بيت لحم/PNN- أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة خاصة بيوم الشجرة، الذي يصادف في 15 كانون الثاني كل عام.
واستهل المركز بإطلاق عدة دعوات ونداءات وإجراءات للمساهمة في الحفاظ على التنوع الحيوي وحمايته، وبخاصة في ظل شبح الجفاف والتصحر، وتداعيات التغير المناخي والاحتباس الحراري.
نداءات ودعوات
ودعت النشرة سلطتي جودة البيئة والمياه وزاراتي الزراعة، والحكم المحلي، إلى اتخاذ إجراءات لحماية التنوع الحيوي، ومنع الاعتداء على عناصره، وضبط القطع والرعي والقطف الجائر للأشجار والشجيرات والنباتات، وتكثير الأصناف الأصيلة، والكف عن نشر الأنواع الدخيلة وتوزيعها، ومنع الاستخدام المفرط لمبيدات الأعشاب لتداعياته البيئية والصحية.
كما حث المركز جهات الاختصاص إلى وضع خطط عملية لتنفيذ حملات ري تكميلي للأشجار، من خلال الحصاد المائي، وسائل ري موفرة للمياه تساهم في تقليل التبخر؛ حرصًا على عدم جفاف الأشجار خلال الصيف.
وأعادت النشرة التذكير بمبادرات المركز في تكثير الغطاء النباتي لفلسطين عبر مبادرات: "شجرة لكل طالب"، التي أطلقها المدير التنفيذي سيمون وتبناها مجلس الوزراء 2006، وطورت لاحقًا إلى"شجرة لكل معلم وطالب"، و"شجرة للحياة" للمطران سني إبراهيم عازر بغرس أشجار بعدد ضحايا كورونا في فلسطين والعالم.
رئة الأرض
وقالت إن الأشجار هي رئة الأرض، إذ تبقي على الهواء النقي بامتصاصها لثاني أكسيد الكربون وإنتاجها للأوكسجين. فيما يأتي حوالي نصف الأكسجين الموجود في الهواء من العوالق النباتية، لكن الأشجار مصدر رئيس أيضًا. كما أن الشجرة المورقة الناضجة تنتج ما يكفي من الأكسجين 2 - 10 أشخاص سنويًا.
وبينت أنه في السنة الواحدة يستطيع دونم واحد من الأشجار امتصاص كمية من ثاني أكسيد الكربون تساوي ما تنتجه سيارة اجتازت نحو 3500 كيلو متر. كما توفر تكاليف التبريد والتدفئة بما يعادل 2,1 مليار دولار سنويًا. فيما لا تصل الشجرة لطاقتها القصوى من حفظ الكربون قبل 10 سنوات من عمرها.
وأوضحت النشرة الوظائف التقليدية للأشجار، كعزل الضجيج عبر عملها كحاجز صوتي، وتثبيت التربة ومنع تآكلها وحفظها من الانجراف، وتحسين جودة المياه بإبطاء وترشيح مياه الأمطار، وحماية الطبقات الصخرية المائية وتجمعات المياه، وتوفير الحماية من الهطول القوي والمباشر لمياه الأمطار والأمطار المتجمدة وموجات البرد، وتقليل حدوث العواصف والفيضانات، وتوفر الغذاء والملجأ للحياة البرية، والتحكم في درجات التوهج والانعكاس الناتج عن حرارة الشمس. كما أن موت شجرة عمرها 70 عاماً يعني صعود نحو 3 أطنان من الكربون إلى الغلاف الجوي، كانت الشجرة تساهم في امتصاصها سنويًا قبل ذلك.
60 ألف نوع في العالم
وأوردت حقائق عديدة حول الأشجار، إذ يوجد على الأرض 60,065 نوعًا من الأشجار المعروفة حاليًا بالعالم، وفق نتائج بحث منشور عام 2017 في مجلة (الغابات المُستدامة)، ما يقرب من 58% من جميع أنواعها متوطنة في بلد واحد، ما يعني أن كل نوع يحدث بشكل طبيعي فقط داخل حدود دولة واحدة. بينما تمتلك البرازيل وكولومبيا وإندونيسيا أعلى إجماليات لأنواع الأشجار المستوطنة، وتعكس البلدان التي يوجد بها أكثر أنواع الأشجار توطنًا في البلاد اتجاهات تنوع نباتي أوسع مثل (البرازيل، وأستراليا، والصين) أو الجزر التي أدى فيها العزلة إلى التكاثر كحال (مدغشقر، وغينيا الجديدة، وإندونيسيا).
ووفق البيانات المنشورة، يبلغ عمر الأرض 4.5 مليار سنة، وربما استعمرت النباتات الأرض منذ 470 مليون سنة، وعلى الأرجح طحالب وحشائش دون جذور عميقة، وتبعت النباتات الوعائية ما يقرب من 420 مليون سنة، ولكن حتى لعشرات الملايين من السنين بعد ذلك، لم تنمو أي نباتات أكثر من متر.
وبحسب المعطيات، فمنذ حوالي 420 مليون إلى 370 مليون سنة مضت، نما جنس غامض من المخلوقات وهي جذوع كبيرة يصل عرضها إلى (متر واحد) وارتفاعها (8 أمتار) وناقش العلماء منذ فترة طويلة ما إذا كانت هذه الأشجار القديمة غريبة، لكن دراسة عام 2007 خلصت إلى أنها كانت فطريات وليست نباتات، وكانت النباتات في ذلك الوقت بطول بضعة أقدام صغيرة، ولم تكن هناك فقاريات أرضية.
وأكدت النشرة أن أول أقدم شجرة معروفة هي (واتيزا)، وتم تحديدها من أحافير عمرها 385 مليون عام وجدت مكان نيويورك الحالي، وجزء من عائلة نبات ما قبل التاريخ يُعتقد أنها أسلاف السرخس، يبلغ ارتفاعها (8 أمتار) وشكلت أول غابات معروفة.
مقاومة ذاتية
وذكرت أن بعض الأشجار تنبعث منها مواد كيميائية تجذب أعداء أعدائها، كما أظهرت الأبحاث أن مجموعة كبيرة من الأشجار والنباتات الأخرى تصبح أكثر مقاومة للحشرات، مثلما وجدت دراسة عام 2013، فإن أشجار التفاح التي تتعرض لهجوم من اليرقات تطلق مواد كيميائية تجذب الطيور التي تأكل اليرقات. كما يمكن للأشجار في الغابة تبادل العناصر الغذائية من خلال شبكة تحت الأرض أنشأتها فطريات التربة.
وبيّنت النشرة أنه يمكن أن تؤدي إضافة شجرة واحدة إلى المراعي المفتوحة إلى زيادة التنوع الحيوي للطيور من نوع صفر تقريبًا إلى ما يصل إلى 80 نوعًا، إذ طور باحثون طريقة لتقدير التنوع الحيوي بناءً على غطاء الأشجار وسجلوا 67737 ملاحظة لـ 908 نوعًا من النباتات والحيوانات على مدى 10 سنوات، ثم رسموا هذه البيانات مقابل صور (غوغل إيرث) لـغطاء الأشجار كما أفادوا في دراسة نشرت عام 2016 شهدت أربعة من مجموعات الأنواع الستة النباتات الثانوية والثدييات غير الطائرة والخفافيش والطيور زيادة كبيرة في التنوع الحيوي في المناطق ذات الغطاء الشجري الأكبر.
وأفادت أنه عندما يتعرض البشر للمواد الكيميائية التي تطلقها الأشجار المعروفة باسم مبيدات (الفيتون)، على سبيل المثال، فقد أظهرت الأبحاث نتائج مثل انخفاض ضغط الدم، وتقليل القلق، وزيادة عتبة الألم، وحتى زيادة التعبير عن البروتينات المضادة للسرطان.
ونقلت عن منظمة (الفاو) أنه في عام 2014 كان يسكن المناطق الريفية نحو 75 في المائة من فقراء العالم، وأغلبهم يعتمدون على نطاق محدود من الزراعة والموارد الطبيعية لتأمين احتياجاتهم من الغذاء والأدوية والموارد المالية، وغالبا ما يقطنون أراضي جافة ومناطق جبلية نائية معظمها في آسيا وأفريقيا، وباستطاعة الأشجار المزروعة في الحقول مساعدة الفقراء في الريف الذين يعانون الجوع وسوء التغذية على تحسين خصوبة التربة وتوفير الفواكه والخضروات والبهارات التي تشكل مركبات مهمة لوجبة غذائية لا سيما في الأوقات الي يحصل خلالها نقص في الغذاء.