بيت لحم /PNN/ نجيب فراج- بعد مضي 75 عاما على النكبة الفلسطينية بالتمام والكمال اذ لجأ الفلسطينيون في ذلك الحين للعراء جراء تشردهم بقوة السلاح ومن ثم سكنوا الخيام في طول الارض وعرضها والتي تبرعت بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي اصبح يطلق عليها بالشاهد الملك ينصب الفلسطينيون هذه الخيام بعد كل هذه العقود من التشريد والظلم.
خيام في ذكرى النكبة
وبادر العديد من نشطاء المؤسسات المختلفة بنصب خيام على ارض قرية جب الذيب في منطقة بيت تعمر الى الشرق من بيت لحم على انقاض مدرسة تحدي"5" بعد ان تم هدمها للمرة الثانية على التوالي بدعوى عدم الترخيص واختاروا الخامس عشر من ايار وهي ذكرى النكبة الكبرى وذلك في اشارة على روح التحدي والصمود والاستمرار رغم كل هذه الظروف ليعود نحو 66 طالبا وطالبة للدراسة ولكن هذه المرة في العراء مصممين على عدم الاستكانة.
هدمت مدرسة تحدي "5" وهي من بين 32 مدرسة في بادية الضفة الغربية مهددة بالهدم في العام 2017 وقد اقدم النشطاء على بنائها في جنح الظلم وبسرعة البرق وبامكانيات بسيطة الا ان سلطات الاحتلال وكعادتها استخدمت الجهاز القضائي الذي شرع الهدم مرة اخرى ونفذه قبل نحو الاسبوعين ولكن عاد النشطاء بعد يومين لنصب الخيام وهدمتها قوات الاحتلال مرة اخرى ولكن في هذه المرة كان القرار مختلف بنصب خيام صغيرة على ان يجلس الاطفال بالعراء ويتلقون تعليمهم الدراسي اذ جلس عدد منهم على الارض وعدد اخر على حجارة كبيرة وعدد ثالث على طوب مبعثر في الارض جرى التقاطه لهذا الغرض.
لا يوجد مكان اخر
وبهذا الصدد قال مدير التربية والتعليم في محافظة بيت لحم بسام جبر "نحن جئنا في صباح الخامس عشر من ايار الى مكان المدرسة التي هدمت للمرة الثالثة وقمنا بوضع الخيام وهي بالحقيقة مظلات تقي من حرارة الشمس في تأكيد على رفضنا لسياسة التجهيل وملاحقة العملية التربوية ، لقد جئنا في هذا اليوم حتى نوصل للعالم رسالة تقول على هذه الارض ما يستحق الحياة وان هناك طلابا يستحقون ان يتلقوا تعليمهم بظروف طبيعية بعيد عن الاحتلال واجراءته العنصرية ونحن مصممون على انهاء العام الدراسي الحالي في هذا الموقع ، ولا يوجد مكان اخر لابنائنا الطلبة في قرية جب الذيب وبيت تعمر كي يتلقوا فيه تعليمهم ، ونحن موحدون ومستمرون في مواجهة هذا الاحتلال واجراءاته حتى تحقيق اهدافنا في الحرية والاستقلال".
من جانبها قالت مديرة المدرسة شيرين ابو طه "لقد ارتأينا ان نجلب خيامنا معنا وهي بمثابة مظلات بسيطة حتى نستمر في عملية التدريس وهي مظلات عير مجدية من الناحية العملية ولكنها تشكل رمزا للصمود وللثبات وسنستمر في العملية التربوية حتى الاول من حزيران القادم ونحن على امل ان ننجح جميعا في ذلك حتى يتحقق حلم اقامة المدرسة من جديد وهناك جهود متواصلة من اجل ذلك".
في مواجهة العنصرية
اما حسن بريجية مدير هيئة الجدار والاستيطان في المحافظة فقد تطرق في حديثه الى تاريخ المدرسة ونشأتها وهي التي تقع في قرية اسمها "جب الذيب" حيث يحاول الاحتلال محوها عن الخريطة من خلال عدم السماح بمد شبكة مياه وشبكة كهرباء ومنع انشاء المدرسة وتحويل الحياة في هذه القرية الصغيرة والتي تفتقر حتى لشبكة طرق الى مستحيلة ومن ثم تمهيد الطريق للمستوطنين القاطنين في البؤر الاستيطانية للاستيلاء على اراضيها وقد جائت عملية هدم المدرسة في اطار ارضاء المستوطنين الذين تظاهروا اكثر من مرة امامها ونصبوا العديد من الكمائن للاطفال اثناء توجههم الى مدرستهم لتخويفهم وتخويف اهاليهم ولكن صمود اهلنا في وجه الغطرسة الاسرائيلية والعنصرية البغيضة افشل على مدار 75 عاما كل هذه المخططات".
سياسة تجهيل لا تختفي من العقلية الاسرائيلية
واضاف بريجية ان ملاحقة مدرسة تحدي "5" تأتي في سياق سياسة التجهيل التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد مؤسسات التعليم بشكل عام فمرة يلاحقون طلبة يدرسون في مدارسهم تقع على خطوط التماس ومرة اخرى يطلقون النار باتجاههم وفي سنوات الاحتلال المباشرة كان هناك قرارات لاغلاق بعض المدارس وقرارات اخرى لاغلاق جامعات باوامر عسكرية لمدد محددة تصل اشهرا وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان حق التعليم تحاول قوات الاحتلال مصادرته وهذا ما يحصل اليوم ضد مدرسة تحدي"5" ولكن هذه المحاولات سوف تبوء بالفشل وعلى المجتمع الدولي ان يمارس دوره في تامين التعليم في فلسطين وان يكون تعليما مستقرا بحسب القانون الدولي الانساني.
جاء الاطفال الذين تبلغ اعمارهم من سن السادسة وحتى السن التاسعة الى ارض بور بدون اي شيء لتلقي التعليم ورغم ذلك لعبوا وفرحوا وانشدوا نشيد موطني في الطابور الصباحي وهم ليسوا بخائفين ويدركون معادلة الصراع "ان اليهود لا يردوننا في ارضنا" بحسب ما قالت الطفلة هالة في الصف الرابع الاساسي، وقالت نريد ان نتعلم".