بيت لحم / PNN/ نجيب فراج – لم تكن حادثة اقدام قوة عسكرية اسرائيلية بالاعتداء على جنازة احد المواطنين قبل يومين اثناء تشييعه الى مثواه الاخير في مقبرة بلدة بيت امر الى الشمال من مدينة الخليل والواقعة بمحاذاة الشارع الرئيس الذي يستخدمه المستوطنون الاسرائيليون وتحول الشارع الى ثكنة بل ثكنات عسكرية اسرائيلية لحماية هؤلاء المستوطنين ولارضائهم ايضا هي الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة، حيث افيد ان قوة اسرائيلية حاولت منع موكب التشييع من المرور في الشارع الرئيس باتجاه المقبرة فاطلق الجنود الغاز المسيل للدموع باتجاه المشيعين لاجبارهم على تغيير مسارهم من وسط القرية الى المقبرة وهي مسافة مضاعفة عن مسافة الطريق الاعتيادية.
وبهذا الصدد يقول الناشط محمد عوض ان الاعتداءات على مسيرات تشييع الوفيات في البلدة ونحن لا نتحدث عن مسيرات الشهداء والتي دائما مستهدفة بل نتحدث عن وفيات طبيعية نتيجة مرض او كبر في السن او حوادث طارئة كجوادث السير والعمل وما شابه ولربما هذه هي حادثة الاعتداء العاشرة منذ بداية العام الجاري وقد تصاعدت بشكل خطير، حيث وقع في شهر تموز الماضي اعتداء مماثل بقيام قوات الاحتلال باطلاق النار باتجاه المشيعين مما ادى الى اصابة شاب بالرصاص في الكتف وباصابع اليد اضافة الى اصابة العديد من المواطنين بالغاز المدمع، وقبل ذلك وقع عدد اخر من الاعتداءات على المشيعيين في ذات الموقع،
كما شهد العام الماضي مزيد من الاعتداءات ولعل الاعتداء على موكب التشييع للمواطنة نايفة الطوس من بين الاعتداءات الصارخة حيث كان مئات من المشيعيين منهمكين في التشييع فاقدم الجنود على مواجهتهم بالغاز وبالعصي والهروات وكان ذلك في ايار من العام الماضي وقد ادى ذلك الى وقوع مواجهات اصيب على اثرها العديد من المواطنين من بينهم كبار في السن.
ويقول نشطاء من بيت لحم ان اعتداءات كثيرة تقع اثناء تشييع جثامين لمواطنين يتم مواراتهم في المقبرة الاسلامية الكائنة في محيط قبة راحيل الى الشمال من مدينة بيت لحم والذي تحول الى معسكر لجيش الاحتلال ومحاط بالابراج العسكرية وغالبا ما يطبق الجنود اجراءات عسكرية بحق المشيعين ويعيقون مسيرهم ويعتدون عليهم ، بل ويتعدى ذلك بتدنيس الجنود المقبرة حينما يقتحمونها وينصبون الكمائن من داخلها لاعتقال شبان يمرون بجانيها بل يجعلونها منطلقا للاعتداء على المواطنين حينما تقع مواجهات في محيط مخيم عايدة الذي يقع بالمتاخمة منها، اضافة الى اقدام الجنود المتمركزين في الابراج العسكرية المطلة على المقبرة برمي مخلفاتهم فيها سواءا قناني الماء او الكولا وما شابه بل وان بعضهم يبولون فيها وهم على سطح بناية فحولوا الجزء المجاور للمقبرة الى مكرهة صحية، هذا عدا عن تعمد الجنود في مرات عديدة للمشيعين باستهدافهم بقنابل الغاز المسيل للجموع لارهابهم وثنيهم عن المشاركة غير ابهين بحرمة الوفاة وكرامة المتوفي بحسب النشطاء.
وطبعا كما يقول الناشط محمد بريجية ان استهداف جثامين الشهداء حدث بلا حرج وما المشهد الذي جرى في ساحة مستشفى الفرنسي بالقدس باستهداف نعش الشهيدة شيرين ابو عاقلة هو مشهد صارخ بكل المقاييس وكررها الجنود مرة اخرى في تشييع الشهيدة الصحفية غفران وراسنة في الخليل حيث اعتدوا على المشيعين ايضا، وكذلك الاعتداء على جنازة الشهيد وليد الشريف في القدس، وهناك عشرات الحالات بالاعتداء على مواكب الشهداء بل وصل الامر بهذه الدولة استخدام المروحيات خلال الانتفاضة الاولى من اجل الاستيلاء على جثمان شهيد هنا او هناك وكانت هذه الحالات شائعة.
وكان الباحث الحقوقي هشام الشرباتي، قد قال ان تكرار مشهد اعتداء قوات الاحتلال على الجنازات الفلسطينية، قد تزايد بشكل ملحوظ معتبرا أن هذا النوع من العدوان "يعكس استخفاف الاحتلال بمشاعر الفلسطينيين". وقال الشرباتي "عندما نتحدث عن جنازة فإن الأمر يتعلق بأمر إنساني، ولا يرتبط بعمل مقاوم أو نشاط مناوئ للاحتلال، بل إن الأمر لا يتعدى جنازة مسنة متوفاة". ورفض مبررات الاحتلال ودوافعه للاعتداء على المشيعين في جنازة شيرين أبو عاقلة، 13 مايو/ أيار الماضي، بزعم رفع العلم الفلسطيني في القدس المحتلة، وكذلك في جنازة الصحفية غفران وراسنة التي لم يكن فيها أي أعلام.
وواعتبر الشرباتي اعتداء جنود الاحتلال على جنازات الشهداء والوفيات انتهاكا لمشاعر المواطنين وكرامتهم. وأكمل: "أفعال الاحتلال هذه تثبت إجرامه بحق المواطنين الفلسطينيين، واستهداف الجنازات ظاهرة جديدة تشير إلى إمعان الاحتلال وزيادة غطرسته واستهدافه بدافع إهانة الأموات والأحياء من أبناء الشعب الفلسطيني والمسّ بكرامتهم، ونشر الإحباط ودفعهم إلى ترك البلاد، وكأنه يقول لهم: لا مكان لكم هنا أحياءً أو أمواتًا، ولا فرصة لكم هنا للعيش أو الموت أيضًا". وقوبل اعتراض جنازة المتوفاة الطوس بردودٍ مناوئة للاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضت بشدة جريمته هذه، وأكدت ضرورة التصدي لانتهاكاته.