القدس /PNN / نجيب فراج – فتحت ابواب السجن بعد تسع سنوات عجاف من الاسر والالم والظلم والتعذيب للاسير بشار العبيدي من سكان بلدة سلون بالقدس المحتلة ليكون في استقباله كل الاهل والاصدقاء والاحبة ومن بينهم خطيبته اسلام عليان التي تقطن في بلدة العيسوية في مشهد يعبر عن مدى الاخلاص والتحدي والوفاء بل اكثر من ذلك في مشهد ان السجن مهما طالت سنواته الطويلة لا يمكن ان يغلق على احد ولا يمكن ان يكسر احلام الناس وطموحاتهم بل في مشهد ان الارادة هي التي بالتأكيد المنتصرة وان الظلم لا يمكن ان يدوم او يقضي على احلام الناس.
و اطلقت سلطات الاحتلال سحابة هذا اليوم سراح بشار البالغ من العمر 32 سنة من سجن النقب الصحراوي وسرعان ما اعادته الى السجن قبل ان يستكمل مصافحة مستقبليه ليفرضوا عليه كالعادة ما تفرضه سلطات الاحتلال على الاسرى المقدسيين من ممنوعات لا تنهتي كممنوع الاحتفال ورفع الاعلام والموسيقى والاغاني الوطنية واية مظاهر وطنية اخرى ولكن كل هذه الممنوعات سرعان ما تتلاشى امام اصرار الناس على الاحتفاء بالاسرى والاشادة بصمودهم.
قصة الارتباط
وعودة الى قضية الارتباط بين بشار واسلام فانها بدات حينما كانت اسلام تقوم بزيارة شقيقها الاسير محمد المحكوم بالسجن لمدة 38 شهرا وهو صديق لبشار خلف الاسلاك الشائكة في سجن ريمون الصحراوي وتصادف ان الاسيرين التقيا في ذات الزيارة وتعرفا على بعضهما البعض لتتحول الزيارة الاولى التي كانت قبل ست شنوات الى اعجاب وقصة عشق تكللت باعلان الخطوبة فيما بينهما ومن ثم عقد القران بينهما رغم القيد واصبحت اسلام التي تخرجت من جامعة فلسطين الاهلية ببيت لحم من قسم الصحافة والاعلام تقوم بزيارة خطيبها منذ ان عقد القران قبل نحو عامين ، وظل الاثنان ينتظران بعضهما البعض حتى حانت فرصة اللقاء في هذا اليوم.
قبل نحو اسبوع كانت الزيارة الاخيرة للخطيبين من خلف القضبان فذهبت الشابة اسلام التي كانت تنتظر لحظة الافراج عن خطيبها قد ارتدت الثوب الفلسطيني المطرز بالخيطان الحمراء وجلبت معها الحلوى من كل انواعها الى السجن ومن بينها البقلاوة ووزعتها على اهالي الاسرى استعدادا للحظة اللقاء وللتعبير عن الفرح الذي انبزغ فجره من وسط عتمة الليل وظلام السجن وكانت تقول دائما ان الفرح كان مميزا لانه ولد من وسط المعاناة واستطاع ان ينتصر على هذا الواقع المرير الذي يصنعه الاحتلال ببطشه وممارساته العنصرية وهو بمثابة بروفه للنصر والفرح الكبيرين بجلاء الاحتلال المحتم والقادم بكل تأكيد طال الزمن او قصر.
ومن بين الاحتفالات بهذه المناسبة نظمت اسلام وبوجود صديقاتها حفلة حناء رمزية وارتدت الثوب الفلسطيني وعزفت الاغاني الوطنية والتي كان من بينها "انا ما بدي خاتم ولا بهواي خاتم ..بدي علم فلسطين يرفرف على كل المحاكم .. انا ما بدي هدية، ولا بهواي هدية بدي علم فلسطين يرفرف على المسكوبية.. انا ما بدي ذهب ولا بهواي ذهب بدي علم فلسطين يرفرف على سجن النقب .. انا ما بدي فستان ولا بهواي فستان ..بدي علم فلسطين يرفرف على عسقلان.. انا ما بدي زفة ولا بهواي زفه ..بدي تبطل فلسطين محصورة بارض الضفة".
ستبلغ قصة العشق بين بشار واسلام ذروتها في الشهر القادم حينما يتم الاحتفال بزفافهما في عرس وطني كبير بمدينة القدس العربية والذي سيتحول الى مناسبة وطنية كبيرة تطالب بحرية الاسرى وفلسطين وشعبها.