بقلم: سري القدوة
إحياء الذكرى الـ 66 لمجزرة كفر قاسم والتذكير بها والتي لا يمكن ان ينساها ابناء الشعب الفلسطيني يأتي من اجل افشال مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون فمن يحيي اليوم تلك المذبحة ليس الكبار بل أحفاد الأحفاد وهذا الامر يعد بحد ذاته رسالة صمود وإصرار وإرادة قوية من ابناء الشعب الفلسطيني إلى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فلا يمكن للشعب الفلسطيني ان يتنازل عن حقوقه ودماء شهدائه التي تنير الطريق للأجيال ولتبقى المجازر حاضرة وتكون بمثابة النبراس الذي يسترشد منه الاجيال القادمة جيلا بعد جيل.
وما تزال مجزرة كفر قاسم شاهدة على طبيعة الفكر الصهيوني العنصري المتطرف وفصلا مأساويا في التاريخ الفلسطيني تفضح إرهاب دولة الاحتلال وهمجيتها وهي تعيد للأذهان الوحشية الإسرائيلية التي ارتكبت فيها تلك المجزرة من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأوصال في واحدة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني.
في ذكرى مجزرة كفر قاسم التي اقترفتها التنظيمات الامنية وبتوجيه وتخطيط من أعلى القيادات الاسرائيلية نقف اجلالا وإكبارا للشهداء الابطال الذين ذهبوا ضحايا ابشع مجزرة عرفها التاريخ المعاصر والتي ذهب ضحيتها 49 مواطنا من ابناء الشعب الفلسطيني الابطال الصامدين على ارضهم وهذه المجزرة كما غيرها من المجازر والجرائم يجب أن لا تمر دون عقاب وتعبر عن نهج مستمر تقوم من خلاله دولة الاحتلال بتنفيذ مخططاتها القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري وسرقة فلسطين التاريخية.
تستمر تلك المجازر بنفس الوحشية والعقلية الارهابية الاسرائيلية وممارسة العدوان الهمجي وهي تعبير عن الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال وعدوانه على الارض الفلسطينية وسرقته وتزويره للتاريخ وفي ذكرى مجزرة كفر قاسم تبقى المعاناة مستمرة وتتطلب مزيدا من الاهتمام بأوضاع الشعب الفلسطيني الحياتية والإنسانية والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا لقرار 194 وتوفير الدعم المناسب لهم من قبل المجتمع الدولي.
وتتكرر تلك المجازر بنفس شخوص وأدوات كفر قاسم للنيل من صمود الفلسطيني واقتلاعه من وطنيته ووطنه لتمرير مخططات سرقة القضية وتلك المجزرة كانت جرحا فلسطينيا نازفا في الذاكرة الفلسطينية وستبقي شاهدة على العصر وتبقى دليلا على إرهاب دولة الاحتلال المنظم وهمجيته والتي ما زال يرتكبها في مخالفة لكل القوانين الدولية في ظل استمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتنفيذ سياسة الاعدامات الميدانية في كل من نابلس والخليل وجنين وباقي محافظات الضفة الغربية.
لا يمكن للمجتمع الدولي والعالم اجميع استمرار التستر على الاحتلال الذي يرتكب المزيد من المجازر اليومية وآن الأوان لحماية الشعب الفلسطيني من قبل المجتمع الدولي ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال القوة القائمة على ممارستها القمع والتنكيل من خلال سيطرتها العسكرية المسلحة على الاراضي الفلسطينية ووضع حد لتلك الجرائم المتعاقبة والمتصاعدة التي تمارس في خرق فاضح ضد الإنسانية وحقوق الإنسان.
مجزرة كفر قاسم ليس مجرد اسم ولكن شاهدة على تاريخ الاجرام الاسود للعصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين ومارست الدمار الشامل من خلال تلك المجازر التي ارتكبت بدم بارد وما لحق بالشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد وطرد وبرغم كل هذا الدمار وجرائم الاحتلال سيبقي الشعب الفلسطيني صامدا وثابتا على أرضه والتاريخ لن ولم يرحم القتلة وسيأتي اليوم ليتم تقديمهم الى العدالة وسينتصر مهما طال الزمن.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية