الشريط الاخباري

المكتبة الوطنيّة: الاحتلال يحارب الوجود الفلسطينيّ بالتوسّع الاستيطاني وسياسات فرض السّيطرة

نشر بتاريخ: 29-03-2023 | سياسة
News Main Image

رام الله/PNN-  أكّدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، اليوم الأربعاء، بأنّ الاستعمار الاستيطاني الصّهيوني يحارب الوجود الفلسطينيّ بالتوسّع الاستيطاني وسياسات فرض السّيطرة والتّهجير القسري والهدم والتّهويد المتزايدة على الأرض الفلسطينيّة بما تحتويه من قضاياها المتفرقّة كالاستيطان والحدود وحقّ العودة والقدس والمياه.

جاء ذلك في بيان صدر عن المكتبة الوطنيّة، تزامناً مع ذكرى يوم الأرض، والذي يصادف الـ30 من آذار/ مارس، وتعود أحداثه إلى هبّة الفلسطينيين ضدّ استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ في الجليل عام 1976.

وأشار رئيس المكتبة الوطنيّة عيسى قراقع إلى أنّ يوم الأرض ليس يوماً واحداً أو حدثاً ينتهي ويطمس في غمار أحداث أخرى، بل إنّ الأرض الفلسطينيّة أصبحت هي المقاتل التّاريخي الدّائم الّتي تشدّنا إلى ما هو أكبر من تضامن، مضيفاً أنّ الصّراع لن يتقلّص ما دام جوهره الأرض، وبعد (47) عاماً على ذكرى يوم الأرض لم يتمكّن المحتلّ من تطهيرنا وعياً وجغرافيا ومقاومة، فرغم استيلاء الاستعمار الاسيطاني الصّهيوني على (85 بالمئة) من مساحة فلسطين بحدودها الانتدابيّة؛ إلّا أنّ الفلسطينيّ يثبت يوميّاً قدرته على الصّمود والتحدّي والحفاظ على هويّته ووجوده في أرضه.

مبيّناً أنّ يوم الأرض يأتي في ظلّ تصاعد الصّراع مع المحتلّ الإسرائيليّ على الأرض الّتي تتجاوز مفهومي المساحة والمكان لتعادل الكينونة والهويّة، وفي ظلّ مواجهة فعليّة للمشروع الصّهيوني الاستعماري المبنيّ على محاربة الوجود الفلسطينيّ، بهدف إحلال الكتلة البشريّة الصّهيونية الواحدة محلّ السّكان الأصليّين على الأرض الفلسطينيّة.

وأوضح قراقع أنّ صمود الشّعب الفلسطيني في أرضه وتمسّكه بحقوقه الشّرعيّة؛ هو أفضل ردّ على ادّعاءات المتطرّف الصّهيوني سموتريتش الذّي أنكر وجود الشّعب الفلسطيني وهويّته التّاريخيّة والحضاريّة.

ولفت قراقع إلى أنّ حماية الهويّة الفلسطينيّة والحفاظ على الموروث الفلسطيني من السّرقة والتّهويد هي جزء من معركة الحفاظ على الوجود الفلسطيني في مواجهة المشروع الصّهيوني الاستعماري، مبيّناً أنّه من ذلك تبرز أهمّية مشروع المكتبة الوطنيّة، النّابعة من أنّها المصدر الأوّل لبناء سردية السّيرة الفلسطينية، وتوثيق نضالات الشّعب الفلسطيني، وصون ذاكرته الّتي تهدّدها سياسات التّشويه والتّزوير الّتي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتوظّف كافّة الإمكانيّات والسّياسات للاستحواذ عليها بموازاة الاستحواذ على الأرض.

وأشارت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة إلى أنّ يوم الأرض يعود إلى العام 1976، بعد هبّة الجماهير العربيّة داخل الأراضي المحتلّة عام 1948، ضدّ استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على (21 ألف دونم) من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرّابة، سخنين، دير حنّا، وعرب السّواعد، وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطّة تهويد الجليل، وإفراغه من سكانه العرب، والاستيلاء على أراضيهم، وإحلال اليهود مكانهم، وهو ما أدّى إلى إعلان الفلسطينيّين الإضراب العامّ في يوم الثلاثين من آذار.

مضيفة أنّ مظاهرات نظّمها الفلسطينيّون، امتدّت في الأراضي الفلسطينية من الجليل إلى النّقب تزامناً مع الإضراب في حينه، متجاهلين إعلان الاحتلال لحظر التّجوال على القرى العربيّة، معلنين الرّفض لسياسته في محاربة الوجود الفلسطينيّ، ما أدّى إلى تنفيذ جيش وشرطة الاحتلال لعمليات قمع دموية، أسفرت عن استشهاد ستّة فلسطينيّين، وإصابة واعتقال المئات.

ولفتت إلى أنّ هذا الحدث شكّل علامة فارقة في تاريخ النّضال الفلسطيني، وأصبح رمزاً من رموز الصّمود والحفاظ على الوجود والهويّة ودلالة على الارتباط العضويّ بين الشّعب والأرض، وخلق تطوّراً في الوعي الجماعي نحو فلسطينيي الأراضي المحتلّة عام 1948، فكانت هذه المرّة الأولى الّتي تنتفض فيها الجماهير العربيّة في الأراضي المحتلّة عام 1948 ضدّ المحتلّ منذ النّكبة وتهجير غالبية السّكان الأصليين، وفرض بطاقة الهويّة الإسرائيليّة على من تبقّوا في أراضيهم.

وأكّدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة أنّ إحياء يوم الأرض للعام (47) على التّوالي؛ تجذير لرمزيّة النّضال الفلسطيني في الحفاظ على الأرض والهويّة والموروث الثّقافي، والتصدّي لمحاولات الاجتثاث من الأرض ومحو معالم الوجود.

 

 

 

 

شارك هذا الخبر!