باريس/PNN- بعد أن كانت مقررة في شهر مارس/آذار الماضي وأُجّلت بسبب التظاهرات في فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، يبدأ ملك بريطانيا تشارلز الثالث والملكة كاميلا اليوم زيارة دولة لفرنسا تستمر ثلاثة أيام، من الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول إلى الجمعة 22 سبتمبر/أيلول الجاري، وهي الأولى لهما رسمياً كملكين.
يهدف كل من الإليزيه وقصر باكنغهام، من خلال هذه الزيارة، إلى إظهار القرب والصداقة بين فرنسا والمملكة المتحدة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الملكية البريطانية والرئاسة الفرنسية التي أضعفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تبدأ مراسم الترحيب الرسمية عند الساعة الثانية بعد الظهر في مطار باريس أورلي، حيث ستستقبل رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الزوجين الملكيين. يلي ذلك، مراسم إشعال الشعلة في قوس النصر الساعة 2:45 بعد الظهر، واجتماع ثنائي بين الرئيس ماكرون والملك في قصر الإليزيه، ومراسم إعادة زراعة شجرة البلوط التي قدمها الرئيس ماكرون تكريما للملك في الساعة 4:45، وأخيرًا، عشاء رسمي في قصر فرساي يبدأ الساعة 6:15 مساءً.
قصر الإليزيه، قال في بيانه حول هذه الزيارة إنها تعد شرفاً لفرنسا وتوضح عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين. كما أنها توفر الفرصة لإظهار التميز الفرنسي للعالم في الأمور الثقافية والفنية وتذوق الطعام والتراث الفريد، ولا سيما من خلال العشاء الرسمي الذي سيقام في قصر فرساي. وتأتي الزيارة أيضًا في الوقت الذي تستضيف فيه فرنسا بطولة كأس العالم للرغبي، وهو شغف مشترك بين البلدين.
كما ترمز هذه الزيارة الرسمية أيضا لعلاقة الصداقة والثقة بين رئيس الجمهورية وجلالة الملك، اللذين تعاونا في الماضي بشكل وثيق في مجال حماية التنوع البيولوجي ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق الإليزيه. وبالإضافة إلى اللقاء في قصر الإليزيه، سيشارك الملك تشارلز والرئيس ماكرون في اجتماع مخصص لتمويل المناخ والحفاظ على الطبيعة بحضور ممثلين فرنسيين وبريطانيين من القطاع الخاص.
تعد زيارة الملك تشارلز الثالث هذه لباريس رحلته الرسمية الخامسة والثلاثين إلى فرنسا. تمت الزيارات الـ 34 السابقة عندما كان ولياً للعهد أميرًا لويلز، وتعود آخر زيارة إلى عام 2019، حيث حضر برفقة زوجته كاميلا قداسًا في كاتدرائية بايو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندي.
تجدر الإشارة إلى أن والدته الملكة الراحلة إليزابيت الثانية، كانت قد قامت بأول زيارة رسمية لها إلى فرنسا كملكة في عام 1957، بعد أربع سنوات من توليها العرش، واستقبلها وقتها الرئيس رينيه كوتي في باريس. ثم أتبعتها بخمس زيارات رسمية أخرى لفرنسا في أعوام: 1972، حيث حظيت بمأدبة عشاء رسمية في فرساي، و في عام 1992، ثم عام 1994، و عام 2004، وكانت زيارتها الأخيرة في عام 2014، وهي تبلغ حينها من العمر 88 عامًا.