بقلم: سري القدوة
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني في مختلف مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، في حرب مفتوحة تتصاعد وتيرتها بشكل يومي من قتل متعمد بدم بارد، وإعدامات ميدانية، واعتقال، وهدم للمنازل والمنشآت، وترويع المواطنين العزل، والتي كان آخرها ارتكاب المزيد من عمليات القتل والملاحقة والمداهمة للمنازل في جنين وباقي محافظات الضفة الغربية في ابشع صورة للاحتلال الغاشم ليرفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 216 شهيداً.
لقد كان العام الجاري الأكثر دموية بحسب تقارير المنظمات الدولية المعنية حيث تركت سياسات الاحتلال اثارها على مختلف نواحي الحياة الفلسطينية والتي ادت الى تفاقم ادوات ومعطيات الصراع لتفرض واقعا من الصعب تجاهله نتيجة تراكمات السياسة الاستيطانية الاستعمارية في فلسطين حيث تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتحاول اشعال المنطقة وفرض اجندتها كحل دائم على الشعب الفلسطيني من خلال مواصلة جرائمها والتصعيد في ارتكاب المزيد من عمليات القتل والملاحقة والعدوان في مختلف مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
لقد اثبت تحالف العصرية والقتل والإبادة الاسرائيلي وحكومة الاحتلال وأركانها بقيادة نتنياهو بأنهم يسعون الى اعادة تمرير مخططات صفقة القرن الامريكية الترامبية السابقة وأنهم يعدون ويمهدون الطريق من خلال استمرار عدوانهم للوصول الى هذه المخطط وهم من يتحملون مسؤولية التصعيد الخطير المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني حيث بات واضحا انهم يدفعون بالمنطقة نحو مزيد من التوتر وتفجر الأوضاع وأن حكومة الاحتلال تواصل ضرب قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بعرض الحائط من خلال استمرارها بمسلسل القتل اليومي الذي يتعرض له شعبنا والتوسع الاستيطاني الذي يعتبر بجميع أشكاله غير قانوني ولا شرعية له على الأرض الفلسطينية.
جرائم الاحتلال والتي تتجاهل القوانين الدولية كون ان الاحتلال بكل مؤسساته يتجاهل بشكل واضح ويرفض جميع الالتزامات والتعهدات الدولية وأن هذه السياسة التصعيدية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد بل ستدفع بالأمور نحو الانفجار الذي لا يمكن لأحد تحمل نتائجه الخطيرة.
بات مطلوبا من قبل الإدارة الاميركية برئاسة جو بايدن التوقف عن صمتها تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية وتحويل اقوالها الى أفعال لأن غير ذلك يعني استمرار هذه الجرائم وممارسة الدمار الشامل بالمنطقة.
ويجب على القيادة الفلسطينية العمل على وحدة الموقف الفلسطيني بكل تفاصيله ورفض وإفشال كل اشكال صفقة القرن التي جعلت حكومة الاحتلال وبدعم اميركي تستهدف من خلال حربها اليومية مقومات الحياة الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية والقدس بمقدساتها وأهمية الحفاظ على وحدوية القرار الوطني المستقل واتخاذ ما يلزم لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وأن يبقى الشعب الفلسطيني صامدا ثابتا فوق أرضه مهما كانت التحديات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق ارضنا ومقدساتنا.
يجب ان يتحمل المجتمع الدولي بكافة هيئاته مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية وكذلك السياسية والقانونية في نطاق اختصاصاته ومسؤولياته المباشرة العمل الفوري والضغط بكل الأدوات والآليات القانونية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وملاحقة ومساءلة الاحتلال عن عدوانه وجرائمه والكف عن ازدواجية المعايير باتخاذ التدابير الفعلية ومساءلة سلطات الاحتلال عنها طبقاً لمبادئ القانون الدولي وأحكامه مع مضاعفة الجهود والضغوط الدولية بالسبل اللازمة لتوفير نظام حماية دولية فعال للشعب الفلسطيني لبلورة مسار سياسي ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين ويضمن قيام الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الدولية.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية