بيت لحم /PNN / نجيب فراج – اعتبر الناشط ضد الاستيطان والجدار منذر عميرة ان مدارس التحدي في مواجهة الاستيطان والتي بنيت بامكانيات متواضعة وادوات ان جاز التعبير بدائية نظرا للقيود التي تضعها قوات الاحتلال وتلاحق هذه المدارس وطلبتها هي من اهم مشاريع مواجهة الاستيطان وبشكل ميداني لقطع الطريق على المستوطنين للاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي في بداية الضفة الغربية وبالتالي يجب وبالضرورة الحفاظ عليها وتوفير كل الامكانيات بهدف تطويرها لتعزيز صمود المواطنين على هذه الارض.
عددها 27 مدرسة
واوضح عميرة وهو رئيس اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية والمسؤول في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ان عدد هذه المدارس في الضفة الغربية يبلغ 27 مدرسة جميعها تقع في مناطق "ج" المهددة بالمصادرة وهي في مناطق استراتيجية من البادية الفلسطينية وبنيت بجهد شعبي من قبل لجان المقاومة الشعبية وبدعم من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وهي تتكون من مواد بسيطة وجميعها مسقوفة بالزينكو ويمنع منعا باتا ان يضاف عليها اية اضافات ليس ذلك وحسب بل ان كل هذه المدارس مهددة بالهدم وقد هدمت قوات الاحتلال بعضها بالفعل وجرى اعادة بنائها ولا شك فان مدرسة "تحدي 5" المقامة في قرية جب الذيب الى الشرق من بيت لحم نموذجا صارخا بهذا الاتجاه اذ هدمت اكثر من مرة واعيد بنائها من جديد وكان اخر مرة في العام 2017 وقد جرى بنائها من قبل نشطاء المقاومة الشعبية تحت جناح عتمة الليل كي نتفادى هجمة الاحتلال العسكرية والاستيطانية لهدمها وهاهي قوات الاحتلال تعيد الكرة من جديد اذا اصدرت قرارا من قبل ما يسمى بالادارة المدنية الاسرائيلية لهدمها من جديد وابلغت ان الهدم سيكون خلال الايام القريبة القادمة وهذا ينطبق على كافة هذه المدارس التي يتلقى فيها الطلبة تعليمهم في ظروف صعبة للغاية ولكنهم مصممون على التعليم وحقيقة ان ماهية التعليم في هذه المدارس ليس سهلا من جهة وليس شكليا من جهة اخرى فهناك المعلمون والمعلمات يبذلون جهودا ذهبية للتعليم وفي مواجهة التجهيل التي تعتمده سلطات الاحتلال كسياسة ونهج متأصل.
في مواجهة التجهيل
وكذلك الطلبة والطالبات الذين يصلون الى مدارسهم في ظل عدم وجود مواصلات نظرا لعدم شق الشوارع الطبيعية اليها وغالبيتهم يصلون سيرا على الاقدام ويكابدون ظروف الاجواء الباردة في الشتاء والحارة في الصيف ولكنهم يصممون على الوصول الى هذه المدارس في المواعيد المحددة وهم يتلقون التعليم في ظل الخطر على حياتهم ايضا وغالبا ما يأتي المستوطنون ويقتحمون محيط هذه المدارس ويمارسون ممارسات استفزازية لترهيب الطلبة وابعادهم عن مدارسهم ولعل مدرسة التحدي في قبون بالتجمع البدوي راس التين شرق رام الله مثالا اخر على ما يمارسه المستوطنون حيث اقتحم احدهم باحة المدرسة بالتراكتور وقد ارعب الاطفال في هذه المدرسة بشكل مخيف .
واقع مدرسة المنطار
كما تطرق عميرة الى مدرسة التحدي(2) بمنطقة المنطار على اراضي السواحرة وقال ان الظروف التي تمر بها هذه المدرسة لا تختلف عن ظروف كل مدارس التحدي وهذه المدرسة يدخلها الطلبة من خلال سور تابع لمستوطنة نيكوديم بناه المستوطنون من اجل ضم اكبر قدر ممكن من الاراضي ولا يمكن الوصول الى المدرسة الا عن طريق الولوج الى هذا السور في ظروف امنية معقدة الامر الذي يشكل خطرا يوميا على حياة الطلبة.
وادي البسيط
كما ضرب عميرة مثلا اخرا على هذه المدارس وهي مدرسة وادي البسيط الواقعة في بداية طريق المعرجات باريحا وهي مدرسة تخدم ثماني تجمعات بدوية وهي مهددة بالهدم ايضا ودائما تتعرض لاجراءات عسكرية مكثفة لا تهدف الى هدمها وحسب بل تهجير السكان من هذه التجمعات.
وكذلك مدرسة عين سامية التي استطاع في أقل من 24 ساعة، ناشطون فلسطينيون بالتعاون مع المجتمع المحلي، بناء هيكل للمدرسة في بادية "عين سامية" شرق مدينة وسط الضفة الغربية المحتلة، غير أن السلطات الإسرائيلية منعتهم من استكمالها
ورغم عدم استكمال البناء فيها، إلا أن العملية التعليمية بدأت بحضور عشرة طلاب، على أن يلتحق نحو 50 آخرين خلال أيام بزملائهم والمدرسة من الصفيح تبدو وكأنها هيكل عظمي، وتفتقر للمرافق الرئيسية من ساحات ومختبرات وشبكات وشبكات مياه وكهرباء وحتى السبورة، فيما يحاول النشطاء والأهالي استكمال البناء
لكن السلطات الإسرائيلية تراقب كل حركة لهم عبر طائرات مسيرة ودوريات عسكرية تتفقد التجمع السكاني حيث تقع المدرسة .
ويسكن في تجمع "عين سامية" 38 عائلة فلسطينية بواقع قرابة 200 نسمة، في بيوت من صفيح وخيام، وهم يعتمدون على الزراعة وتربية الأغنام.
لا بد للمزيد من الدعم
واكد عميرة الى ان هذه المدارس التي بنيت بدعم من الاتحاد الاوروبي ونحن نقصد هنا الدعم المعنوي لمنع قوات الاحتلال من هدمها وتهجير السكان نطلب بقوة ان يقوم الاتحاد الاوربي بحمايتها وبالتالي حماية التجمعات البدوية ومن ثم حماية بادية الضفة الغربية من التهويد كما يقع على عاتق التربية والتعليم التي تمد يد العون والمساندة لهذه المدراس بمزيد من الاجراءات ومن بينها تخصيص علاوة استثنائية لمدرسي مدارس التحدي لانهم يستحقون ذلك لما يبذلوه من جهود مضاعفة في حماية العملية التربوية وحماية الارض وكذلك توفير التدفئة في فصل الشتاء والتهوية في فصل الصيف ومع ذلك فان الخطر لازال يداهم هذه المدارس وهناك قلق شديد عليها قي ظل الحكومة الفاشية الحالية.