انقرة/PNN- ارتفع عدد ضحايا الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وسوريا إلى أكثر من 40 ألف قتيل الجمعة، مع تلاشي الآمال في العثور على ناجين.
وقال مسؤولون ومسعفون إن 38044 شخصا لقوا حتفهم في تركيا و3688 في سوريا جراء زلزال السادس من شباط/فبراير، لتصل الحصيلة الإجمالية المؤكدة إلى 41732.
وأوقفت تركيا عمليات الإنقاذ في بعض المناطق، وفعل النظام في سوريا، التي مزقتها الحرب الشيء نفسه في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
الخسائر المسجلة في تركيا تجعل الزلزال أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخها المعاصر
السلطات لم تعلن بعد عدد من لا يزالون في عداد المفقودين
وأفادت أنباء بأنه تم إنقاذ ناجيتين أخريين من تحت الأنقاض في تركيا اليوم الخميس بعد مرور أكثر من عشرة أيام على وقوع الزلزال المدمر،لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بما يفسح المجال للحزن والغضب مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين.
وقالت محطة تي.آر.تي خبر أنه تم إنقاذ فتاة عمرها 17 عاما في إقليم كهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ووقع في جنح الليل في السادس من فبراير شباط.
وأظهرت لقطات المنقذين وهم يحملونها على محفة إلى سيارة إسعاف مع تغطيتها ببطانية بينما أمسك أحد عمال الطوارئ بمستلزمات إمدادها بمحلول وريدي.
وبعد ذلك بعشر ساعات، تم إنقاذ امرأة تدعى نسليهان كيليتش.
وقال شقيق زوجها “أعددنا مدفنا لها وطلبنا من عمال الإنقاذ التوقف عن الحفر لأننا كنا نخشى أن يمزقوا الجثث المتبقية تحت الأنقاض. وبعد لحظات، سمعنا صوتها من تحت أنقاض المبنى”.
ولا يزال زوج كيليتش وطفلاهما في عداد المفقودين.
وتكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة.
وناشدت الأمم المتحدة، أمس الخميس، العالم جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة لعملية الإغاثة التركية. جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين.
وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ وقوع الزلزال إن مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي تتطلب موارد تزيد كثيرا على إمكانيات الحكومة.
ولم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للمساعدات الذي زار تركيا الأسبوع الماضي إن المواطنين “يعانون حزنا لا يوصف”، مضيفا “يجب أن نقف معهم في أحلك أوقاتهم ونضمن حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه”.
وعلى الرغم من العثور على عدد من الناجين في تركيا أمس الأربعاء إلا أن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة.
ويتزايد الغضب وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويهم المفقودين بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتطويرا حضريا معيبا بشدة نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات.
وبينما تهدم آلات الحفر ما تبقى من كتلة سكنية فاخرة في مدينة أنطاكية الجنوبية كانت تعيش فيها ابنتاها، قالت سيفيل كارابدل أوغلو “كان لدي طفلتان. ليس لدي غيرهما. هما تحت الأنقاض”.
ويعتقد أن نحو 650 شخصا لقوا حتفهم حين انهار مبنى رينيسانس ريسيدنس في الزلزال.
وأضافت “استأجرنا هذا المكان باعتباره سكنا للنخبة ومكانا آمنا. كيف أعرف أن المقاول بناه بهذه الطريقة؟ الجميع يتطلع إلى تحقيق ربح. جميعهم مذنبون”.
وعلى بعد نحو 200 كيلومتر، تجمع نحو 100 شخص، في مقبرة صغيرة في بلدة بازارجيك، لدفن أسرة شابة مكونة من الوالدين، إسماعيل وسيلين، وابنتيهما الصغيرتين الذين لقوا حتفهم في مبنى رينيسانس ريسيدنس الذي هُدم في الزلزال.
ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بينهم مطورون.
قوافل المساعدات
عبر الحدود في سوريا، ضرب الزلزال منطقة ممزقة دمرتها 12 عاما من الحرب الأهلية.
ويقول النظام السوري إن عدد القتلى في الأراضي الخاضعة لسيطرتها بلغ 1414. وقالت تقارير إن أكثر من أربعة آلاف شخص لقوا حتفهم في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة متمردين، لكن رجال الإنقاذ يقولون إنه لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ التاسع من فبراير شباط.
وأعاق الصراع في سوريا جهود الإغاثة في شمال غرب البلاد ويشعر الكثيرون هناك بالتخلي عنهم بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة المترامية الأطراف.
وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح المزيد من نقاط العبور.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى اليوم الخميس مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب الهوى وباب السلام منذ الزلزال.
وقدر بنك جيه.بي. مورجان الأمريكي أن الكلفة المباشرة للدمار الذي لحق بالأبنية في تركيا قد تعادل 2.5 بالمئة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.
وكانت الآلات الثقيلة تحاول إزالة أكوام الحطام التي تملأ بلدات ومدنا كثيرة في جنوب شرق تركيا. وفر كثيرون من الناجين من مناطق الكوارث، لكن بعضهم قرر البقاء على الرغم من الظروف المروعة.
وقال مصطفى أكان الذي ينام في العراء ويستدفئ بحرق الحطب في دلو “نقيم أودنا في هذه الأيام بالخبز والحساء ووجبات تأتي من مساعدات يرسلها الناس. لم تعد لدينا حياة. نحن خائفون”.