بقلم: سري القدوة
في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الاحتلال من مخيم جنين بعد تركها لدمار هائل ومخلفة عشرات الشهداء ومئات من الجرحي وإتلاف شبكتي المياه والكهرباء بشكل كامل، وتدمير كلي لحوالي 300 منزل، و400 إلى 500 منزل دمر بشكل جزئي نتيجة عدوان الاحتلال الذي استمر يومين على مخيم جنين، وفي هذا الوقت نفذ مجموعة من المستوطنين عملية اقتحام للمسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال حيث اقتحم هؤلاء المستوطنين "الأقصى" ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة، ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه لتأمين اقتحامات المستوطنين والتضييق على دخول المصلين.
وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس وأراضي الـ48 إلى الأقصى، والتدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها عند بواباته الخارجية.
بات من الواضح بان اعتداءات قوات الاحتلال المتكررة على مدينة جنين في الضفة الغربية، والتي أسفرت عن وقوع شهداء ومصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء وأن تكرار هذه الاعتداءات يعكس الإصرار الإسرائيلي السافر على مواصلة الاعتداءات والاقتحامات، وارتكاب المجازر، واستخدام كل أنواع البطش والقوة المفرطة، في إرهاب صريح للأبرياء والعزل من أبناء الشعب الفلسطيني، وتعد واضح على جميع القوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية.
الاحتلال الإسرائيلي والذي يخوض حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظات الضفة الغربية وما تلك الغارات الجوية التي شنها على مدينة جنين ومخيمها، وأدت إلى وقوع شهداء وجرحى الا دليلا على تورط قادة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.
يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في وقف هذه الأعمال غير القانونية التي تقوم بها قوات الاحتلال والتحرك لضمان حماية حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وحان الوقت ليتحرك العالم من اجل الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وضرورة ان تكون متصلة جغرافيا، على حدود عام 1967، وتكون القدس عاصمتها، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة، واهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يجري على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصدي بقرارات حاسمة لوقف عبث هذا الاحتلال بحقوق الفلسطينيين الأبرياء، وتعديه السافر والمتواصل على أرضهم وممتلكاتهم.
يجب التحرك من اجل اتخاذ موقف عربي وإسلامي موحد تجاه هذه الانتهاكات، التي ينتهجها هذا الاحتلال الغاشم في مدينة جنين الفلسطينية المحتلة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع في وجه هذا الكيان الغاصب الذي تمرس على قتل الأبرياء والاعتداء على الأطفال والنساء والرجال وسلب الحقوق وسرقة الأراضي والممتلكات.
ومن الواضح بان انسحاب جيش الاحتلال جاء بعد فشل الاحتلال الاسرائيلي بتحقيق اي هدف من اهدافه وان العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على جنين هي عملية فاشلة ولن تستعيد هيبة الاحتلال الذي بات عاجزا عن تحقيق أي ردع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
كل يوم يثبت الشعب الفلسطيني انه لقادر على التفوق على نفسه وبهذا المعنى فانه في كل يوم يقدم انجازا جديدا على مستويات الصمود والثبات والإرادة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات الاحتلال.
في جنين كان التحدي وكانت الارادة والعزيمة والعنفوان الثوري والوطني حيث اثبت ابناء الشعب الفلسطيني قدرتهم على الصمود موحدين لإفشال منظومة الاحتلال وتصديهم للعدوان وحمايتهم لدولتهم المستقلة ودفاعهم عن ارضهم ووطنهم الغالي.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية