نابلس/PNN/ عقدت جامعة القدس المفتوحة ودائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، بالشراكة مع جامعتي "مونتانا" و"ماين" الأمريكيتين، والرابطة الأمريكية للأنثروبولوجيا ، يوم امس، فعاليات المؤتمر العلمي "فلسطين.. المكان والزمان والقضية"، تعزيزاً لأصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، وذلك في مسرح "القدس المفتوحة" في نابلس، تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين الدكتور محمود عباس.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي: "يأتي هذا المؤتمر في إطار سياستنا الرامية للحفاظ على الحقوق الفلسطينية والدفاع عنها، وفي مقدمتها قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم".
وأضاف: "عملنا مع القدس المفتوحة بصفتها جامعة عريقة لكل الفلسطينيين، فهي صرح ومنارة علمية لأبناء شعبنا الصامد"، مؤكداً أن المؤتمر هدف لاستعراض تجربة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته وثقافته من الاستبدال، وإتاحة المجال للأكاديميين لعرض أعمالهم، واستكشاف تجربة الشعب الفلسطيني في الماضي والحاضر والمستقبل".
وشدد أبو هولي على "أهمية إيجاد صياغة استراتيجية شاملة للوقوف في وجه الحركة الصهيونية ومشروعها الاستعماري وسياستها العنصرية إزاء الشعب الفلسطيني"، وتابع: "يأتي هذا المؤتمر لينقل صوراً من كفاح الشعب الفلسطيني لتثبيت هويته وثقافته وروايته، ولرفع صوت أكاديمييه ومثقفيه في الأوساط الأكاديمية".
وفي كلمته، أكد محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، "الوقوف خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسِها سيادةُ الرئيسِ محمود عباس في معركتِهِ ودفاعِهِ عن حقوقِ شعبِنا الفلسطينيِّ"، وتابع: "نثمن الجهدَ الكبيرَ الذي يَبْذُلُهُ في نقلِ معاناةِ شعْبِنا أمامَ العالمِ بشتى الطرقِ"، وقال: "ستبقى القدسُ العاصمةَ الأبديةَ لدولتِنا الفلسطينيةِ، بإرثِها وتراثِها الدينيِّ والثقافيِّ والحضاريِّ والإنسانيِّ والسياسيِّ، وهي مفتاحُ صمودِ شعبِنا ونضالِهِ وعِزتِهِ". مؤكداً أن "القدس المفتوحة جامعة ماضية تمدّ جسور العلم والأمل، وكسر حدود المكان والزمان لأبناء شعبنا".
وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة، أهمية هذه المؤتمرات التي "تقدم تجربة شعبنا في الحفاظ على بقائه وثقافته وهُويته، التي يسعى الاحتلال لإفنائها وإنهائها بعملياته العسكرية والاستيطان، ليصبح الفلسطينيون أقلية في أرضهم".
وأكد أن "جامعة القدس المفتوحة تعقد المؤتمر في إطار دورها الوطني في رفض أشكال الاستعمار وأنظمة الفصل العنصري، وبناء شبكة أمان، وإلقاء الضوء على المعاناة الفلسطينية ضمن رؤية سردية فلسطينية، وتقديمها للعالم لكشف زيف الرواية الإسرائيلية".
ثم قدم شكره لكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر، مؤكداً أن "مخرجاته العلمية وتوصياته ستترجم إلى برامج تقدم للعالم لحماية الهوية الفلسطينية والتصدي لإجراءات الاحتلال الرامية لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه".
وفي كلمة رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي، التي ألقاها نيابة عنه نائبه للشؤون الأكاديمية أ. د. حسني عوض، قال إن "القدس المفتوحة ودائرة شؤون اللاجئين دأبتا على عقد مؤتمرات مشتركة؛ لتبقى القضية حيَّة في الأذهان"
وأضاف أ. د. عوض أن "محاور هذا المؤتمر تتركز في تجربة الشعب الفلسطيني بالحفاظ على هويته وثقافته وديمومته"، مؤكداً أن "المكان ليس فضاء وحسب، بل شاهد بكل ما فيه من حضارة وثقافة بُنيت وتشكلت عبر العصور، وأن الحقائق لا تطمس بالتزوير والتأويل والتحريف".
وتابع أ. د. عوض: "المذابح والمجازر التي ارتكبتها آلة الاحتلال ضد أبناء شعبنا ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا".
من جانبه، قال بروفيسور نيوكسيت جريمورننج، رئيس قسم الأنثروبولوجيا والدراسات الأمريكية الأصلية في جامعة مونتانا: "أشكر أ. وسام سمارة لإعطائي شرف التحدث إليكم في هذا اليوم الأخير من مؤتمر تعزيز أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، هنا في فلسطين".
وتابع: "سأعرّفكم بي؛ أنا "أراباهو" (قبيلة من الهنود الحمر في أمريكا الشمالية) واسمي نيوكسيت جريمورننج، أستاذ في جامعة مونتانا حيث أعيش في "ميسولا". في عام 2018، عندما فكرت بتنظيم هذا المؤتمر، فكرت فقط بالهنود الذين يعيشون هنا في جزيرة السلاحف (أمريكا الشمالية)، ثم أصبح المؤتمر "رفع أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية"، فأدركت أنه من المهم توسيع المؤتمر، ليشمل السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، وبذلك تغير اسمه إلى رفع أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمع".
إلى ذلك، قال أ. وسام سمارة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن "هذا المؤتمر يلقي الضوء على تجربة الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال التطهيرية منذ سنة 1948م". وتابع: "ولم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن سياستها التدميرية التي أدت إلى تشريد أكثر من مليون فلسطيني بعد ما يربو على (70) مجزرة، دمر خلالها أكثر من (530) قرية فلسطينية بإرثها الحضاري والإنساني والتاريخي. ولم تتوقف كذلك عن تزوير الحقائق التاريخية وتغيير المعالم الحضارية".
الجلسات العلمية:
عقدت الجلسة الأولى بعنوان: "فلسطين الوطن والهوية"، وترأسها أ. أنور حمام وكيل دائرة شؤون اللاجئين، تحدث فيها د. أحمد حسن أبو جعفر عن التهجير القسري - نكبة عام 1948م، ثم قدم د. حاتم شبانة ورقة حول "التّراث الثّقافي المادّي الفلسطينيّ- التهويد والأسرلة"، وقدم د. عبد الرحيم غانم ورقة حول "القرى الفلسطينية المدمرة والمهجرة ومناطق اللجوء واتجاهات الشتات القسري لمدن وقرى الساحل الفلسطيني"، وقدم أ. د. عبد الرؤوف خريو ود. غانم مزعل ورقة حول "حضور المكان الفلسطيني في الأدب العبري المكان فلسطيني.. الشاهد يهودي"، وقدم د. عزيز العصا قراءة من منظور مختلف حول المذابح والمجازر بحق الفلسطينيين إبّان النكبة (1947-1949)، وقدمت أ. فتحية ياسين "التحليل السيميولوجي لصور التهجير القسري عام 1948م".
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان "استشراف مستقبل قضية اللاجئين"، كان قد أدارها وتحدث فيها أ. جهاد رمضان، إضافة إلى كل من د. أحمد أبو هولي، ود. عبد الكريم نجم، وأ. فيصل سلامة.
وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان: "اللاجئين.. الواقع والتحديات"، وأدارها أ. يوسف حرب وكيل وزارة الداخلية، قدم فيها د. رويدة أحمد ورقة حول "واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، وتناول أ. سعيد ذوقان ورقة "معاناة اللاجئ الفلسطيني.. التوأمة نموذجاً"، وقدمت د. مارتن مارتنيلي ورقة بعنوان: "فلسطين في سياق التهجير الجيوسياسي.. بعد عقد من الثورات العربية"، وقدمت د. زينة الجلاد ورقة "ضم الهوية: الضم الإسرائيلي النفسي وغير الاستيطاني لسامريي الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وقدم د. محمد الحروب ورقة "الدور الاجتماعي للقرى والبلدات المجاورة للمناطق المنكوبة في العام 1948م في محافظة الخليل".
وفي الجلسة الختامية والتوصيات التي ترأسها أ. ياسر أبو كشك، تحدثت أ. نسرين ذوقان عن "التحديات التي تواجه المرأة اللاجئة.. ماذا يعني أن تكوني لاجئة"، وقدم أ. د. عبد الرحمن المغربي ورقة حول "نحو المستقبل.. شهادات من عالم المعاناة بين الألم والأمل". وكان شارك في جلسات الموتمر أمين عام اتحاد المؤرخين العرب أ. د. محمد جاسم مشهداني من العراق
وعلى هامش المؤتمر، أقام مجلس الطلبة والشبيبة الطلابية معرضاً بعنوان "فلسطين التاريخية".
التوصيات:
قرأها كل من أ. ياسر أبو كشك، وأ. د. عبد الرحمن المغربي. وجاءت على النحو الآتي:
• تشكيل رابطة الشعوب الأصلية التي تعنى بثقافة وتراث هذه الشعوب بين الجامعات المشاركة في هذا المؤتمر.
• بناء قرية فلسطينية تجسد التراث والهوية والنكبة والبطولة، لتكون وجهة للطلبة والأجيال المتعاقبة تجسيداً لثقافة حق العودة، ومعلماً سياحياً تراثياً ثقافياً أمام شعوب العالم.
• تشكيل لجان قانونية توثق جرائم الاحتلال، لرفعها في المحاكم الدولية.
• بناء أكبر ائتلاف عالمي لكل من يتبنى ويدافع عن قضايا اللاجئين وحقوقهم.
• إنشاء مركز أبحاث متخصص بقضايا الهجرة واللجوء، وتمويل مشاريع بحثية ودراسية وأفلام وثائقية.
• عقد المؤتمرات العلمية المتعلقة بقضايا اللجوء والهجرة.
• إنشاء مكتبة إلكترونية تضم الأبحاث والدراسات ذات العلاقة بحقوق اللاجئين.