الشريط الاخباري

تقرير : الاحتلال يسعى لسلخ 4 قرى غرب بيت لحم عن محيطها من خلال حاجز عقبة حسنة

نشر بتاريخ: 02-09-2023 | سياسة
News Main Image

بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – اصبح مفرق يصل بين اربعة قرى غرب بيت لحم مع بقية المحافظة يطلق عليه اسم "مفرق عقبة حسنة" نقطة عسكرية للجيش الاسرائيلي يخشى منه الفلسطينيون ان تكون اجراءاته مقدمة لفصل القرى الاربعة التي يطلق عليها قرى العرقوب الواقعة الى الغرب من بين لحم وهي بتير وحوسان ونحالين ووادي فوكين، ويصل هذا المفرق ببلدة الخضر للولوج الى مدينة بيت لحم ومحيطها من قبل سكان هذه القرى البالغ عددهم نحو 20 الف نسمة. 

المفرق المشار اليه يقع بمحاذاة شارع التفافي يصل بين معبر النفق المقام على اراضي مدينة بيت جالا المؤدي الى القدس وبين المستوطنات المقامة على اراضي غرب بيت لحم وشارع التفافي اخر يتفرع باتجاه مجمع غوش عصيون الاستيطاني ومن ثم باتجاه الخليل والمستوطنات المقامة على اراضيها، ويؤدي المفرق من خلال جسر ارضي استحدثه الاسرائيليون باتجاه قرية الخضر ولا يستخدمه الا المواطنون الفلسطينيون لمنعهم من استخدام الطريق الالتفافي عند هذا المفرق في مظهر صارخ يؤكد على نظام ابرتهايد عنصري يعاني منه المواطنون الفلسطينيون في كافة الشوارع الالتفافية التي تشق الضفة الغربية على طول شمالها وجنوبها واشتقت لصالح المستوطنين والتضييق على الفلسطينيين واسلوب ناجح لدى هذه القوات لضم عشرات الاف الدونمات وتحويلها لقوات الاحتلال بقوة السلاح. 

ويقول احمد صلاح الناشط ضد الاستيطان والجدار  ان من يمر في الشارع الالتفافي ما بين معبر الانفاق وبين المستوطنات يشاهد معالم فلسطينية كالمنازل والمنشات والاراضي ومن بينها استاد الخضر الرياضي وهو المحاذي تماما للشارع الالتفافي ولكنه سكيشف انه امام مظاهر اسرائيلية بامتياز حيث يجري على سبيل المثال تعليق ملصقات بالعبرية على جدار الاستاد الخلفية بمثابة دعايات انتخابية للاحزاب الاسرائيلية المختلفة وصور مرشحو هذه الانتخابات مرة لنتنياهو ومرة اخرى للفشايان بن غفير وسموتريتش ومرة ثالثة لمرشحين عن احزاب يهودية وهذا معناه ان الرافعات والنشطاء الاسرائيليون من مختلف هذه الاحزاب ينتشرون بكثافة في هذه المناطق وكأنها في وسط تل ابيب رغم انها مناطق فلسطينية بامتياز ولكن اهلها ومزارعها يمنعون من التحرك فيها على الاطلاق وخاصة المشاة منهم ومن يريد ان يصل الى اراضيه الزراعية بينما المستوطنون يتنقلون بحرية تامة وسط حركة لا تتوقف للاليات العسكرية الاسرائيلية التي تقوم باعمال الحماية والحراسة لهؤلاء المستوطنين بشكل مكثف. 

واضاف صلاح ان ما يزيد الطين بلة على كل هذه الاحراءات التمدد الاستطاني الواسع من خلال تكثيف ادوات الاستيلاء على اراضي المواطنين لاقتطاعها لصالح الشوارع الالتفافية من جهة ولصالح البؤر الاستطانية المنتشرة في كل حدب وصوب وهناك اجراءات عسكرية شبه يوميه من خلال اوامر مختلفة مرة باعلان ارض زراعية بانها املاك حكومية مغلقة امام اصحابها ومرة باعلان مساحات اخرى انها تابعة للمستوطنات وبمثابة مساحات طبيعية لتوسيعها ومرة اخرى اوامر بالمصادرة لاستخدامها لاغراض عسكرية حيث تقام النقاط العسكرية وابراج المراقبة ومعسكرات صغيرة في مساحات متقاربة بين نقطة عسكرية واخرى، اضافة الى اساليب جديدة بنصب ابراج لشركات الاتصالات الخليوية الاسرائيلية على هذه الاراضي من دون اذن اصحابها وكانهم يتصرفون بانها ملك لهم. 

اضف الى ذلك بحسب صلاح هو اقدام جنود الاحتلال على اقامة حاجز عسكري اسرائيلي على مفرق عقبة حسنة بشكل يومي ويقوم الجنود باغلاق المفرق في بعض الاوقات لمنع المركبات الفلسطينية والسائقين القادمين من القرى الاربعة باتجاه بيت لحم عبر جسر الخضر الارضي او العائدين اليها وافاد " ان جنود الاحتلال كثفوا في الاونة الاخيرة من اقامة هذا الحاجز للسيارات القادمة من بيت لحم الى القرى الاربعة او المغادرة منها الى بيت لحم ودائما يطبق الجنود اجراءات عسكرية مشددة بحق المركبات والمواطنين مما يؤدي الى حدوث اختناقات كبيرة في الحركة المرورية وتضطر المركبات الى الانتظار طويلا في طوابير طويلة ما يؤدي الى معاناة كبيرة لدى المواطنين وتاخيرهم لساعات. 

وقال الناشط يوسف شرقاوي ان منطقة "عقبة حسنة" تحولت الى مكان لتعذيب المواطنين واعاقة لحركتهم بعد ان كانت هذه الطريق سالكة باتجاه بيت لحم على كلا الاتجاهين، وقال ان هذه الاجراءات تذكر المواطنين بتحويل الكثير من نقاط التفتيش الى معابر حدودية، كما حصل على معبر بيت لحم الشمالي الذي يفصل بيت لحم عن القدس، بعد ان كانت هذه النقطة حاجز بسيطا تحولت الى معبر حدودي وكذلك الحال لمعبر قلنديا الذي يفصل رام الله عن مدينة القدس وكذلك العديد من المعابر والنقاط من شمال الضفة الى جنوبها واصبحت هذه المناطق معزولة عن محيطها. 

وجاءت هذه التخوفات بعد قيام قوات الاحتلال بتكثيف نصب هذا الحاجز والى وجود ثلاثة مخططات على الاقل اعلنت عنها قوات الاحتلال، وشرعت بتنفيذها بكلفة 185 مليون شيكل اسرائيلي، ومن بين هذه المخططات هو حفر نفق على حدود القدس ليصل إلى مستوطنة "بيتار عليت" ومستوطنة "ايلي عازر" المجاورة وليكون موقع بير عونة من أراضي مدينة بيت جالا في متوسط هذا الطريق إضافة إلى شق سكة حديد بموازاة ذلك لتكون المستوطنات غرب بيت لحم احد اهدافها ولتتصل هذه السكة بحيفا وتل ابيب، اضافة الى مضاعفة اعداد المستوطنين في مستوطنة بيتار عليت من 60 الف مستوطن الى الف 120 مستوطن في غضون السنوات الخمس القادمة وهذا يحتاج الى كل هذه البنى التحتية ومصادرة المزيد من الاراضي واقامة عشرات الالاف من الوحدات السكنية وكلها على حساب القرى الفلسطينية الاربع التي سوف تتحول الى كانتونات وتجمعات سكانية مغلقة ليس لها امتداد مع محيطها بمحافظة بيت لحم.

شارك هذا الخبر!