الشريط الاخباري

"بيت البركة" من صرح طبي كنسي الى مشروع استيطاني يمزق جنوب الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 11-02-2023 | سياسة
News Main Image

بيت لحم/PNN- نجيب فراج – تغيرت معالم المبنى الأثري المعروف باسم" بيت البركة" الذي يقع في الشارع الرئيس القدس / الخليل المحاذي لمخيم العروب الى الشمال من مدينة الخليل، وانقلبت أوضاعه رأسا على عقب في غضون عدة سنوات منذ الإعلان من قبل جهات استيطانية على شرائه بحسب زعمها.

عملية الإستيلاء

وبدأت عملية الإستيلاء على المبنى في العام 2015 حينما قام عدد من المستوطنين باقتحامه ورفع العلم الإسرائيلي عليه وإقدام قوة عسكرية إسرائيلية على التمركز في محيطه على مدار الساعة، الأمر الذي شكل صدمة للفلسطينيين، حيث يقع المكان في وسط التجمعات السكنية الفلسطينية وهو بعيد بمسافات كبيرة عن أي تجمع استيطاني، وهذا ما جعل الكثير من المواطنين والنشطاء يعتقدون أن السيطرة على المكان لن يقتصر على المساحة التابعة له، وستعمل قوات الاحتلال على مصادرة العديد من مساحات الأراضي التابعة للمواطنين كي يتحول الى مكان جغرافي متصل ببعض الجيوب الاستيطانية المجاورة.

مستشفى لعلاج المرضى

ويشار هنا الى "بيت البركة" امتلكته الكنيسة المشيخية في العام 1947 وحولته الى مستشفى لعلاج المرضى في تلك المنطقة وتقديم المساعدات لهم، وبقي يقوم بدوره الانساني حتى ما بعيد احتلال ما تبقى من ارض فلسطين في العام 1967 ، وبعد ذلك ظل يشكل متنفسا لاهالي المنطقة وخاصة اهالي مخيم العروب المحاذي له وبعد ذلك اصبح فارغا الا من مستندات اسماء المرضى والكشوفات المتعلقة بوضعهم الصحي، ومن كان يدخل المبنى والذي من حوله نحو 40 دونما المليء بالاشجار الحرجية كان يكتشف بانه خالي من كل شيء وكانه مهجور.

صفقة ملتوية

وحسب المعلومات المتوفرة فان المبنى جرى شرائه عن طريق صفقة وصفت بالملتوية من قبل جمعيات صهيونية في العام 2007 حيث جرى تسريب العقار بطريقة غير شرعية فالاوقاف الكنسية لا يمكن حسب القانون الكنسي المعمول به منذ الفي عام ان تنقل ملكيتها الا الى كنيسة اخرى ، وكون المستوطنين ومن خلفهم الجمعيات اليهودية المختلفة يعلمون بذلك فقاموا بالالتفاف عليها وانشأوا مؤسسة ادعو انها كنيسة سويدية وتم تسريب العقار ككنيسة وانها حولت لليهودي الشهير المليونير ميلوزفيتش، اضافة الى وجود شركة وهمية في النرويج شاركت في عملية شراء العقار وقد استغرقت العملية نحو عشر سنوات وطبخت على نار هادئة، وفي العام 2015 بدا المستوطنون بتنفيذ الاعمال الاستيطانية في هذا الموقع ليتحول الى موقع استيطاني في قلب التجمعات السكنية الفلسطينية، فتبدلت وتغيرت معالم المكان في غضون سنوات عديدة بشكل مذهل فقام عدد من المستوطنين بالاقامة فيه تحرسهم قوة عسكرية اسرائيلية على مدار الساعة وقاموا بازالة اليافطة المكتوبة بالعربية باسم بيت البركة ووضعوا يافطة باللغة العبرية واقاموا اضاءات قوية وغيروا الابواب الخارجية واضافوا عليها مزيدا من مظاهر الزينة ومن ثم قامت ما تسمى ببلدية مجمع غوش عصيون بالاستيلاء على مساحات واسعة من الارضي وشقوا شوارع كبيرة باتجاهها ومن ثم اقيمت فيها محطة للوقود مخصصة لسيارات المستوطنين اضافة الى الاستمرار في اعمال بناء على قدم وساق حيث علم ان هناك مخطط لاقامة فندق استيطاني فيها وايضا حديقة عامة تتبع لمجمع غوش عصيون الاستيطاني فانقلب الموقع من موقع فلسطيني بامتياز الى موقع استيطاني اشبه بثكنة عسكرية حيث يأتي العديد من المستوطنين اليه يوقفون مركباتهم وينزلون فيه لساعات طويلة لتقطع ارجل الفلسطينيين عنه ويمنعونهم من الوصول اليه.

القضية في المحكمة

وبهذا الصدد يقول حسن بريجية مدير هيئة مكافحة الاستيطان في محافظة بيت لحم انه ومنذ ان وضعت قوات الاحتلال يدها على هذا الموقع اتخذت الهيئة عدد من الاجراءات من بينها التقدم الى الهيئات القضائية الاسرائيلية رغم عدم ثقتنا بها ولكننا مضطرون للتعامل معها من اجل افشال الصفقة التي ادعت الجمعيات الاستيطانية من تنفيذها وقد تمكنا من تقديم اوراق ثبوتية تثبت ان الصفقة كلها ملفقه وان هذه الجمعيات استخدمت اوراقا مزيفه ولا زالت القضية قيد البحث في المحاكم الاسرائيلية وان حجتنا بهذا الخصوص قوية ولكن الخطير بهذا الاتجاه ان ما يجري على الارض من تغيير للمعالم واستخدام القوة العسكرية لا تأبه باجراءات المحاكم وقراراتها ولذلك تغير معالم المكان وتهوديه تتم بطريقة منسقة مدعومة باموال كبيرة لا تعد ولا تحصى من اجل هذا الهدف مشيرا الى ان لجان المقاومة الشعبية نظمت العديد من الفعاليات في مواجهة قرار الضم والتهويد وقد قمعت بشكل عنيف من قبل جنود الاحتلال وحرابه الموجهه باتجاه صدور الفلسطينيين، مؤكدا ان اقامة هذا المشروع الاستيطاني والذي يعد مشروعا استراتيجيا كونه المشروع الاستيطاني الوحيد الواقع على الشارع الرئيس الرابط بين مستوطنة كريات اربع ومجمع غوش عصيون الاستيطاني انما هو مشروع خطير يساهم في نجزئة جنوب الضفة الغربية وسوف يعمل على مصادرة مساحات واسعة من الاراضي كي يصبح مشروعا استيطانيا مترامي الاطراف ومتواصل جغرافيا مع البؤر الاستيطانية بعضها ببعض ولا بد من افشال هذا المشروع وهو يحتاج الى ارادة ونفس طويل ومقاومة واضحة المعالم.

 

شارك هذا الخبر!