف عمليات مزودة باحدث التقنيات والاجهزة الى جانب تجهيزات الاقسام الطبية المساندة مثل النطق و السمعيات حيث تضم الجمعية مجموعة من الاخصائين النفسيين ذوو الخبرات والقدرات العالية ليشكلوا مع القسم الطبي وتجهيزاته عملية متكاملة جعلت من الجمعية مركزا وطنيا اول لزراعة هذه القوقعات.
وحول نسب نجاح العمليات التي تم اجراءها للاطفال سواء من خلال الاتفاقية مع وزارة الصحة ومؤسسة التعاون او خارجها قال الدكتور محمد عادل انها نسب مرتفعة جدا و تكاد تكون ١٠٠٪ من حيث زراعة القوقعات او من حيث التأهيل.
ويشير د. عادل ان عملية الزراعة للقوقعات تتم من خلال اجراءات عملية قبل وخلال وبعد الزراعة حيث يجري طاقم متخصص عملية التقييم قبل زراعةالقوقعة حيث يتم فحص مدى الاستفادة من السمعات المركبة للاطفال و اذا لم يكن منها استفادة يتم اقرار عملية الزراعة كما يجري فحص قدرة الاهل واستعدادهم للتجاوب من اجل ضمان نجاح التاهيل والاستفادة منه بعد العملية.
وكشف الدكتور محمد عادل النقاب ان استطاعة الجمعية العربية اجراء عمليات زراعة بما يتناسب مع بعض التشوهات الخلقية في بنية القوقعة من حيث الشكل والاتجاهات حيث تم تسجيل هذا النجاح لاحد الاطفال الذي اصبح قادرا على التحدث وهي عملية نوعية في هذا المجال الامر و الذي يسجل لنجاحات المستشفى
كما كشف الدكتور محمد عادل ان سر نجاح الجمعية في هذا المجال هو القيام بعمليات متابعة لاحدث مستجدات الطب والتقنيات المستخدمة في هذا المجال عبر المشاركة الدائمة في احدث المؤتمرات العلمية والطبية و متابعة اي جديد مشيرا الى مشاركة الجمعية برحلات ومؤتمرات الى النمسا وبلجيكا الى جانب دورات عبر الانترنت تنظمها منظمات طبية دولية مشيرا الى ان هناك تعاون متميز مع عدد من المشافي في العالم وفلسطين مثل مؤسسة يوحنا بولس الثاني و التي تم من خلالها ايضا دعم اجراء عمليات زراعة القواقع وفتح افاق التعاون مع مشافي ايطالية.
خير: عملية اختيار الاطفال وفق اسس علمية تؤدي لنجاح زراعة القوقعة
من ناحيته يقول جورج خير اخصائي سمعيات في مستشفى جمعية بيت لحم العربية ان الجمعية استطاعت انجاز غالبية العمليات المطلوبة منها ضمن المشروع و الذي تم الانطلاق به منذ سنتين موضحا ان عملية الاختيار يتم اعتمادا على الامور الطبية من خلال التحويلة و التي تعتمد على ان تكون نسبة السمع من السماعة العادية صفر
واوضح ان نسب نجاح عملية زراعة القوقعة تعتمد على التاهيل النطقي و ايضا على عدة عوامل اهمها صغر العمر مشيرا الى ان الجمعية تعتمد طاقم من الاطباء والاخصائيين بحيث يجري تقييما موحدا للخروج براي واحد عن الحالة ومدى نجاعتها وكيفية التعامل معها.
وقال ان الجمعية استطاعت ان تجري اربع عمليات زراعة للقوقعة في كل اسبوع خلال الفترة الماضية مشيرا الى ان المشروع مع مؤسسة التعاون ساهم بخفض عدد المحتاجين لاجراء عملية زراعة القوقعة حيث كان هناك الكثير من المرضى الاطفال عالقين من لم يكونوا قادرين على اجراء العمليات.
وعن تفاصيل التأهيل للسمع يقول الاخصائي جورج خير انه و بعد ٤٠ يوم من عملية زراعة القوقعة يتم تركيب الجهاز الخارجي حيث يتم رفع الصوت بشكل تدريجي من صوت منخفض الى اعلى بدرجات في كل جلسة تاهيل ثم الرفع على عدة جلسات لحد الوصول برمجة سماع كل الاصوات بمستوى عالي يتناسب مع المحيط بحيث يتم تدريب الطفل على السمع في الجلسات وعلى مدار اليوم من خلال تدريب الاهل وتعريفهم بكيفية التعامل مع الاجهزة من جهة وكيفية التواصل مع الطفل الذي تمت زراعة القوقعة له ؛مشددا على ان عملية المتابعة من الاهل لها دور كبير في السمع والنطق.
واشار الى ان الطفل او المريض الذي يجري زراعة قوقعة يتم تاهيله سمعيا ثم يحول لعملية التأهيل النطقي التي قد تصل مدتها لعدة سنوات.
الاعرج: عمليات التأهيل للنطق تمر بمراحل
بدورها تقول رزان الاعرج اخصائية نطق وسمع و رئيس قسم النطق والسمع في مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتاهيل ان هناك اجراءات لاستقبال الاطفال الذين يجري زراعة القوقعات لهم ، حيث يتم فور وصول الاطفال فتح ملف للطفل المريض ثم يتم اجراء تقيم الطفل من حيث النطق واللغة ومهارات التواصل ويتم الاطلاع على ما هي الطريقة المعتمدة لتواصله بالمحيط وكيف يتواصل اهله معه هل تتم من خلال قراءة الشفاه و هل يستخدم سماعة خارجية ام لا لان هذا يساعد طاقم التاهيل على توقع النتائج المستقبلية للتاهيل ومدى امكانية الاستفادة للطفل حتى قبل العملية نفسها
واشارت الاعرج ان هناك عوامل تساهم بنجاح عمليات زراعة القوقعات مثل عمر الطفل المبكر (من سنة لثلاث سنوات ) قبل الزراعة الى جانب ادراك و فهم الاهل وطريقة لما هم مقدمون عليه وكيفية تواصلهم مع طفلهم و هل تلقى جلسات مسبقة لمساعدته على السمع مشيرة ان هذه العملية تعطيهم كاخصائي تاهيل سمع ونطق صورة عن الطفل و اهل الطفل لان المسالة ليست تركيب قوقعة بل كيفية التعامل معها بعد الزراعة.
واضافت الاعرج ان اخصائي النطق واللغة يتدخل ما بعد التركيب لجهاز القوقعة الخارجي بتوصية من اخصائي السمعيات و عند الوصول للبرمجة تبدا عملية التاهيل للنطق حيث انه و بعد استلام المريض يتم اجراء تقييم ثاني ما بعد الزراعة بوجود الاهل والطفل بعد استخدام الجهاز حيث يتم تدريب الطفل على مهارات سمعية ولغوية وتعبيرية ويتم قياس المستوى السمعي واللغوي للطفل عند بداية التاهيل بغرض تحديد الاهداف العلاجية بناء على ما يحتاجه واتقانه لبعض المهارات
كما وتضيف الاخصائية الاعرج انه و بعد تحديد المستوى اللغوي يتم مشاركة الاهل بالاهداف العلاجية وتحديد البرنامج العلاجي لان للاهل دور كبير حيث يعتمد النجاح بشكل اسرع على مدى التزام الاهل بارشادات الاخصائيين.
وعن مراحل التاهيل الاول تقول الاعرج انه يتم تحديد مدى المقدرة على استماع الاصوات ثم الاستجابة لهذه الاصوات من عدمه ثم يتم الانتقال الى مرحلة تمييز الصوت وربطه بالمعنى يليها التعرف على المسميات باستخدام اللغة المحكية ثم ننتقل من مستوى تشكيل الكلمات الى تشكيل الجمل القصيرة ثم الى الجمل الاطول و التي يجب ان تتناسب مع مرحلته العمرية.
وتوضح الأخصائية انه يجري بعد ذلك التركيز على المهارات السمعية من حيث فهم الكلام بالاعتماد على السمع فقط من خلال جهاز القوقعة وهذا يعني نجاح العملية سواء الزراعة آو التاهيل و كلما كان الفهم اكثر للكلام بالنسبة للطفل معقد لغويا وقدرته على الفهم فهذا يعني وصوله لنسب نجاح اعلى.
وفيما يتعلق بالمرحلة الاخيرة تقول الاعرج انه بعد كل ما سبق يتم الانتقال للهدف الاكبر و هو انتاج الكلام واخراج الأصوات بالطرق الصحيحة من الطفل للاناس من حوله و وصول الطفل لمرحلة القدرة على التعبير والفهم والاستقلال في التواصل مما يعني انهم حققوا المهمة بنجاح.