بيت لحم/PNN- أكد علماء، الثلاثاء، أن تغير المناخ، أو ما يعرف بظاهرة "الاحتباس الحراري" زاد احتمال هطول الأمطار الغزيرة في ليبيا بنحو 50 مرة، ما ساهم في وقوع الكارثة التي ضربت مناطق شرق ليبيا وخاصةً مدينة درنة، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الضحايا والمفقودين وعشرات آلاف المشردين.
وقال علماء من مشروع "وورلد ويذار أتريبيوشن"، وهو تعاون بحثي دولي يعمل على تحديد مدى الدور الذي يلعبه تغير المناخ في أحداث مناخية معينة، "إن تغير المناخ تسبب أيضاً في معدل هطول الأمطار خلال تلك الفترة بأكثر من 50 في المئة"، وفقاً لرويترز.
وحذر العلماء من أنه في الوقت الذي يدفع فيه تغير المناخ الطقس إلى مستويات متطرفة جديدة، فإنه سيظل من الخطورة بناء المنازل عند مسارات السيول، أو استخدام مواد دون المستوى المطلوب في البناء.
وكتب العلماء في بيان إن "تفاعل هذه العوامل والأمطار الغزيرة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، أحدثت دماراً شديداً في ليبيا". واستخدم الباحثون نماذج محاكاة للمناخ لمقارنة أحداث الطقس اليوم بما كان يمكن أن تكون عليه لو لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بالفعل 1.2 درجة مئوية فوق متوسط عصر ما قبل الثورة الصناعية.
وقالوا إن تغير المناخ يزيد من هطول الأمطار، ويجعله غير منتظم؛ إذ يمكن للجو الأكثر دفئاً أن يحمل المزيد من بخار الماء، ما يتسبب في زيادة الرطوبة قبل أن تصبح السحب غير قادرة على حملها فيسقط المطر.
وأوضح بحث العلماء أن العاصفة "غير المعتادة بالمرة" تسببت في ارتفاع كمية الأمطار بأكثر من 50 % عما كان سيحدث لو لم تكن هناك ظاهرة الاحتباس الحراري. وذكروا إن مثل هذا الحدث يمكن توقعه مرة كل 300 و600 عام في ظل المناخ الحالي.
وأدى تغير المناخ في الوقت ذاته إلى زيادة تصل إلى 40% في كمية الأمطار التي هطلت في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي على منطقة البحر المتوسط، ما تسبب بفيضانات أودت بحياة العشرات في اليونان وبلغاريا وتركيا.
وقالت فريدريكه أوتو عالمة المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة، في إشارة إلى موجات الحر وحرائق الغابات في المنطقة خلال فصل الصيف: "البحر المتوسط هو نقطة ساخنة للمخاطر التي يغذيها تغير المناخ".