بقلم: سري القدوة
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل كامل المسؤولية جراء التصعيد الخطير في الاراضي الفلسطينية المحتلة والذي وصلت إليه الأوضاع بسبب جرائمها حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 31 شهيداً خلال الشهر الحالي واستمرارها في ممارساتها الاستيطانية الاستعمارية وضم الأراضي وهدم البيوت والاعتقالات وسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية والاقتحامات للمسجد الأقصى وبات من الواضح ان هذه السياسات هي نتاج لتنصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقعة وانتهاكها لقرارات الشرعية الدولية وفي ضوء ذلك سيؤدي نهج القمع الذي تقوده حكومة الاحتلال المتطرفة الي المزيد من التدهور مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
وفي ظل خطورة الحرب التي تمارسها حكومة التطرف الاسرائيلية وتصاعد برامجها وعدوانها وخطورة الاقتحامات المستمرة التي تستهدف المسجد الاقصى في محاولة لفرض واقع من اجل تقسيمه مستقبلا وإغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف وكل ذلك يندرج في إطار محاولة حكومة نتنياهو المتطرفة لجر المنطقة الى حرب دينية وفرض الوقائع على الارض من خلال سياسة تهويد وتقسيم وتغيير المعالم والاستيلاء والمصادرة وشطب حقوق الشعب الفلسطيني المتمسك بقرير مصيره وثوابته ومقاومته حتى نيل حريته واستقلاله.
يجب على المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية التحرك من اجل العمل على إلزام حكومة الاحتلال بوقف أعمالها أحادية الجانب، الأمر الذي يشكل المدخل العملي لإعادة الاعتبار للمسار السياسي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين على حدود العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، وأهمية العمل على تطبيق قرارات الشرعة الدولية والتحرك للدعوة المؤتمر الدولي للانعقاد بناء على مبادرة السلام العربية ومواصلة التحرك مع المجتمع الدولي والجهات العربية من أجل توفير الدعم والإسناد والحماية الدولية وصولا لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملةً وغير منقوصة.
في ظل التصعيد الإسرائيلي ووصول اليمين الفاشي للحكم اصبح المواطن الفلسطيني والمتابعين لما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة يلمسون حجم تكثيف الانتهاكات والاعتداءات التي تمس المواطنين والأرض الفلسطينية وإمام ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة وسلسلة الازمات التي تعاني منها حكومة نيتياهو المتطرفة واتساع دائرة المظاهرات الاسرائيلية التي تطالب برحيله وترفض قراراته وممارسات حكومته لا بد من تعزيز الصمود الشعبي الفلسطيني وتفعيل المقاومة الشعبية ويجب أن يشارك الجميع والفصائل بفعاليات المقاومة الشعبية التي يجب أن تكون وفق برنامج نضالي واضح يلتئم فيه الجميع، على غرار الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
المقاومة الشعبية متجذرة وراسخة في نضال الشعب الفلسطيني منذ بداياته والمقاومة الشعبية عام 1987 كانت مشرقة وذات صبغة شعبية بحتة ولاقت تأثيرا وضغطت على الاحتلال والمستوطنين ولاقت صدى في التضامن مع الشعب الفلسطيني ومن هنا لا بد من التحرك الوطني والشعبي لمواجهة الاحتلال على قاعدة المقاومة الشعبية ويجب أن يكون هناك تفاعل شعبي واسع ومؤثر ينعكس على التضامن الدولي وحشد التأييد الدولي الداعم والمؤيد للحقوق الفلسطينية المشروعة .
وإمام هذا العدوان يجب التحرك العربي وحشد المواقف من اجل حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للمقدسات في القدس المحتلة وحماية الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها ضمن أولوية الوصي عليها، جلالة الملك عبد الله الثاني والعمل على دعوة المجتمع الدولي لوضع حد لكل هذا العنف الخطير والغير مسبوق وما تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة من اعمال متطرفة غير مسبوقة.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية