بقلم: سري القدوة
حكومة التطرف اخذت على عاتقها استمرار سياسة التضييق على الفلسطينيين وتصاعد الاعمال القمعية واقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية لتشكل مجزرة جنين الاخيرة نقطة تحول وتضاعف من الازمات القائمة اصلا كون ما يجري من مجازر واستسهال قتل الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال اصبح امر طبيعي في وجه نظر قادة الاحتلال فهذا الأمر يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين الى استمرارهم في ارتكاب المزيد من المجازر حيث شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة ارتفاع وتيرة العنف دون وجود عقاب او اى مسائلة.
ومنذ مطلع العام الجاري تصاعدت وتيرة الهدم حيث تم تسجيل هدم 100 منشأة حتى الآن وهو رقم عالي جدا منذ بداية العام ما يعني انسجام الهدم مع سياسة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي وان عمليات الهدم شملت منشآت سكنية وحظائر أغنام، وما يجري من تصاعد واضح في عمليات الهدم منذ بداية العام الجاري يعد مجزرة بحق المنشآت الفلسطينية.
ومن الملاحظ ازياد عدد البؤر الاستيطانية في السنوات الأربع الأخيرة حيث تتمدد البؤر الاستيطانية ويعمل المستوطنين على إقامة بؤر مختلفة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، إذ يقام بين 15 - 20 بؤرة استيطانية سنويا وهناك بؤر استيطانية قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات، وعدد البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية وصل إلى 186 بؤرة بؤرة استيطانية في أنحاء متفرقة من الضفة خلال العشرين عاماً الماضية مما يعني ان مخطط سرقة الاراضي الفلسطينية هو هدف اساسي لحكومات الاحتلال ومجموعات المستوطنين حيث يسهل ذلك سرقة ما تبقى من اراضي الضفة الغربية.
من الواضح ان المرحلة المقبلة وفي ظل ما نشهده من مجازر ترتكبها قوات الاحتلال وإن المستوطنين أنفسهم قد يرتكبون مجازر جديدة بينما تتصاعد خطورة البؤر الاستيطانية الجديدة، وان المستوطنات التي أقيمت منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، كانت تقام وتبنى في مناطق محدودة، ويوضع حولها سياج، أما البؤر الحالية التي أقيمت في الفترة الأخيرة، فهي خطيرة جداً، حيث إن عدد المستوطنين الذين يسكنون فيها بنسبة قليلة جداً وباتت الاراضي الفلسطينية مهددة بالسرقة والاستيلاء عليها من قبل مجموعات المستوطنين حيث يتمدد الاستيطان لابتلاع آلاف الدونمات، وخصوصا أراضي تتبع ملكية خاصة للمواطنين، ونحن الآن أمام سيطرة واسعة على الأراضي بدعم من حكومة الاحتلال وتسهيل إقامة بنى تحتية لتلك البؤر والتي يتم بعد فترة الاعتراف بها تمهيدا لإعلان ضم الضفة الغربية.
ومنذ مطلع العام يحاول المستوطنون إقامة بؤرة جديدة مما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد شرعنة 65 بؤرة استيطانية موجودة بحسب اتفاق المستوطنين مع حكومة الاحتلال المتطرفة والتي تعمل بشكل واضح على سرقة اراضي الضفة الغربية وضمها وما يجري ينعكس على إحكام السيطرة جغرافيا على الأرض وسيساهم بسيطرة المستوطنين من ناحية العدد والاعتداءات والحماية الأمنية لهم من قبل قوات الاحتلال وإن تلك المخططات تسعى لتقطيع أوصال الضفة الغربية أمام الفلسطينيين ما بين القرى والمدن مما يعني التضييق على حركة التنقل للمواطنين وصعوبة التواصل الجغرافي ما بين مدن الضفة الغربية المحتلة بينما يتم تسهيل تنقل المستوطنين بين المستوطنات الصغرى والكبرى حيث أنه ما بين كل مستوطنة وأخرى توجد بؤر استيطانية، وهناك شبكة طرق وخدمات بينها، لتسهيل التواصل فيما بينها، وهذا يعني إحكام السيطرة على الضفة وتنفيذ مخطط شرعنة الاستيطان.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية